التعاون .. هل يلعب دور الحصان الأسود في دوري أبطال آسيا؟

حقق التعاون بداية رائعة لمشواره في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا رغم أنها المرة الثانية التي يُشارك بها في البطولة، وقد تأهل لها عقب احتلاله المركز الثالث في جدول ترتيب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي الموسم الماضي.

الفريق السعودي نجح في الفوز على الشارقة الإماراتي خارج ملعبه بهدف نظيف قبل أن يهزم الدحيل القطري في القصيم بهدفين دون رد، ليتصدر مجموعته الآسيوية بـ6 نقاط وبفارق 3 نقاط عن الدحيل.

أخطأت الإدارة وضاعف فيتوريا قيمة الخطأ، هل يدفع النصر الثمن؟

وبهذه النتائج عادل التعاون أرقام الهلال والاتحاد والأهلي بالفوز في أول مباراتين من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا، إذ حقق الأول ذلك 3 مرات فيما فعلها قطبا جدة 4 مرات.

والمثير للأمر أن التعاون حقق تلك النتائج القوية وسط غياب عدد من نجومه للإصابة وأبرزهم المهاجم الكاميروني لياندري تاوامبا الذي لعب الدقائق الأخيرة من مباراة الدحيل، والذي ستمثل عودته لدعم هجوم الفريق إضافة كبيرة لما يتمتع به من قدرات رائعة داخل منطقة جزاء المنافسين.

الغريب والمثير أن التعاون شهد تراجعًا ملحوظًا في أدائه ونتائجه هذا الموسم في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، إذ يتواجد في المركز السادس برصيد 28 نقطة بعدما حقق 8 انتصارات و4 تعادلات وتعرض لـ6 خسائر، لكنه يُقدم أداءً ونتائج مذهلة في دوري أبطال آسيا.

وقد قال مدربه فيتور كاميلوس عقب الفوز على الدحيل أنهم فاجأوا الجميع بهذا الأداء القوي، مضيفًا "أنا سعيد جدًا بالنتيجة وأخبرت اللاعبين بأنني فخور جدًا بهم، حققنا الفوز على الدحيل رغم ضغط المباريات وحقيقة أنه يخوض مباراة واحدة أسبوعيًا. فاجأنا الجميع وتغلبنا على الظروف الصعبة والغيابات، ولو طبق اللاعبون التعليمات بحذافيرها لكان الفوز بنتيجة أكبر".

ولم تكن نتائج التعاون محض صدفة أو دون تقديم الأداء المناسب، بل كانت مستحقة تمامًا، إذ أظهر الفريق صلابة دفاعية ممتازة خلال المباراتين ولم يتلق أي هدف، وكذلك حافظ على قوته الهجومية وسدد 8 مرات على مرمى الشارقة والدحيل.

إدارة التعاون سعت جيدًا لتحقيق تلك النتائج رغم ظروف الفريق الصعبة خاصة رحيل المدافع مدالله عليان للهلال وحصول الاتحاد والأهلي على توقيع عبد المجيد السواط وطلال عبسي على الترتيب استغلالًا لدخولهما الفترة الحرة في تعاقدهما مع الفريق، لكن ما يُحسب للإدارة عنادها وحفاظها على اللاعبين حتى نهاية الموسم للاستفادة منهما في المشوار القاري خاصة مع صعوبة تعويضهما في سوق الانتقالات الشتوي.

التعاون الذي تُوج بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين لموسم 2018-2019 وخسر لقاء السوبر السعودي أمام النصر بركلات الجزاء الترجيحية اكتسب الكثير من الشخصية خلال الموسم الماضي وقد ساعده ذلك على الصمود أمام بطل دوري الخليج العربي ووصيف دوري نجوم قطر رغم مواجهة الأول خارج ملعبه وفارق الخبرة القارية مع الثاني.

ويمتلك الفريق عددًا من اللاعبين المميزين القادرين على تقديم أداء قوي تحت قيادة المدرب الجديد كامبيلوس، وأبرزهم سيدريك أميسي وعبد المجيد السواط وتاوامبا والمخضرم محمد السهلاوي الذي ضمه النادي في ميركاتو يناير، بجانب المدافع طلال عبسي والوافد الجديد من الهلال حسن كادش.

التعاون قادر على أن يُصبح الحصان الأسود في دوري أبطال آسيا هذا الموسم، إذ قد يحسم تأهله للدور القادم من البطولة حال حقق الفوز في المباراة القادمة على برسبوليس الإيراني خارج ملعبه، وإن لم يفعل ستكون الفرصة مواتية وبقوة في المباريات التالية.

المراحل الإقصائية للبطولة ستنطلق في الموسم الجديد، وهو ما سيمنح الإدارة كل الوقت الكافي لدعم صفوف الفريق جيدًا باللاعبين المحليين والأجانب لمساعدة الفريق على المضي بعيدًا في دوري أبطال آسيا.