Como gfx HIC desktopGoal Ar

أغنى من تشيلسي ومانشستر معاً .. ثورة هنري وفابريجاس في كومو برعايا سجائر القرنفل!

عندما تبحث في "جووجل" عن كومو، أول النتائج التي ستقابلك في صفحة الأخبار بالشهور الماضية كانت عن جورج كلوني وإذا كان سيبيع قصره الشهير عند البحيرة التي على ضفافها يعيش أشهر أغنياء العالم، ولكن في ديسمبر الماضي تغير الكثير.

تيري هنري، دينيس وايز، جيمي فاردي، جيانلوكا زامبروتا والكثير من أساطير كرة القدم تواجدوا مساء السبت 10 مايو بملعب جيوسيبي سينيجاليا الذي يسع فقط 13 ألفاً لمشاهدة مباراة أصحاب الأرض كومو ضد كوشينسا بالجولة الأخيرة من دوري الدرجة الثانية الإيطالية، حضور لا يتناسب مع حجم المباراة، ولكن أحداث الشهور القليلة الماضية هي ما أدت لتحول كومو من مجرد مزار سياحي إلى مسرح كروي مهم بالساحة الإيطالية والأوروبية.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لم يكن كومو أبداً فريقاً كبيراً بالكرة الإيطالية، مرات معدودة لعب بالدرجة الأولى آخرها في 2002-2003، وبعدها تعرض للإفلاس حتى 2016 عندما قامت زوجة نجم تشيلسي السابق مايكل إيسيان بشراء النادي، ولكن الاتحاد الإيطالي رفض تسجيل النادي بسبب عدم استيفاء المعايير المطلوبة.

نجح كومو أخيراً بالعودة للدرجة الرابعة في 2018، ولكن التحول الحقيقي حدث في العام التالي عندما استحوذت عائلة هارتونو عبر مايكل وروبرت "هودي" وشركتهما "Djarum" لتصنيع سجائر القرنفل الإندونيسية على النادي مقابل فقط 850 ألفاً وتسديد 150 ألفاً من الديون على النادي، وبدأت في وضع أسس صلبة معتمدة على ثرائها الفاحش، إذ يقول مؤشر "بلومبرج" الاقتصادي إن ثروة الثنائي معاً تتخطى 45 بليون يورو، أي أغنى من أي مالك لنادِ في إيطاليا، وأغنى حتى من مالك تشيلسي تود بولي، أو مانشستر يونايتد الجديد سير جيمي راتكليف!

ربما تكون العائلة استثمارها الأساسي هو السجائر، ولكن الجيل الجديد كان يعلم أن يجب التوسع، فأسس علامة "Mola" التي تعد منصة تشبه نتفليكس في إندونيسيا لنقل الأحداث الرياضية، والتي حصلت لاحقاً على حقوق رعاية قميص كومو، وبدأت في وضع خطط التوسع في المجال الرياضي بشراء كومو وفتح باب الاستثمار فيه لشخصيات رياضية، ومن هنا دخول تييري هنري وسيسك فابريجاس كأصحاب أسهم في ملكية النادي.

قالت بعض التقارير إن هنري اقتنع بالاستثمار في كومو بفضل زميله السابق في برشلونة جيانلوكا زامبروتا الذي ينحدر من المدينة الصغيرة، ولكن بحسب "أتلتيك" كان وكيله دارين دين، والذي يدير أعمال فابريجاس أيضاً، والأخير له قصته الخاصة حول القدوم لفريق البحيرة الشهيرة.

"كنت في زفاف صديق لي هنا، نعم، أعرف كومو، ولكن صراحة لم أكن أعرف أي شيء عن الكرة هنا"، هكذا تحدث فابريجاس عن الفريق الذي يعمل فيه كمدرب مساعد حالياً، وإن كان هو المدرب الفعلي وليس أوسيان روبرتس ولكن عدم إنهاء رخصة التدريبية تجبره على هذا المنصب.

