برشلونة المأسوي، هكذا يمكن نعت الحالة التي ظهر بها البرسا أمام قادش بالمباراة التي انتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين بدون أهداف يوم الخميس في الدوري الإسباني.
ظهر النادي الكتالوني بدون أنياب هجومية تذكر، وفي نفس الوقت كان الدفاع مفتوحًا على مصراعيه أمام هجوم قادش، ولولا تير شتيجن لخرج البرسا تقريبًا من دون أي نقطة.
صاحبت حالة من التوتر أجواء المباراة، كان ذلك منطقيًا، فما فعله رونالد كومان في المؤتمر الصحفي كفيل بتحويل جنة إلى نار، حتى رغم الدعم الذي لقاه من جوان لابورتا وإدارته بعد ذلك.
قلة حيلة من برشلونة على كافة الأصعدة كُللت ببطاقة حمراء لفرينكي دي يونج كادت أن تتسبب في خسارة المباراة، وكومان مجرد متابع، تمامًا مثله مثل أي مشجع آخر.
رسميًا.. برشلونة يحسم أولى صفقات صيف 2022
كل ما يمكن قوله أن كومان يلفظ أنفاسه الأخيرة في ملعب كامب نو، لا فرصة للنجاة حتمًا، وفيما يلي نستعرض سويًا بعض الأسباب حول ذلك.
هجوم بعنوان: مرر لديباي!
Getty Imagesفي الماضي كانت هناك سخرية كبيرة من المدرب إرنستو فالفيردي لأن ليونيل ميسي هو من يفعل كل شيء، لكن حقيقة في ذلك التوقيت كان لدى برشلونة القليل من مبادئ كرة القدم، وهو أمر اندثر مع رونالد كومان.
خطة برشلونة الحالية الهجومية بسيطة، مرر الكرة لممفيس ديباي، وهو إما سيجد حلًا أو سيفقد الكرة وتعاود الكَرة، ولسوء حظ كومان أن مواطنه لم يكن موفقًا اليوم، والنتيجة سلبية هجومية جعلت برشلونة لا يختلف كثيرًا عن قادش.
من كان يصدق أن برشلونة هجوميًا لا يفعل أي شيء على مرمى قادش في الشوط الأول؟ والشوط الثاني عبارة عن لقطات فردية لديباي، أما بقية اللاعبين فهناك فدادين بينهم وبين بعضهم، لا ترابط ولا فكرة ولا أي شيء.
هل سيكون ظلمًا لكومان الإقالة؟ الحقيقة باستمرار وضع برشلونة هكذا، سيكون من الظلم استمرار الهولندي في منصبه لأبعد من ساعات قليلة!
اختيارات عجيبة
FC Barcelonaعند تعاقده مع لوك دي يونج، خرج كومان بتصريحات أن المهاجم أكثر خطورة من نيمار إذا ما تواجد في منطقة الجزاء، والسؤال هنا، هل عمل المدرب بما قاله؟
الإجابة لا! برشلونة لعب في الجبهة اليمنى بأوسكار مينجويزا نادر التواجد الهجومي، ويسارًا بظهير أيمن هو سيرجينو ديست، لا توجد عرضيات للاعب ميزته الوحيدة طول القامة، والنتيجة أن دي يونج كان المدافع الثالث في قادش!
لا لوم على اللاعب نفسه، فهذا مستواه، اللوم على من أتى به، واللوم على من يعرف طريقته في اللعب جيدًا ورغم ذلك يتفنن في اللعب بعكسها ويبطل أي مفعول ممكن له.
النقطة الأعجب كانت إقحام فيليبي كوتينيو واللعب به على الجبهة اليسرى الهجومية، هذا أمر غير مفهوم، ففي الأساس تألق البرازيلي العام الماضي مع كومان كان بلعبه في منتصف الملعب وليس كجناح أبدًا.
تفنن كومان في الاختيارات التي لا يمكن أن توصف سوى العجيبة، الحديث عن تبديل سيرجي روبيرتو الذي قام به في النهاية لا جدوى منه، الأكيد أن هذا الرجل أقل فنيًا من العمل مع برشلونة حتى ولو أن إمكانيات الكتلان أقل من الماضي بكثير الآن.
روح مفقودة
Getty Imagesأي استمرار لكومان طويلًا في برشلونة هو إضاعة للوقت، لقد بات واضحًا أن اللاعبين يدركون جيدًا أن الرجل سيرحل لا محالة، وبالتبعية غرفة خلع الملابس ليست معه، وينعكس ذلك على أرض الملعب.
لا توجد أي روح تذكر لبرشلونة في أرض الملعب، اللاعبون يقدمون أداءً باهتًا، لا توجد إرادة كالماضي حتى اللحظات الأخيرة، الاستسلام هو العنوان الأبرز للفريق بمجرد طرد دي يونج، وحتى قبله، لم توجد رائحة القتال إلا من ديباي تقريبًا.
هذا نتاج طبيعي لإدراك حقيقة أن المدرب راحل، ومهما حدث لن تتغير الأمور، لذلك فما هي الجدوى من استمراره؟ إضاعة للوقت وللموسم، في وقت تكثر فيه البدائل والتردد هو عنوان لابورتا وإدارته.
لقد كان برشلونة اليوم مثل إنسان مريض بمرض عضال يدرك أنه لا علاج له، النتيجة هي عدم إيمانه بأنه سينجو واستسلامه للموت، وعوضًا عن قيام الإدارة بالإنقاذ ولو بمسكنات مؤقتة، تؤثر أن يلقى الفريق حتفه ويُدمر الموسم مبكرًا!