صُدم عشاق كرة القدم يوم أمس بثبوت إيجابية عينة فهد المولد وإيقافه من لجنة الرقابة على المنشطات لمدة عام ونصف، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التي يتعرض فيها نجم الاتحاد والمنتخب السعودي لمثل هذا الموقف.
المولد سبق أن أوقف في 2019 لمدة عام واحد وقد أعاق ذلك مسيرته الكروية بشكل كبير، وقد فوجئ الجميع بإعلان لجنة الرقابة على المنشطات ثبوت إيجابية عينة أخذت من اللاعب في مارس الماضي، وأمس تم تأكيد الخبر الصادم وإيقافه.
جراح الظفيري وكيل المولد دافع عن موكله بالإشارة إلى أن المادة المحظورة التي تناولها كانت بهدف علاجي، إذ يُعاني اللاعب من ارتفاع ضغط الدم وقد تناول تلك المادة خلال تواجده في المشفى قبل مباراة التعاون بيومين، وأوضح أنه سيتقدم باستئناف لتقليل العقوبة.
اقرأ أيضًا | المولد ليس بدعًا .. مارادونا وأساطير أدمنوا المنشطات!
السؤال الأكثر شغلًا للإعلام والشارع الكروي في السعودية الآن .. هل المولد بريء أم متهم؟ هل هو مريض بالفعل أم يتناول المنشطات؟ نحاول من خلال التقرير التالي الإجابة على هذا السؤال ..
ما هي المادة التي وجدت في عينة فهد المولد؟ وهل تستخدم لعلاج ضغط الدم؟
حسب بيان لجنة الرقابة على المنشطات، فالمادة الموجودة في عينة المولد هي "Furosemide"، وهي مادة طبية تنتمي إلى العقاقير المدرة للبول، وهي ممنوعة تمامًا على الرياضيين قبل أو خلال أو بعد المنافسات الرياضية.
العقاقير المدرة للبول تعمل على تخليص الجسم من المياه والأملاح، ويتم ذلك بعدة طرق لا داعي لشرحها، وينتج عن تناولها زيادة كبيرة في حجم البول وزيادة خروجه من الجسم.
وتُستخدم تلك العقاقير لعلاج العديد من الأمراض على رأسها ارتفاع ضغط الدم، وتُستخدم مادة "فوروسيميد" خاصة في الحالات الطارئة عند الارتفاع الشديد في ضغط الدم عن طريق الحقن، وتُستخدم كأقراص للعلاج اليومي أو مضافة لمادة طبية أخرى.
لماذا تمنع المواد المدرة للبول عن الرياضيين؟
مادة "فوروسيميد" ليست منشطًا للجسم ولا تمنحه أي طاقة إضافية، بل هي كما قلت لتخليصه من الماء والأملاح، لكن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أدرجت المواد المدرة للبول عام 1988 وتحديدًا قبل الدورة الأولمبية التي أقيمت في سيول في المواد الممنوع تناولها على الرياضيين.
لماذا حدث ذلك؟ هذا لأن المواد المدرة للبول تستخدم لأمرين فيما يخص الرياضة والتحايل على قوانينها، الأول هو إنقاص الوزن بصورة كبيرة وسريعة لأنها تُخلص الجسم من المياه، مما قد يُفيد في بعض الرياضات المعتمدة على الوزن.
السبب الثاني هو أن زيادة حجم البول بشكل كبير يؤدي لانخفاض تركيز كل المواد الموجودة به، مما ينتج عنه تقليل تركيز أي مادة منشطة تناولها اللاعب وهو ما يؤدي لصعوبة اكتشافها في العينة المأخوذة منه بواسطة لجان الرقابة على المنشطات، وبالتالي تظهر العينة سلبية رغم تناول الرياضي لمادة منشطة ممنوعة.
ما سبق يعني أن الرياضي الذي يتناول مادة منشطة ولا يريد اكتشافها في فحص المنشطات يتناول مادة مدرة للبول حتى تُخفي تلك المادة المنشطة من عينة البول الخاصة به، وهذا ما فعله المولد ربما إن لم يكن حديثه عن إصابته بارتفاع ضغط الدم صحيحًا.
الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات كشفت أنه تم اكتشاف 436 عينة تحتوي على إحدى المواد المدرة للبول عام 2008، أي ما يُوازي 7.9% من إجمالي حالات المنشطات التي تم اكتشافها، وقد كانت مادة "فوروسيميد" الثانية في المواد الأكثر تواجدًا في عينات الرياضيين بعد مادة "هيدروكلوروثيازايد".
المولد .. متهم أن بريء؟
مما سبق نستنتج أن حديث الظفيري عن تناول المولد لمادة "فوروسيميد" التي وُجدت في عينة البول الخاصة به لعلاجه من ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم أصيب به قبل مواجهة التعاون قد يكون صحيحًا تمامًا ويعني براءة اللاعب من تهمة تعاطي المنشطات.
وجهة النظر الأخرى هي أن المولد أصبح أكثر ذكاءً وعلمًا بطرق التحايل على فحوصات لجنة الرقابة على المنشطات بعد ثبوت تناوله لمادة "أمفيتامين" المحظورة عام 2019 وتناول تلك المادة "فوروسيميد" لإخفاء تناوله لمادة منشطة أخرى، قد تكون الأمفيتامين أو غيره.
الفصل بين الحالتين صعب جدًا ويجب على المولد تقديم الأدلة والإثباتات اللازمة من المشفى حول تناوله مادة "فوروسيميد" لعلاج ارتفاع ضغط الدم لديه، وإن كان هذا لا ينفي مسؤولية اللاعب وناديه عما حدث، إذ كان يجب أن يُبلغ طبيب النادي بأي عقار يتناوله حتى يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة مع لجنة الرقابة على المنشطات، كما كان يحدث مع محمد بركات نجم الأهلي المصري الذي كان يتناول مادة ممنوعة لعلاجه من مرض الغدة الدرقية بالتنسيق مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.
أبرز حالات إيقاف اللاعبين بسبب وجود تلك المادة في عينات البول الخاصة بهم كانت حالة أونانا حارس مرمى الكاميرون وأياكس أمستردام، حيث تم إيقافه لمدة عام أولًا ثم تم تقليص العقوبة إلى 9 أشهر لإثباته أنه تناول المادة بالخطأ من أحد أدوية زوجته.
إن نجح النجم السعودي في إثبات ذلك وبراءته من تناول أي مادة منشطة سيتم تقليص مدة الإيقاف لعدة أشهر، وإلا سيتم تثبيت العقوبة مما يُنذر بنهاية مسيرته في الملاعب.