في كرة القدم، لحظة واحدة من التألق لأحد النجوم قد تقلب كل شيء، وأيضًا لقطة واحدة من الضغط الصحيح كفيلة بتغيير نتائج المباريات.
مساء الأربعاء، شهدنا لقطة تبدو مكررة، في فوز ريال مدريد العريض على تشيلسي الإنجليزي في ذهاب الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا، بطلها من جديد هو كريم بنزيما.
بنزيما سجل ثلاثة أهداف ليمنح ريال مدريد فوزًا ثمينًا خارج ملعبه أمام تشيلسي بنتيجة 3-1 في المباراة التي أقيمت على ملعب "ستامفورد بريدج"، قبل مباراة الإياب التي ستقام بعد أسبوع فقط في مدريد.
حارس جديد ينضم لقائمة ضحايا بنزيما!
الشوط الأول من مباراة "ستامفورد بريدج" انتهى بتقدم ريال مدريد بهدفين مقابل هدف، ومع بداية الشوط الثاني والتغييرات التي أجراها توماس توخيل مدرب "البلوز" كان واضحًا أن الفريق اللندني سيهاجم بكل شراسة.
لكن لم تكد الدقيقة الأولى من عمر الشوط الثاني تمر، إلا وظهر كريم بنزيما، ليستغل خطأ في التفاهم والتمرير بين إدوارد ميندي حارس تشيلسي وأنطونيو روديجر مدافع الفريق.
بنزيما ضغط على ميندي المتقدم خارج منطقة الجزاء، وخطف الكرة ووضعها بسهولة شديدة في المرمى الخالي.
كيف أشعل بنزيما "ريمونتادا" ريال مدريد أمام باريس؟
قبل أقل من شهر، كان بنزيما مهندس فوز ريال مدريد التاريخي على باريس سان جيرمان الفرنسي، في إياب دور الستة عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا.
بنزيما سجل ثلاثة أهداف في غضون 17 دقيقة، ليمنح ريال مدريد الفوز بنتيجة 3-1 في المباراة التي أقيمت على ملعب "سانتياجو برنابيو"، وبطاقة العبور إلى ربع النهائي على حساب باريس سان جيرمان.
لكن كيف بدأ بنزيما "ريمونتادا" ريال مدريد على باريس، بلقطة واحدة ضغط فيها على جيانلويجي دوناروما حارس مرمى الفريق الفرنسي.
بنزيما، وفي الدقيقة 61 من عمر المباراة، استغل تمريرة من الدفاع إلى دوناروما، ليضغط بقوة على الحارس الإيطالي، الذي حاول تمرير الكرة إلى ماركينيوس، لكن ضغط الفرنسي جعل دوناروما يمرر الكرة إلى فينيسيوس جونيور.
فينيسيوس استلم الكرة، وبهدوء شديد مرر الكرة نحو بنزيما، الذي أطلق تسديدة مباشرة سكنت الشباك.
حال المباراة انقلب تمامًا بعد تلك اللقطة، ريال مدريد واصل الضغط وتمكن في الدقيقتين 76 و78 من تسجيل هدفين متتاليين قتل بهما اللقاء.
بنزيما، وفي تصريحات ما بعد المباراة فسر تلك اللقطة، خاصة مع تأكيد ماوريسيو بوتشيتينو مدرب باريس سان جيرمان أن الفرنسي ارتكب خطأً ضد دوناروما.
وقال الفرنسي: "الكرة مع دوناروما؟ هذا ليس خطأً إنه ضغط، بالضغط يمكننا التغلب على أي فريق، إنها مسألة ضغط. الكل في مكانه".
Goal / Gettyاستذكر دروس التاريخ يا ميندي!
يبدو أن ميندي وقبله دوناروما لم يستذكرا دروسهما وهو يحضران لمواجهة بنزيما، المهاجم الذي يعرف بالضبط كيف يضغط بنجاح تام على المدافعين وحراس المرمى.
تاريخ بنزيما تحديدًا في دوري أبطال أوروبا يكشف القدرة الكبيرة للمهاجم الفرنسي على الضغط وجعل الحراس يخفقون في التعامل مع الكرة.
بنزيما فعل ذلك الأمر مرتين، في نصف نهائي ونهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2017-18.
في نصف نهائي تلك النسخة، واجه ريال مدريد نظيره بايرن ميونخ الألماني، وتمكن من الفوز بنتيجة 4-3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وبالعودة إلى لقاء الإياب، كانت النتيجة تشير إلى التعادل بنتيجة 1-1، وبايرن يحتاج هدفًا للعودة وتعديل النتيجة، بعد فوز ريال مدريد بنتيجة 1-2 ذهابًا.
لكن بنزيما استغل خطأ فادحًا في التعامل مع الكرة من سفين أولريتش حارس البافاري في تلك المباراة، بعد تمريرة إلى الخلف قام بها كورنتين توليسو.
أولريتش انزلق بدلًا من تشتيت الكرة مع ضغط بنزيما، ليجد الفرنسي نفسه بالكرة أمام المرمى الخالي، ليسجل هدفًا ثمينًا ساهم في تأهل "الملكي" إلى النهائي.
نهائي تلك النسخة من البطولة شهد أيضًا لقطة مشابهة، حين واجه ريال مدريد فريق ليفربول الإنجليزي.
بنزيما تقدم في النتيجة بعد مرور 51 دقيقة من زمن المباراة، مستغلًا خطًا فادحًا من الألماني لوريس كاريوس في تلك المباراة.
كاريوس كان ممسكًا بالكرة وحاول تمرير الكرة إلى زميل، لكن بنزيما ضغط عليه واعترض مسار الكرة، لتصطدم في قدم الفرنسي وتتهادى إلى الشباك، معلنة الهدف الأول في المباراة.
في نهاية المطاف، فتح ذلك الهدف الباب أمام فوز ريال مدريد بنتيجة 3-1 على ليفربول، ليحقق ريال مدريد اللقب 13 في دوري أبطال أوروبا، والثالث على التوالي.
براعة الضغط تصنع الفارق!
بنزيما يبرع في الضغط على المنافسين، وهو أمر ضروري بالنسبة إلى المهاجم في كرة القدم الحديثة.
براعة بنزيما في الضغط تخلق الكثير من الفرص، وتقود إلى أهداف كما رأينا في أكثر من مناسبة.
ريال مدريد الذي ظهر باهتًا في مباراة ونصف أمام باريس سان جيرمان، احتاج إلى لحظة واحدة فقط من الضغط ليؤمن لاعبوه من جديد بإمكانية العودة ضد العملاق الفرنسي، وهو ما تحقق في نهاية المطاف، والفضل كله يعود إلى بنزيما.
اقرأ أيضًا ..
مبابي .. هذه "شخصية البطل" احسم قرارك وعش ليالي الأبطال كما يجب