Pep Guardiola Cristiano RonaldoGetty/Goal

ما وراء المنطق - كريستيانو رونالدو الأفضل في التاريخ وجوارديولا يدرب منتخب العالم

ماذا يحدث حينما ينتصر فريقك المفضل؟ لابد من التوجه سريعًا إلى أقرب وسيلة لمواقع التواصل الاجتماعي لكتابة تعليق يؤكد قوة وعظمة الفريق، ثم السخرية من المنافس المباشر حتى لو لم يكن جزءًا من البطولة التي يلعبها فريقك.

ماذا يحدث حينما يخسر فريقك المفضل؟ الحظ أو التحكيم أو ربما لأن الفريق المنافس يصرف أموالًا طائلة بينما فريقك لا يفعل، بصرف النظر عن منطقية الطرح هذا.

ينتصر ريال مدريد على برشلونة في الكلاسيكو فيصبح مرشحًا للفوز بالدوري والأبطال، وبعدها يخسر من ريال بيتيس فيتحسر الجمهور على الموسم الصفري.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وحينما كان جوارديولا يحقق الدوري برصيد 100 نقطة أصبح يحتكر البريميرليج ويدرب منتخب العالم، ولكن حينما يقترب ليفربول من تكرار الأمر ذاته تصبح عبقرية كلوب فقط هي السبب.

لا منطقية في الطرح، لا يوجد ألوان سوى الأبيض والأسود، إما أنك الأفضل أو الأسوأ، ولا شيء بينهما.

Andy Robertson Sergio Aguero Liverpool Manchester City 2019-20Getty

لأن الكرة ليست منطقية

يقول العلماء إنّ التفكير المنطقي لديه خطوات، فحينما تطرح مشكلة أو موقف ما، يجب البداية بتحديد حجمها وفهم تفاصيلها ثم الانتقالات إلى التحليل والبحث عن جميع التصورات الممكنة والمفاضلة بينها، وأخيرًا الوصول إلى إجابة شافية وواضحة تعبر عن الحقيقة.

أما عند جمهور كرة القدم، الأمر منعكس، فالبداية تكون بالإجابة ثم بعد ذلك إيجاد الوسائل والنظريات التي تؤكد صدق وصحة هذه الإجابة.

مثال على ذلك، حينما يرى أحد من جمهور برشلونة أنّ فريقه يقدم أحد أفضل مواسمه، ثم يحاول تبرير الموقف بالتأكيد على صدارتهم للدوري الإسباني والتأهل لدور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا، رغم سوء المستوى، وهو ذاته من قال عن البلوجرانا منذ سنوات ليست بعيدة إنّ ما يميزه الكرة الجميلة التي يقدمها دون النظر للنتيجة.

وفي البريمييرليج، عاش بيب جوارديولا سنوات من الانتقاد على كل ما يحقق بمنطق أنه صرف الأموال الطائلة لجلب اللاعبين في مانشستر سيتي، بينما لم يتعرض جوزيه مورينيو مع تشيلسي للانتقاد ذاته ولا يورجن كلوب بضم أغلى مدافع وحارس مرمى في ليفربول.

ولو طرحنا السؤال، هل الكرة الذهبية تمنح لمن يفوز بالألقاب الجماعية بغض النظر عن النجاحات الفردية؟ لو الإجابة نعم فإن ميسي لم يستحقها في 2010 و2012 ورونالدو كذلك في 2013، ولو الإجابة لا، فالبرغوث لم يستحقها في 2011 وصاروخ ماديرا في 2016 و2017.

ولكن الجمهور يغير من رأيه كل موسم بحسب الفائز بالجائزة.

Lionel Messi Cristiano Ronaldo Ballon d'OrGetty/Goal

المهم إبداء الرأي

لا أحد يهتم بشيء بقدر إبداء رأيه، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إما أن تكون مع التيار العام، فيصبح جوارديولا أنهى الدوري الإنجليزي - والآن كلوب -  وزيدان مدرب أسطوري ورونالدو الأفضل في العالم، أو تتجه لاتخاذ قرار مخالف للجميع مثل أن تير شتيجن حارس متواضع وتوتنهام سيئ مع مورينيو لإصابة كين وسون فقط.

لا يهم إن كنت متابعًا لكل الدوريات الأوروبية، ولا مانع من تقديم نفسك على أنك مشجع لريال مدريد ومانشستر يونايتد وبايرن ميونخ ويوفنتوس، المهم إبداء الرأي والخروج بتعليق حول جميع المجريات، ولابد أيضًا أن يكون إما ساخرًا من المنافس أو مستعرضًا لعضلات الفريق الذي تؤيده.

الكرة دوارة، ولا يوجد فريق استمر على حاله لفترات طويلة، وحتى في الموسم الواحد كل شيء يتغير، فريال مدريد، الذي خسر من برشلونة برباعية في موسم 2015-2016، حقق دوري أبطال أوروبا عامين على التوالي، وبرشلونة الذي أطاح بباريس سان جيرمان في عودة هي الأفضل بتاريخ دوري أبطال أوروبا، فشل في تجاوز يوفنتوس وودع البطولة، كما خسر الدوري في الموسم ذاته، بل وهُزم من ديبورتيفو لاكورونيا بعد لقاء الريمونتادا بأيام قليلة.

هذا ما يحدث في كرة القدم، ولكن الجمهور لا يؤمن بذلك، اليوم يرفع هذا الفريق إلى المجد وغدًا يلقيه في أعمق هاوية، لأنّ مواقع التواصل الاجتماعي هي من تحكم الأمور!

إعلان