Josep Maria Bartomeu Ramon AbramovicGettyImage

فشلت في تشيلسي فكررها برشلونة - تجربة بارتوميو تقتل لا ماسيا

عام 2003 كانت الظروف متقاربة بين برشلونة وتشيلسي، التفاصيل مختلفة نعم ولكن الفكرة العامة تقريبًا واحدة.

برشلونة كان في أزمة إدارية كبيرة، فريق استقال رئيسه وأقال مدربه من منتصف الموسم ولم يحقق أي لقب منذ انطلاق القرن الجديد ليبدأ عهدًا جديدًا بانتخابات جلبت خوان لابورتا.

تشيلسي كان مجرد فريق آخر في لندن لكن جاء رامون أبراموفيتش ليشتري النادي ويبدأ عهد جديد بإدارة جديدة وطموحات مختلفة تمامًا حولت البلوز إلى فخر لندن.

التفاصيل اختلفت بالطبع، فبرشلونة صحيح جلب صامويل إيتو ورونالدينيو وغيرهم من الصفقات لكنّه اعتمد بصورة كبيرة في مشروعه على الأكاديمية "لا ماسيا" والتي أخرجت خلال هذه الفترة أندريس إنييستا وليونيل ميسي وسيرجيو بوسكيتس وبيدرو وبويان وجيرارد بيكيه وغيرها من الأسماء.

أما تشيلسي فلم يعتمد على الخطة ذاتها، وإنما قرر ضخ الأموال في سوق الانتقالات ومنح جوزيه مورينيو صلاحية بناء فريق جديد أصبح وقتها من الأفضل في إنجلترا ومنافس صلب في أوروبا.

ولكن هناك نقطة ضعف واضحة في تشيلسي كانت قوة في برشلونة

الأكاديمية

HD Romelu Lukaku Chelsea

أنشأ أبراموفيتش أكاديمية "كوبهام سنتر" للاستفادة من الناشئين ولكنه لم يفكر فيها كما فكر يوهان كرويف ورينوس ميتشلز حينما بذلا كل ما لديهما لتكوين أكاديمية لا ماسيا قبل نحو 40 عامًا من الآن.

هدف أبراموفيتش كان استثماريًا بحتًا، فالفريق لا يستفيد من اللاعبين الشباب ولكن يستطيع إعارتهم إلى كل فرق إنجلترا تقريبًا والاستفادة من الأرباح، ومن يتألق يرحل بمبالغ معقولة تساهم في جلب صفقات أخرى.

قانون اللعب المالي النظيف الذي ظهر في 2009 جاء ليخدم رامون بصورة واضحة، فرغم القيود على ضم الصفقات، لا يوجد تعقيدات فيما يتعلق بجلب المواهب الشابة للأكاديمية وهو ما استفاد منه الروسي.

جلب صفقات من بلجيكا مثل روميلو لوكاكو وكيفين دي بروينه لأجل الأكاديمية بمبلغ لم يصل إلى 25 مليون إسترليني، ثم تصعيدهما للفريق الأول ومن ثم بيعهما مقابل 46 مليون إسترليني، أي أنه حينما دفع لم يكن ذلك ضمن الميزانية الخاضعة لرقابة قانون اللعب المالي، وحينما باع وضع هذه الأموال ضمن الميزانية. ما حدث أنّه أضاف 46 مليون إسترليني لميزانية الفريق الأول من الهواء.

ولكن التجربة ثبت فشلها بصورة كبيرة، إذ جاء 2015 ليصبح هناك 29 معارًا من البلوز منهم 12 فقط في الدوريات الخمس الكبرى، وهو الأمر الذي يُعقد من مسألة بيع هذه المواهب والاستفادة المالية، كما أنّ أغلب هذه المواهب عرفوا أنّهم لن يحصلوا على فرصة للمشاركة مع تشيلسي وبدأوا برفض تمديد العقود والبحث عن مكان آخر.

المخالفات تغير الأهداف

Mount Mason, Tammy Abraham, Fikayo TomoriTwitter/Chelsea

جوزيه مورينيو في 2013 انتقد وجود الأكاديمية وقال إن لم يتم استخدامها لتصعيد الشباب فلا قيمة لها، ومن قبله كارلو أنشيلوتي أكد أنّ مشكلة تشيلسي وجود مواهب تستحق الفرصة ولكن الرئيس لا يصبر على المدرب ويرغب في النتائج السريعة.

ولكن كل هذا تغير حينما تم تعيين فرانك لامبارد مدربًا للفريق في الوقت الذي حُرم فيه البلوز من جلب صفقات خلال سوق الانتقالات.

اضطر لامبارد أن يعتمد على المواهب الشابة لإعادة بناء الفريق، واضطر أبراموفيتش للصبر ومنح أسطورة الفريق الفرصة كاملة، أولًا لأنه الهداف التاريخي للنادي وثانيًا لأنّه مجبر على الاعتماد على المواهب والصبر أكثر.

الفريق الآن صار يمتلك عددًا من المواهب الجيدة التي يُمكن البناء عليه في المستقبل، ومع دمج هذه المواهب بصفقات من أصحاب الخبرات ربما نرى فريقًا قويًا يعود للمنافسة على لقب البريميرليج.

برشلونة في الطريق المعاكس

Carles Perez Inter Barcelona Champions LeagueGetty Images

لا أعتقد أننا بحاجة كبيرة للحديث عن "لا ماسيا" وكيف أنّ برشلونة في نوفمبر 2012 لعب ضد ليفانتي بتشكيل كله من خريجي الأكاديمية.

ولكن مؤخرًا الطريق صار مختلفًا، برشلونة يعاني من الابتعاد عن الفوز بدوري أبطال أوروبا وجوسيب ماريا بارتوميو يبحث عن النتائج السريعة ولذلك كان الحل هو اللجوء لسوق الانتقالات.

بين تياجو وفابريجاس .. أين يقع موقف بوتش مع برشلونة؟

3 صفقات كسرت حاجز الـ 100 مليون يورو، جلب عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند ليقضي أغلب أوقاته في المستشفى، وتعاقد مع فيليبي كوتينيو من ليفربول ليقضي فترة معارًا ويعود إلى الفريق والبعض قلق من فشله.

الأخير كان أنطوان جريزمان والذي يجد صعوبة في التأقلم على مركز جديد لكون مهامه متداخلة مع ليونيل ميسي.

وأين الأكاديمية؟ تحولت لما كانت عليه "كوبهام سنتر"، فلا ضرر من إعارة توديبو وكارليس آلينيا وبيع كارليس بيريز إلى روما في يناير الماضي، ثم التخلي عن مونشو إلى جيرونا ومطالبة ريكي بوتش بالرحيل لأجل الاستفادة المالية من المواهب الشابة ومعادلة الكفة في قانون اللعب المالي النظيف.

مواهب لا ماسيا قد ترحل تباعًا إلا لو تعقل بارتوميو ووجد نفسه مجبرًا على الاستفادة بالأكاديمية لأنه لن يستطيع صرف 100 مليون أخرى لجلب لاعب آخر.

تجربة تشيلسي أثبتت فشلها واضطر المسؤولون هناك إلى منح المواهب الشابة فرصة في الفريق الأول، ليأتي رئيس أكثر نادي استفاد من أكاديميته عبر التاريخ إلى الاعتماد فقط على اللاماسيا للأسباب الاقتصادية!

لن تفهم أبدًا كيف يمكن أن يقرر أصحاب تجربة ناجحة تركها والاتجاه للتجربة الفاشلة إلا لو كنت جوسيب ماريا بارتوميو.

إعلان