خسارة الأفضل وحل الأزمة الاقتصادية .. رحيل دي يونج عن برشلونة بين السلبيات والإيجابيات

أصبح مستقبل الهولندي فرينكي دي يونج واحدة من المسائل الملحة على طاولة نادي برشلونة الإسباني، بين التمسك به لقيادة الوسط في السنوات المقبلة، أو التخلي عنه في الصيف المقبل.

دي يونج انتقل إلى برشلونة في صيف 2019 قادمًا من أياكس الهولندي في صفقة بقيمة 86 مليون يورو، ويمتد عقده مع النادي الكتالوني حتى صيف 2026.

لكن وضعية دي يونج في برشلونة لم تكن الأفضل منذ انضمامه للفريق، حيث تراجع مستواه الشخصي إلى جانب مستوى الفريق ككل، ولم يحصد الفريق منذ انضمامه سوى لقب كأس ملك إسبانيا في موسم 2020-21.

دي يونج يجذب حاليًا أنظار قطبي مدينة مانشستر، يونايتد وسيتي، حيث يسعى "الشياطين الحمر" إلى ضمه بناء على رغبة إريك تين هاج مدربه السابق في أياكس، بالإضافة إلى إعجاب بيب جوارديولا مدرب بطل الدوري الإنجليزي الشديد بقدراته.

وحسب صحيفة "ذا صن" الإنجليزية، فإن مانشستر يونايتد مستعد لتقديم 70 مليون يورو من أجل التعاقد مع دي يونج، وهو مبلغ ربما يراه برشلونة مناسبًا.

لكن إذا ما حدث ورحل دي يونج عن "كامب نو" في الصيف المقبل، فإن ذلك قد يكون بمثابة نعمة ونقمة في الوقت نفسه على برشلونة.

وبالطبع ستكون هناك عدة إيجابيات ملحوظة لرحيل دي يونج عن برشلونة، لكن هناك جانب سلبي بالتأكيد إذا ما رحل الهولندي الدولي عن "البلوجرانا"، وهذا ما نحاول استعراضه معكم في "جول GOAL" عبر التقرير التالي.

حل مثالي للمشاكل الاقتصادية

إذا ما قرر برشلونة بيع دي يونج بالفعل مقابل 70 مليون يورو على أقل تقدير، فإن النادي الكتالوني سينعش خزينته بمبلغ هائل.

كما أن برشلونة سيتخلص كذلك من راتب الهولندي الكبير، خاصة وأنه حسب التقارير يعد الأعلى أجرًا في النادي، ويتقاضى مبلغًا يتجاوز 20 مليون يورو سنويًا.

بيع دي يونج سيمنح برشلونة كذلك الفرصة للتحرك بأريحية في سوق الانتقالات، وضم اللاعبين الذين يمكن أن يساعدوا تشافي هيرنانديز على دعم الفريق بصورة أفضل بكثير.

اعتماد كامل على "لا ماسيا" في الوسط

على الرغم من أن دي يونج تدرب في مدرسة إياكس الهولندي، وثيقة الصلة بنادي برشلونة من حيث الأفكار والأسلوب، إلا أن لاعب الوسط الشاب لم ينجح في تقديم أفضل أداء له منذ انتقل إلى "كامب نو".

رحيل دي يونج قد يعني تشكيل خط وسط بالكامل من خريجي أكاديمية "لا ماسيا" بقيادة المخضرم سيرجيو بوسكيتس، وإلى جانبه الثنائي بيدري وجافي لتقديم اللمحة الإبداعية في وسط الميدان.

مشاركة جافي وبيدري تحديدًا بشكل مستمر قد تضمن تطورهما بصورة أفضل خلال السنوات القليلة القادمة، بعيدًا عن ضغط طلب المشاركة باستمرار من جانب دي يونج، وسيزيد من حالة التفاهم بين الثلاثي الكتالوني.

وداعًا لأزمة غرفة الملابس

من الإيجابيات أيضًا لرحيل دي يونج عن برشلونة، توديع أي أزمات ممكنة في غرفة الملابس مستقبلًا.

