Messi and RonaldoGoal

ما وراء المنطق - ميسي موهوب وكريستيانو رونالدو الأكثر اجتهادًا

الصراع بين الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، هداف ريال مدريد التاريخي، لن يتوقف حتى حينما يعتزل الثنائي في السنوات المقبلة.

أيهما أفضل؟ من يستحق أن يكون الأعظم في التاريخ؟ والسؤال الأكثر ترددًا كل عام، من يستحق الكرة الذهبية؟

من حق كل مشجع اختيار لاعبه وفريقه المفضل ولكن الأزمة الحقيقة هي تكرار أسطورة أنّ ميسي موهوبة ربانية بينما رونالدو لاعب صنع نفسه بالتدريب والاجتهاد!

الموضوع يُستكمل بالأسفل

في عالم بلا منطق - كريستيانو رونالدو الأفضل في التاريخ وجوارديولا يدرب منتخب العالم

الموهبة

Lionel Messi Barcelona Real Madrid 2007Getty Images  لا شك أن موهبة ميسي خرافية، فاللاعب منذ انطلاقته وأظهر قدرات فائقة في المرواغة واللعب تحت ضغط وتسجيل الأهداف وصناعة الفرص، حتى أنّه سجل هاتريك في ريال مدريد وهو بعمر الـ 19 عامًا.

ولكن هل هذا يعني أنّ رونالدو لاعب غير موهوب؟ كيف يكون ذلك وهو من انضم إلى كتيبة مانشستر يونايتد في 2003 بعمر 18 عامًا ليكون بديلًا لديفيد بيكهام، كما كان هناك منافسة قوية وقتها من جانب برشلونة ويوفنتوس لأجله.

الشيء الوحيد الذي قد يدفع ثلاثي عملاق للمنافسة على ضم لاعب بهذا السن هو الموهبة، كما أنّ المتابع الجيد لبدايات كريستيانو مع الشياطين الحمر وظهوره مع منتخب البرتغال في يورو 2004 يرى قدرات اللاعب ومهاراته في المراوغة وصناعة اللعب.

رونالدو كان موهبًا بحق - ربما - أقل نسبيًا من ميسي، لكن كان لديه الأساسيات التي بنى عليها كل شيء ليصل إلى مستواه الحالي.

العمل الجاد

Cristiano Ronaldo Real Madrid Getafe La LigaGetty Images  كل من لعبوا بجوار رونالدو تحدثوا عن استغراقه فترات طويلة في التدريبات ومحاولة بذل مجهود مضاعف حتى في أوقات الراحة ليصل إلى المستوى الحالي.

بالطبع كريستيانو يقوم بمجهود كبير ليطور من مستواه، ولكن هل هذا يعني أنّ ميسي اكتفى بالموهبة التي يمتلكها دون أي تطوير أو اجتهاد؟!

رقميًا، تطور ميسي كثيرًا مع بيب جوارديولا وارتفع مستواه مع الوقت ليسجل 91 هدفًا في عام واحد كأكثر لاعب في التاريخ يحرز أهدافًا في عام ميلادي واحد.

وعلى المستوى البدني، عانى ليو كثيرًا من ضعف بنيته وكثرة القيء في السنوات الماضية، ولكنّه عمل على تحسين هذا الوضع بالاهتمام بالوجبات التي يتناولها واتباع نظام غذائي سليم.

ميسي تحدث أيضًا عن تدربه لسنوات لأجل اتقان الضربات الحرة، وظهر ذلك جليًا في الآونة الأخيرة، كما أعلن أيضًا رغبته في تحسين نفسه فيما يتعلق بتسديد ركلات الجزاء.

تنوع الأدوار

GFX Cristiano Ronaldo Messi  رونالدو بدأ مسيرته كجناح كلاسيكي في الرواق الأيمن ثم تحول لجناح عكسي في الجهة اليسرى ثم بعد ذلك مهاجم ثاني وأخيرًا وصل لأن يصبح بمثابة المهاجم الرئيسي للملكي.

ميسي بدأ أيضًا في الجهة اليمنى وظل كذلك حتى أتى بيب جوارديولا وبدّل دوره في كلاسيكو 6-2 ليكون مهاجمًا وهميًا، وظل على هذه الوضعية حتى تشكل الـ MSN بقدوم لويس سواريز ونيمار ليعود للجهة اليمنى، ومؤخرًا صار يعود لخط الوسط - أو قبل ذلك - لبناء الهجمات.

الثنائي لعب في مراكز متعددة ونجح فيها دائمًا، كما استطاعوا ادخار جهودهم للظهور في الأوقات الحاسمة ومساعدة فرقهم، كل هذه الأمور لا تأتي بالموهبة أو الاجتهاد فقط ولكن بالأمرين.

لم يكن ليصل ميسي إلى ما كان عليه لو استمر في اللعب بطريقته السابقة في مرواغة المنافسين ومحاولة تسجيل الأهداف فقط، لكنّه صار مهتمًا أكثر بإشراك باقي اللاعبين وتحريكهم والعمل الجماعي، وهذا لا يأتي سوى بالعمل المتواصل والتدريب.

رونالدو أيضًا لو لم يمتلك الموهبة لما زادت نسبة تهديفه بصورة كبيرة مع ريال مدريد، ولربما انهار بدنيًا لو استمر في اللعب بمركز الجناح، ولكنّه قلل المجهود البدني بالتواجد داخل منطقة الجزاء لمساعدة الفريق بصورة أخرى.

العقلية

Cristiano Ronaldo Lionel Messi Real Madrid BarcelonaGetty  يمتلك ميسي ورونالدو طرق لعب مختلفة، كل منهما لديه نقاط الضعف ونقاط القوة وكل منهما لديه الأسلوب الذي يعجب قطاعات مختلفة من الجمهور.

رونالدو يمثل كلاسيكة الكرة الأوروبية منذ نشأتها في اللعب الصريح المباشر، أما ميسي فهو يظهر الإضافة اللاتينية على كرة القدم بمراوغته ورؤيته.

لا يمكن التقليل من أحدهما على حساب الآخر، وعظمة الثنائي تكمن في الاستمرارية لنحو عشر سنوات أو أكثر في القمة.

عقلية ميسي وكريستيانو هي المحافظة على مستواهم وموهبتهم بالتطور والعمل الجاد، ورغبة كبيرة في تحقيق الفوز دون توقف وترك بصمة في كل مرة يظهرون بها على أرضية الملعب.

كثير من المواهب - ربما حتى أفضل من ميسي ورونالدو - ظهرت في كرة القدم، ولكنهم سرعان ما اختفوا ونسي الجمهور أسمائهم، لأنهم ببساطة لم يعلموا على تطوير هذه الموهبة وإثقالها وتحسين عيوبها، أما البرغوث وصاروخ ماديرا فنجحوا في هذا الأمر كثيرًا حتى صاروا بين أساطير اللعبة.

إعلان