Zinedine-Zidane(C)Getty Images

فرنسا ثم عودة إلى ريال مدريد أم الجزائر؟ رحلة في عقل زين الدين زيدان

"أقوى رغباتي حاضرة لهذه الفكرة، أريد إغلاق الدائرة وتدريب المنتخب الفرنسي"، تلك كانت كلمات زين الدين زيدان مع "ليكيب" بمناسبة بلوغه الخمسين من العمر.

50 عاماً من زيزو،سواء اللاعب أو المدرب، النجم الذي قاد فرنسا لمنصات التتويج في كأس العالم وأوروبا، وريال مدريد ويوفنتوس لكل البطولات، ثم تحول لمقعد البدلاء وارتدى حلة المدرب ليصنع ربيع ريال مدريد من جديد محلياً وأوروبياً.

مسيرة زيدان مع كرة القدم هي ما يمكن وصفها بالمثالية، أن تصنف بأنك من الأفضل في التاريخ سواء كلاعب أو مدرب أمر لم يحققه إلا قلة قليلة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ولكن الأكيد أن مسيرة زيدان التدريبية أمامها العديد من المحطات بعد، والشخص الذي رحل عن ريال مدريد بعد ثلاثة ألقاب بدوري الأبطال، ثم رحل مجدداً بعد لقب الليجا، والآن رفض إغراء باريس سان جيرمان المتكرر، هو شخص بالتأكيد يملك خطة مرسومة في عقله.

زيدان تحدث عن فرنسا في حواره مع "ليكيب"، ولم يستبعد فكرة باريس مستقبلاً، واستبعد العمل في إنجلترا، فما هي المحطات المقبلة في مسيرة زيزو؟ هل يعود لتدريب الأندية؟ أم دخوله لعالم المنتخبات سيكون بلا عودة؟

Zidane quotes embed onlyGoal Ar / Getty

تكرار تجربة ريال مدريد مع فرنسا

يبدو أن زيدان يملك فكرة واضحة الآن، وهي قيادة الديوك الفرنسية خلفاً لديديه ديشان، الأمر الذي على الأرجح سيكون عقب مونديال قطر، والذي قد يفسر رفضه المستمر لعروض بي إس جي.

زيدان يملك تحدياً خاصاً مع بلاده وهو أن يقودها من جديد لمنصات التتويج ولكن كمدرب هذه المرة كما فعل كلاعب، وكما حدث في تجربته التدريبية الأولى مع الملكي ريال مدريد.

زيدان قاد مدريد لدوري الأبطال لاعباً ومدرب، وكذلك الليجا وعدة ألقاب، ومع فرنسا سيكون التحدي هو إعادة لقب اليورو الذي لم يفز به الفريق منذ قاده هو لتحقيقه في 2000، وإعادة تحقيق المونديال بعد إنجازه في 98، وجيل ديشان في 2018، ومن يعلم ماذا يحدث في قطر.

وماذا بعد فرنسا؟ ثالثة في مدريد أم تجربة جزائرية؟

هنا نحن نتوقع لا أكثر، لأن من الصعب معرفة فيما يخطط زيزو بالمستقبل البعيد، أو متى يدرب فرنسا وإلى متى سيستمر، هذا إذا تولى المنصب من الأساس!

إذا قرر زيدان الاستمرار في مجال المنتخبات فهو على الأرجح سيبحث عن فريق "فرانكفوني" بسبب عامل اللغة الذي قال في حوار "ليكيب" الأخير إنه بسببه يرفض العمل في مانشستر مثلاً.

فكرة تدريب منتخب بخلفية فرانكفونية تقلل الاحتمالات وتجعل اسم الجزائر يبرز بقوة كمرشح لعدة أسباب، على رأسها بالتأكيد أصول زيدان الجزائرية، وارتباطه الوثيق بالبلد الإفريقي والعربي الذي شدد عليه في أكثر من مناسبة.

النجم الفرنسي دائماً ما أبدى تعاطفه مع منتخب بلاده الأصلي، أو حتى مع الأحداث في بلاده كما تبرع مؤخراً لضحاي الحرائق هناك، مما يمنحه سبباً عاطفياً لتدريب الجزائر، الأمر الذي ما لعب دوراً في اختياراته التدريبية، سواء بالعمل في ريال مدريد، أو تفضيله تدريب فرنسا مستقبلاً بحسب تصريحاته.

سبب آخر أن لا يوجد منتخبات فرانكفونية عديدة تتناسب مع قيمة زيدان، باستثناء ربما تدريب بلجيكا وإن كان جيلها الذهبي في نهايته ومن يعلم كيف سيكون الجيل المقبل، وصعب أن نراه يدرب في إفريقيا السمراء لضعف الإمكانيات واختلاف الأساليب، وبالتالي قد يشجعه كثرة المواهب في منتخب محاربي الصحراء والرابط العاطفي لأخذ المنصب.

ولكن ماذا إذا قرر العودة للأندية؟ فكرة ولاية ثالثة في ريال مدريد لا تبدو مستبعدة على الإطلاق، العلاقة بينه وبين فلورنتينو بيريز، رئيس الملكي، وثيقة ووطيدة، وزيدان دائماً مرحب به في مدريد، وسيرته الشخصية مع الفريق تجعله المرشح الأول لتدريبه في أي وقتٍ وزمان.

عودة زيدان حتى قد تكون من حيث بدأ في ريال مدريد بعد الاعتزال، من منصب المستشار لبيريز الذي شغله قبل دخوله الجهاز الفني في فترة كارلو أنشيلوتي الأولى.

ويبقى بي إس جي حلاً بالتأكيد في المستقبل لزيزو في ظل كونه الحلم للإدارة، وسيظل اسمه يرتبط بيوفنتوس كحلم لجمهور الفريق الذي لا ينسى أيامه معه كلاعب، ولكن لا أحد يعلم إذا كانت تلك "الأحلام" في رأس الرجل نفسه أيضاً أم لا.

50 عاماً من زيدان كانت حافلة، وأمامنا على الأقل 10 سنوات مقبلة من إبداع الفرنسي الذي لا تتأثر ملامحه بتقدم العمر، بينما أفكاره التي قد تكون غامضة فيما يخص المستقبل لنا، ولكن حاضرها جعله "حلماً" مستحيلاً للجميع.

إعلان