من الطبيعي بالنسبة لنادي بحجم برشلونة أن لا تنجح كل تعاقداته، وكما قال ليونيل ميسي ذات مرة فإنه من الصعب على أي لاعب التغلب على ضغوطات اللعب في كامب نو.
بيد أن صفقة ضم كيريسون البالغة قيمتها 14 مليون يورو في عام 2009 تعد واحدة من أكثر الصفقات الغريبة في تاريخ النادي.
كان اللاعب البرازيلي يبلغ من العمر 20 عامًا فقط، وكان يعتبر من أكثر المهاجمين الواعدين في عالم كرة القدم آنذاك، لكن بعد عقد من الزمان، أصبح بلا نادٍ ولا يفهم ماذا حدث.
بين عشية وضحاها، أصبح اللاعب الذي كان من المفترض أن يكون أحد أهم الصفقات في تاريخ برشلونة، أحد أسوأ الصفقات في تاريخ العملاق الكتالوني.
إن وصف إنطلاقة مسيرة كيريسون بالمتميزة، هي كلمة لا تكفى لنعت مدى روعة بدايتها.
عندما كان شابًا صاعدًا، ساعد كوريتيبا في الصعود إلى الدوري البرازيلي الممتاز، قبل أن يتألق في أول مواسمه مع الفريق.
وفي موسم 2008، سجل البرازيلي 41 هدفا في 58 مباراة فقط، ليقود كوريتيبا للفوز ببطولة كامبيوناتو باراناينسي".
وأنهى كيريسون هذا الموسم متربعا على عرش الهدافين، برصيد 21 هدفا، ليصبح بذلك أصغر لاعبا يحصل على تلك الجائزة في ذاك التوقيت.
سرعان ما أتم اللاعب الانتقال إلى بالميراس في يناير 2009، لكن كان من الواضح أن فترة كيريسون في وطنه ستكون قصيرة لأن صيته ذاع في أوروبا بفضل تألقه اللافت.
وبرغم أن ليفربول كان في مقدمة الفرق التي اهتمت بضم كيريسون، إلا أن برشلونة هو من نجح في النهاية في الحصول على خدمات البرازيلي الواعد بعد سبعة أشهر من توقيعه عقود الانتقال إلى بالميراس، حيث منحه برشلونة عقدًا لمدة 5 سنوات.
وقال كيريسون بعد انضمامه للبارسا في يوليو 2009 "أتمنى أن أحجز مكانا أساسيا في فريق جوارديولا، والانضمام إلى البرازيليين المشهورين الآخرين الذين لعبوا هنا".
"هذا النادي هو الأفضل في العالم، وأنا محظوظ جدًا بالانضمام إليه في هذه السن، فلدى الوقت لإظهار موهبتي والفوز بالألقاب".
وتابع "لطالما كنت متابعًا لبرشلونة واللاعبين البرازيليين الذين لعبوا هنا. الآن، في عمر 20 عامًا، أنا سعيد جدًا لوجودي هنا، لتحقيق حلمي باللعب في أفضل نادٍ في العالم".
لكن الأمور لم تسر كما تمنى اللاعب، إذا كان لجوارديولا، الذي قاد برشلونة للفوز بالثلاثية في موسمه الأول على رأس الفريق، رأي آخر فيما يتعلق بمستقبل اللاعب.
على الرغم من إعجابه الواضح بما حققه المهاجم في البرازيل، فقد أوضح جوارديولا أن كيريسون ليس في خططه، وقال "إنه صغير جدًا وأرقامه التهديفية مميزة، من الصعب العثور على هداف. النادي قرر التعاقد معه لكنه سيرحل، لن أعول عليه لهذا الموسم"..
وبالفعل لم يشارك كيريسون في أي مباراة رسمية مع برشلونة، بل وقضى الأعوام الخمسة التالية في محاولة إقناع الأندية الأخرى بقدراته، أو حتى المشاركة أساسيا في المباريات.
كان بنفيكا المحطة الأولى للاعب الشاب، لكن المدرب آنذاك خورخي خيسوس، أوضح أن كيريسون خارج خططه بعد سبع مباريات فقط دون أن يُسجل مع النادي البرتغالي.
كانت إيطاليا المحطة التالية للمهاجم الباحث عن نفسه، حيث وافق فيورنتينا على استعارته لمدة 18 شهرًا في يناير 2010، لكنه ورغم أنه لعب بعض الوقت وسجل هدفين في السيري آ، فشل اللاعب في إقناع الفيولا بأنه يستحق الإبقاء عليه.
Gettyفي الواقع قرر فيورنتينا إنهاء استعارة كيريسون بعد ستة أشهر فقط، ووجد اللاعب نفسه فجأة في البرازيل في يوليو 2010 على سبيل الإعارة لسانتوس.
كان اللاعب جزءًا من تشكيلة النادي المتوجة ببطولة كأس ليبرتادوراس، لكن لم يكن ركيزة أساسية، قبل أن ينضم لفريق كروزيرو ومنه عائدًا إلى كوريتيبا "فريقه السابق"، لكنه أصيب بسلسلة إصابات متتالية في ركبتة لم تساعده على إحياء مسيرته.
في عام 2014 قرر برشلونة أخيرًا فسخ التعاقد مع كيريسون نهائيًا، ليجد نفسه من حيث بدأ مسيرته مع كوريتيبا، لكن هذه المرة ليس نجمًا للفريق بل لاعب يبحث عن بصيص الأمل للمشاركة.
وبعد إخفاقه مع فريقه القديم قرر اللاعب الانضمام إلى فريق لوندرينا البرازيلي الذي ينافس في دوري القسم الثاني في العام 2016، لكنه لم يفلح أيضا هناك حيث لم يسجل سوى 7 أهداف في 27 مباراة.
العودة إلى البرتغال في عام 2017 عادت بنتيجة عكسية حيث لعب ثلاث دقائق فقط في الدوري مع أروكا قبل العودة إلى لوندرينا، وبينما تحصل على بعض الوقت في اللعب بداية موسم 2018، اختفى كيريسون تمامًا قبل أن يُقرر النادي الاستغناء عن خدماته في نهاية العام.
يعود آخر هدف رسمي لكيريسون إلى أغسطس 2016، لتنتهي قصة لاعب كان يوصف في يوم من الأيام بأنه النجم القادم لكرة القدم عندما وصل إلى برشلونة، للاعب بلا نادٍ.
كان التوقيع لبرشلونة حلمًا تحقق لكيريسون ولكنه تحول إلى كابوس لم يستيقظ منه بعد.