صحيفة "ماركا" الإسبانية كشفت في وقت سابق من الموسم الحالي أن دي يونج غاضب للغاية ولا يشعر بالراحة في برشلونة حاليًا.

الصحيفة استدلت على ذلك بأن دي يونج لم يكمل في ذلك الوقت سوى سبع مباريات فقط من أصل 27 مباراة خاضها تحت قيادة تشافي هيرنانديز.

وكشفت أن تغيير دي يونج في الدقيقة 60 من زمن المباراة أصبح أمرًا معتادًا في مباريات برشلونة، وحدث ذلك في 14 مناسبة.

وأظهر حينها دي يونج غضبه أثناء تغييره خلال مباراة رايو فاييكانو في الدوري الإسباني، وتوجه مباشرة إلى غرفة تبديل الملابس، وعلامات الغضب بادية على وجهه.

ورغم التصريحات الإيجابية من تشافي ودي يونج لاحقًا، إلا أن ما حدث حينها ترك آثاره بالطبع على الجميع، وربما يكون رحيل الهولندي هو الحل الأمثل لتجنب أي أزمات في المستقبل.

فقدان أحد أبرز اللاعبين في أوروبا!

وبالانتقال إلى السلبيات المتعلقة برحيل دي يونج المحتمل عن برشلونة في الصيف المقبل، فإن فقدان أحد أفضل اللاعبين الشباب في مركزه يعد أبرزها.

دي يونج يبلغ من العمر 25 عامًا، ويبدأ للتو مرحلة النضج في مسيرته الكروية، وهو ما يعني أن هامش التطور لديه لا يزال قائمًا خلال السنوات القليلة القادمة.

دي يونج يمتاز بالقدرة على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، والتقدم نحو مناطق المنافسين، والقدرة كذلك على الإنهاء بشكل مقبول للغاية.

وفي الواقع، فإن أرقام دي يونج مع برشلونة في الموسم الحالي جيدة بالنسبة إلى لاعب وسط مساند، حيث لعب 46 مباراة في كافة المباريات، سجل خلالها أربعة أهداف وقدم خمس تمريرات حاسمة.

فقدان لاعب بقيمة دي يونج قد يكون مؤثرًا على المدى الطويل، خاصة إذا ما تألق خارج برشلونة، ولم يتمكن النادي الكتالوني من تعويضه بالصورة المناسبة، سواء من الأكاديمية أو من سوق الانتقالات.

برشلونة يتحول إلى طارد للنجوم!

رحيل دي يونج بهذه الصورة عن برشلونة يعني أن النادي الكتالوني يتحول إلى طارد للنجوم، وقد يفكر أي لاعب كبير ألف مرة في المستقبل قبل الانتقال إلى "كامب نو".

دي يونج رفض عرضًا ضخمًا للغاية من باريس سان جيرمان عندما كان في أياكس من أجل تحقيق حلم اللعب مع برشلونة.

كما حارب البرازيلي فيليبي كوتينيو من أجل ارتداء قميص "البلوجرانا"، ونراه الآن ينتقل إلى أستون فيلا مقابل 20 مليون يورو فقط، رغم أن صفقته كلفت أكثر من 140 مليونًا.

صحيح أن برشلونة يحتاج بشدة لتحسين ميزانيته، ورحيل دي يونج قد يكون حلًا مثاليًا، لكن استمرار رحيل النجوم واحدًا تلو الآخر قد يغير صورة برشلونة، من الفريق الذي يريده الجميع إلى الفريق الذي يرغب كل النجوم في الهروب منه.

ومثل أي صفقة في سوق الانتقالات، فإن رحيل دي يونج المحتمل عن برشلونة يحمل الجانبين الجيد والسيئ، ومغادرة "كامب نو" قد تكون في صالح الجميع في نهاية المطاف.

اقرأ أيضًا ..

خاص | ريال مدريد يحدد موعد الإعلان عن صفقة مبابي

المولد بريء أم متهم؟ .. حقيقة المادة المحظورة وعلاقتها بضغط الدم

على خطى ميسي ورونالدو.. مودريتش ينضم إلى الصفوة بجائزة فردية جديدة