انتقل نجم برشلونة وآرسنال السابق إلى الفريق الإيطالي كلاعب في صفقة كانت بمثابة الحلم لفريق صغير في السيري ب، ولكن الإسباني كان يملك خططاً طويلة الأمد، إذ بعد اعتزاله في 2023 تولى تدريب فريق الشباب، ثم بعد أسابيع قليلة تم تصعيده لتدريب الفريق الأول، وإن كان "رسمياً" هو مجرد مساعد لروبرتس الذي يعمل كمحاضر تدريبي في يويفا، وعلى يده حصل هنري على رخصته التدريبية، والأخير هو من أتى بمعلمه للعمل في كومو عقب التحاقه بإدارة النادي.

قد لا يكون فابريجاس هو المدرب بصفة رسمية، ولكن الجميع يعرف أنه قائد المشروع، بل تصفه "أتلتيك" بأليكس فيرجسون كومو، إذ يملك الصلاحيات الشاملة فيما يخص الفريق الكروي وهو بعد في السادسة والثلاثين، أصغر مدرب بالدوري، وهو ما يعلق عليه روبرتس قائلاً: "البعض يعتبره صغيراً في السن ولكن سيسك يملك نظاماً خاصاً ويعمل لساعات طويلة، يساهم في كل شيء لدرجة حتى تعيين طاهي الفريق، لا تعرف كيف يواكب كل ذلك ولكن الأكيد أنه قادر على فعل الأمر".

ثورة هنري وفابريجاس في كومو تسير بسرعة الصاروخ، الفريق عاد بعد غياب 24 عاماً إلى الدوري الإيطالي بهذا التعادل مع كوشينسا عقب دور ثان خرافي جعل الفريق ينهي دوري الدرجة الثانية الإيطالية بالمرتبة الثانية، المركز الذي أمن له العبور المباشر.

ورغم ذلك، لا يريد فابريجاس أن يسبق الأحداث: "نحن في وقت مبكر بعد، أفكر في أين سيكون الفريق مستقبلاً وأتشارك تلك الرؤية مع الإدارة، والأمر سيحتاج وقت طويل"، وهو ما تعمل عليه الإدارة بالفعل، إذ ركزت على البنية التحتية ببناء مركز تدريبي على أعلى مستوى بدلاً من القديم الهزيل، بل وجعلت جزءاً منه مزاراً سياحياً، وعلى صعيد الصفقات لم تقم بصرف أموال ضخمة رغم وجودها، ولكن لبت احتياجات الفريق بضم أمثال سيموني فيردي، باتريك كوتروني، دانييلي باسيلي، جابريل ستريفيزا، وإدواردو جولدانيجا، لاعبون بخبرات كبيرة بإيطاليا، ولم تنس من ساهموا في إنجازات صعود الفريق للدرجة الثانية من الأساس بتواجد لاعبين مثل أليساندرو جابريليوني وأليسيو لوفيني من 2019 مع الفريق، والمميز أن بعض من هؤلاء من أبناء المدينة مثل كوتروني، الأمر الذي يعي تيري هنري أهميته.

"الأمر يشبه أتلتيك بيلباو، أنظر لهدف كوتروني في فينيسيا وكيف احتفلت الدكة بأكملها، شعرت وكأنني في كأس العالم، أن يسجل اللاعب المحلي وكأن البلدة بأكملها سجلت، هذا يجعلك تفكر، أمر ما يحدث هنا، ليس الجميع في كومو يملك الأموال كما يعتقد البعض، إيطاليا بلد خاص والأمور أشبه بالعائلة والجميع يعتز بما يفعل، أنظر للشيف عندما يقدم لك الطعام وملابسه عليها صلصة الطماطم، الجميع يشارك"، يقول هنري عن تجربته في كومو، النادي والمدينة.

قد تبقى كومو مدينة المشاهير والأغنياء، وتظل الصورة الأساسية عنها كونها مدينة قصر كلوني وحيث عذب "لو شيفر" جيمس بوند في "كازينو رويال"، ولكن بفضل هنري وفابريجاس وسجائر القرنفل الإندونيسية قد نرى فريقاً مثيراً للاهتمام صاعد بقوة في عالم كرة القدم!

إعلان