عندما تغلب بايرن ميونخ على باير ليفركوزن بنتيجة 5-1 في مباراة على صدارة ترتيب الدوري الألماني في 17 أكتوبر الماضي، نُظر إلى المباراة على أنها مجرد مثال آخر على حجم الفجوة بين بطل ألمانيا وباقي الأندية.
ما تم تجاهله إلى حد كبير، رغم ذلك، هو مدى نجاح باير ليفركوزن في العثور على نفسه في مواجهة بايرن ميونخ في الأسابيع الأولى من الموسم، خاصة في خط الدفاع.
وجاء اعتزال التوأم سفين ولارس بيندر، ورحيل قائد الدفاع ألكسندر دراجوفيتش، ليتسبب في ثغرات كان على سيمون رولفيس مدير كرة القدم في باير ليفركوزن أن يملأها.
ثم جاءت الإصابة التي تعرض لها نجم عام 2020 إدموند تابسوبا لتؤدي إلى مزيد من المعاناة، لكن باير ليفركوزن توجه إلى مباراة بايرن ميونخ بعد أن استقبلت شباكه ستة أهداف فقط في أول ست مباريات في الدوري الألماني، وهو ثاني أفضل سجل في المسابقة.
ولولا غياب أحد النجوم الجدد في خط الدفاع في مواجهة فريق يوليان ناجلسمان، فربما تمكن ليفركوزن من القتال أكثر ضد البافاريين.
أُجبر بييرو هينكابي على الغياب عن المباراة، بعد أن عاد مباشرة إلى ألمانيا بعد اللعب مع الإكوادور في تصفيات كأس العالم 2022، وبالنظر إلى سجل المراهق منذ وصوله إلى ملعب "باي أرينا"، كان من الممكن أن يصنع الفارق.
ليفركوزن لم يخسر أي مباراة تواجد فيها هينكابي على أرض الملعب هذا الموسم، وفاز بخمس من المباريات السبع التي شارك فيها بعد وصوله من الأرجنتين مقابل ستة ملايين يورو في أغسطس الماضي.
سيقول البعض إن السيطرة على روبرت ليفاندوفسكي وباقي نجوم بايرن ميونخ سيكون صعبًا على هينكابي، 19 عامًا، لكن اللاعب الشاب أظهر خلال مسيرته أنه يملك القدرات للتنافس ضد بعض أفضل المهاجمين في العالم.
وتم استدعاء هينكابي للمشاركة مع منتخب الإكواردو في كوبا أمريكا، ودخل مباشرة في التشكيلة الأساسية للمباراة الأولى لبلاده في البطولات ضد كولومبيا، ولعب كافة الدقائق في مسيرة منتخب بلاده حتى ربع النهائي.
وفي مواجهة لاعبين مثل ليونيل ميسي، وروبرتو فيرمينو، وفينيسيوس جونيور، رد قلب الدفاع الشاب على افتقاره إلى الخبرة ببعض العروض اللافتة للنظر.
رولفيس قال عندما تم الإعلان عن انتقال هينكابي إلى باير ليفركوزن: "لقد كنا نراقبه منذ فترة طويلة، لقد أكد الأداء الذي قدمه ضد لاعبين من الطراز العالمي في كوبا أمريكا تقييمنا بأن بييرو لديه مستقبل واعد للغاية".
المزيد من النجوم الشباب مع الجيل القادم:
وبدأ هينكابي تعلم كرة القدم في أندية محلية مثل سي إس نورتي أميركا، وديبورتيفو أزوجس، قبل أن يتم تسجيله في أفضل أكاديمية للشباب في الإكوادور في إندبيندينتي ديل فالي وهو يبلغ من العمر 14 عامًا.
برز هينكابي كلاعب قلب دفاع نموذجي، حيث كانت قدرته والكرة عند قدميه واحدة من أقوى السمات التي يتمتع بها.
كان ذلك ظاهرًا للغاية في بطولة كوبا أمريكا، حيث كان أكثر مدافعًا يلعب تمريرات إلى الأمام خلال دور المجموعات بإجمالي 89 تمريرة، وأظهر هدوءًا فائقًا عند الاستحواذ.
وعلى الرغم من أن طوله يبلغ 184 سم، إلا أنه يتمتع أيضًا بقوة ممتازة في الثنائيات الهوائية، حتى لو كان عليه العمل بجد أكثر من البعض للفوز بالكرة في الهواء.
هينكابي ظهر لأول مرة مع إندبندينتي في أغسطس 2019، بعد أن قاد الإكوادور في وقت سابق من ذلك العام إلى المركز الرابع في بطولة أمريكا الجنوبية تحت 17 عامًا.
ومع ذلك، فقد ذلك في مباراتين أخريين فقط مع نادي طفولته، قبل أن ينجح نادي أتلتيكو تاليريس الأرجنتيني في الحصول على خدماته في صيف 2020.
"إنه أفضل مدافع شاب في أمريكا اللاتينية"، هذا ما جاء في تقييم أندريس فاسي رئيس تاليريس عند وصول هينكابي، وبالنظر إلى هذه المكانة، ربما لم يكن مفاجئًا أن تبدأ الأندية الأوروبية مراقبته بعد حوالي عام.
هينكابي كان تحت أنظار بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان وميلان وأتلتيكو مدريد، قبل أن ينجح باير ليفركوزن في الحصول على خدماته، ويوقع معه عقدًا مدته خمس سنوات.
وبالإضافة إلى تألقه وموهبته الدفاعية، أثبت هينكابي أيضًا أنه يمكن أن يكون تهديدًا في الثلث الهجومي، بعد أن سجل هدفه الاحترافي الأول في مرمى سلتيك الاسكتلندي في الدوري الأوروبي في أوائل أكتوبر.
"لقد لاحظنا بالفعل في آخر ثلاث مباريات أنه ينجح تمامًا في مقاومة الضغط الناجم عن الأجواء"، هذا ما قاله المدرب جيراردو سيواني بحماس بعد المباراة ضد سلتيك.
"لقد حافظ على هدوئه، وكان لديه قرارات جيدة في المباراة، وفاز بالعديد من المبارزات، وكان الهدف بمثابة الزينة على الكعكة، لأن ذلك بالطبع ليس مهتمه الرئيسية".
لكن بالنسبة إلى هينكابي، فإن ليفركوزن يمكن أن يكون نقطة انطلاق له ليصبح اسمًا أكثر شهرة في المستقبل.
هينكابي قال في مقابلة مع "Futbolemico" أجريت معه بينما كان لا يزال في أمريكا الجنوبية: "أود أن ألعب في إسبانيا".
وأضاف: "حتى ذلك الوقت، يجب أن أذهب إلى أندية أصغر لأعمل في طريقي إلى القمة".
يفترض المرء أن ليفركوزن هو أحد تلك الأندية الأصغر، وهو بالتأكيد أقل شعبية من أندية مثل ريال مدريد أو برشلونة أو حتى بايرن ميونخ.
ولكن إذا تمكن هينكابي من الحفاظ على مستوى الأداء التي أظهرها في الأسابيع الأولى له مع باير ليفركوزن، فيمكنه حينها المساعدة في رفع مستوى الفريق للوقوف في وجه عمالقة أوروبا بشكل أكثر انتظامًا.