Zidane HeynckesGetty

ما وراء المنطق | البطولات تكسب ولا تلعب ومن يرد المتعة فليذهب إلى السيرك


بقلم    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

مع كل فوز لفريق منافس أو خسارة لفريقك فقد ترجع السبب في مناقشاتك مع أصدقائك المشجعين للخصوم إلى الحظ أو التحكيم  فيكون الرد المكرر "البطولات تكسب ولا تلعب".

لا أدري من القائل أن "البطولات تكسب ولا تلعب"، سمعتها من قبل من عصام الشوالي، المعلق الرياضي، وربما يكون مصدرها لكنها جملة قاتلة لا معنى لها على الإطلاق.

إن أراد أي فريق الفوز بأي لقب فإنه دائمًا يضع الخطط والأفكار لأجل تحقيق نتائج إيجابية، لابد من اللعب لأجل أن يكسب، ولا أحد يعتمد أبدًا على الحظ أو إمكانية فشل المنافس في تقديم مباراة جيدة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ولأننا كتبنا من قبل عن التحكيم وكذلك الحظ فإن موضوع اليوم سيكون عن الجزء الآخر.

ويمكن الاطلاع على باقي تقارير السلسلة من هنا:

ما وراء المنطق | زيدان يكسب بالدروشة ويحصد ما زرعه مورينيو وأنشيلوتي

ما وراء المنطق | أخطاء التحكيم جزء من متعة كرة القدم

ما وراء المنطق| كرة القدم مدينة لميسي بكأس العالم

ما وراء المنطق| الأرقام تحدد الأفضلية بين ميسي ورونالدو

ما وراء المنطق - ميسي موهوب وكريستيانو رونالدو الأكثر اجتهادًا

ما وراء المنطق - مارادونا حصد كأس العالم والدوري الإيطالي بمفرده

ما وراء المنطق - الأفضل في التاريخ؟ ميسي أم كريستيانو رونالدو

ما وراء المنطق - كيف يفوز برشلونة وريال مدريد بالبطولات؟ التحكيم والحظ

في عالم بلا منطق - كريستيانو رونالدو الأفضل في التاريخ وجوارديولا يدرب منتخب العالم


دورك هو المكسب


 

Champions League trophy 2getty images

برشلونة تحت قيادة بيب جوارديولا قدّم فترة خيالية ووصل لنصف النهائي مرتين وحقق اللقب مرتين.

في 2010 ودّع الفريق لصالح إنتر في مباراتين حسمتهما التفاصيل الصغيرة، ثم تكرر الأمر ذاته في 2012 مع تشيلسي، ولكن حينما تأهل برشلونة للنهائي في 2009 و2011، هل لم يكن هناك أي حظ؟

هدف من إنييستا في الدقائق الأخيرة، وإبداع منفرد من ميسي يحسم الأمور، هذه التفاصيل الصغيرة دفعت برشلونة للوصول للنهائي مرتين في 4 أعوام.

هذه السيناريو لم يكتبه جوارديولا، ولكن وظيفته كانت اللعب والتركيز على تقليل الأخطاء، نجح الأمر مرتين وفشل مثلهما، لقد لعب جميع المباريات بصورة جيدة لكن في أوقات جرت الأمور كما خطت وأخرى لا.

لو تحدثنا عن ريال مدريد سنجد الأمر كذلك، فريق يمتلك أكثر من حلول وخطط ووسائل للتسجيل، عاندهم الحظ في سنوات ماضية قبل أن تقف الأمور كلها لصالحهم في السنوات الحالية، لم يكسبوا سوى بعد أن لعبوا.

دور كل مدرب هو أن يضع الخطة ويجهز اللاعبين بدنيا ونفسيا لأجل الفوز، دوره أن يقدم الفريق مباراة جيدة ويلعب على أخطاء المنافس، أما النتائج فليست دائمًا مضمونة.


