يزدحم تاريخ كرة القدم في مصر بالنجوم الكبار والأساطير الذين تركوا بصمات خالدة مع الأندية والمنتخب، حديثنا اليوم عن نجم الأهلي في ستينات القرن الماضي واللاعب الذي عوض الأسطوري صالح سليم أمام الزمالك عام 1962.
حديثنا اليوم عن محمود علي السايس ابن مدينة حلوان الذي ضمه الأهلي لقطاع الناشئين بعد اكتشاف قدراته الكبيرة في إحدى مباريات دوري المدارس وكان عنده 15 عامًا، وبعد تألقه الملفت مع قطاع الشباب منحه المدرب الأسطوري عبده صالح الوحش فرصة الانضمام للفريق الأول عام 1961.
- اقرأ أيضًا | عصام الحضري و9 لاعبين مصريين أفسدوا مسيرتهم بأنفسهم
يُجيد السايس اللعب في خانة الجناح الأيسر، يمتاز بالسرعة والمهارة والقدرة على الوصول لمرمى المنافس بالقدمين والرأس، وكانت أفضل مميزاته التحرك دون كرة واللعب بين الخطوط واستغلال تحركاته جيدًا للوصول لمناطق إحراز الأهداف.
خاض السايس مباراته الأولى مع الفريق الأول للأهلي موسم 11961-1962 وكانت أمام الأولمبي، لكن الفرصة الحقيقية سنحت له خلال مواجهة الزمالك الحاسمة في نفس الموسم.
وصل قطار الدوري المصري محطته الأخيرة في موسم 1961-1962 وكان الأهلي متقدمًا بفارق نقطة واحدة عن مطارده ومنافسه الزمالك، مما يعني أن خسارته اللقاء الأخير في القمة 26 سيُوجه درع الدوري تجاه قلعة ميت عقبة.
عانى الفريق الأحمر من ظروف صعبة قبل اللقاء أبرزها تعرض عدد من نجومه للإصابة وغيابهم عن المباراة وعلى رأسهم المايسترو صالح سليم، ليُقرر المدرب "الوحش" الدفع بالثلاثي الشاب محمود السايس وعلوي مطر وريعو، وقد كانوا جميعًا عند حسن الظن بهم.
تألق السايس خلال المباراة وكانت الخطوة الأولى والأهم في مسيرة رائعة، إذ سجل أول أهداف فريقه الثلاثة برأسية ممتازة في اللقاء الذي انتهى بانتصار الأهلي 3-0 وتتويجه بلقب الدوري المصري.
نجاح السايس لم يكن على المستوى الرياضي في الملعب فقط، بل بجانب أخلاقه والتزامه وشخصيته المحببة من الجميع، واصل اللاعب تفوقه الدراسي وتخرج من كلية الهندسة لكنه لم يعمل في هذا المجال عقب اعتزال كرة القدم بل توجه للتدريب.
عمل السايس في قطاع الناشئين بالأهلي قبل أن يتولى مهمة تدريب الفريق الأول عام 1984، وقد نجح في قيادة الأهلي للفوز بالدوري المصري موسم 1984-1985 بعد غياب لموسمين، وفاز كذلك بكأس الكؤوس الأفريقية عام 1984.
رحل السايس عن تدريب الأهلي عام 1985 وعمل في تدريب عدة أندية مصرية، وقد تُوفي عام 2017 بعد صراع مع المرض.