خدعة ركن الحافلة


Jose Mourinho Manchester UnitedGetty Images

من أشهر المصطلحات المنتشرة في اللعبة ما يسمى بركن الحافلة والذي تخصص فيه جوزيه مورينيو كثيرًا مع الفرق التي دربها.

رغم أن الأسلوب الدفاعي لا يعني مطلقًا وضع جميع اللاعبين في منطقة جزائهم لإيقاف خطورة المنافس والنتيجة تتحقق.

كرة القدم لا تعتمد على أسلوب دفاعي بحت أو هجومي بحت، وإنما التوازن هو الحل، فقط بعض المدربين يفضلون الاهتمام بالجوانب الدفاعية أكثر من الهجومية والعكس صحيح.

لو نظرنا إلى ريال مدريد تحت قيادة مورينيو، سنجده كان الفريق الأفضل في بناء الهجمات المرتدة، وحاليًا مع مانشستر يونايتد - رغم أنّه لا يقدمها بالصورة الأفضل - لكن البرتغالي يستفيد من سرعات راشفورد ومارسيال ومن بعده سانشيز وقدرات لينجارد على أكمل وجه.

لا يمكن اعتبار كل طريقة لعب دفاعية هي بمثابة "ركن للحافلة"، فحتى تشيلسي الذي وصف بذلك، تمكن من العودة بعد الخسارة بهدفين نظيفين ليسجل مثلهما في 2012 رغم أسلوب لعبه الدفاعي ويتأهل للنهائي.


من يرد المتعة فليذهب إلى السيرك


Ernesto Valverde BarcelonaGetty Images

تحت ستار الواقعية ترددت كلمة "من يرد المتعة فليذهب إلى السيرك" وصاحبها كان إيطالي واسمه ماسيلميانو أليجري، ولا أدري ما سبب فصل الأداء عن النتيجة في كرة القدم.

يوفنتوس نفسه لما قدّم مباراة شجاعة دون تحفظ دفاعي مبالغ فيه، تقدم على ريال مدريد بثلاثية نظيفة وحرمهم من التسجيل سوى بركلة جزاء في الثواني الأخيرة، كما أنّ برشلونة حينما خاف أن يهاجم خسر من روما بثلاثية وودع دوري الأبطال.

تقديم أداء جيد لا يعني أسلوب ما يعرف بـ"التيكي تاكا" أو الهجوم المتواصل دون هوادة، ولكن أنّ تلعب مباراة مستفيدًا من إمكانيات الفريق وأخطاء المنافس وعدم الخوف أو التراجع.

برشلونة مع إيرنستو فالفيردي نموذجًا، فحينما لعب الفريق بقلق وخوف ورفض للهجوم والتراجع وترك المنافس ينعم بالكرة، خسر من روما، وحينما قرر السيطرة والتحكم في سير المباراة والضغط السريع وحرمان المنافس من الكرة فاز بنهائي كأس ملك إسبانيا بخماسية على إشبيلية.

حينما يلعب المدرب على تحقيق نتيجة إيجابية فقط وخوض مباريات سيئة استفاد من فشل المنافس في التسجيل أكثر من قدرات فريقه، فإنّ هذا الأمر لن يدوم ومع أول خسارة يتلقى هذا المدرب وابلًا من الهجوم.

على سبيل المثال، أرسين فينجر في أرسنال عانى لفترة طويلة ولكنّه لم يتلقى الانتقادات لأن الجانرز كان يقدم أجمل كرة في انجلترا حتى لو خسر اللقب، ولكن بعد أن صار الفريق مسخًا لا يلعب مباريات جيدة ولا يحقق ألقابًا طالب الجمهور برحيل الفرنسي.

جوارديولا رحل عن برشلونة والجمهور يبكيه، وفالفيردي تحت المقصلة رغم قترابه من حسم الثنائية.

كرة القدم تلعب ودور المدرب أن يضع الخطط وقراءة المباريات بصورة جيدة لتحقيق الفوز ولا يوجد أي انفصال بين الأداء والنتيجة، وحتى لو وقف الحظ بجانب فريق مرة فقد يخذله كثير المرات.

إعلان