بيونتيك إلى هيرتا برلين.. خطورة تراجع اسم ميلان وما هو "المشروع" الألماني؟

في خطوة كانت مفاجئة للجميع، انضم كريشتوف بيونتيك إلى هيرتا برلين قادمًا من ميلان، بعد عام وحيد قضاه داخل السان سيرو بدأه بصورة مثالية وختمه بتدني غير مفهوم في المستوى.

صدمة الخطوة تأتي نتيجة ارتباط بيونتيك بأندية أخرى في أوروبا ذات قيمة أكبر وأهم من هيرتا برلين، الذي أفضل إنجاز له في السنوات الأخيرة كان الوصول إلى دور المجموعات بالدوري الأوروبي.

توتنهام وكذلك تشيلسي كانا من الأندية الراغبة في ضم بيونتيك، لكن المسائل الإدارية وقفت حائلًا، فتمسكت إدارة ميلان ببيع لاعبها وليس إعارته كما أراد السبيرز على سبيل المثال.

قد يكون رقم 27 مليون يورو غير كبير هذه الأيام، ولكنه قياسًا بالأندية الألمانية وتاريخها في سوق الانتقالات، فهو رقم ضخم حقًا، لا يحدث في كثير من الأحيان، فالصفقة الأكبر في تاريخ هيرتا برلين نفسه كانت الصيف الماضي بضم دودي لوكيباكيو نظير 20 مليون يورو فقط.

توخيل يُعلن استمرار كافاني في باريس سان جيرمان

ما السر خلف انتفاضة هيرتا برلين الكُبرى في الأشهر الأخيرة؟

Getty Images

أقدم هيرتا برلين على دعم صفوفه بعدد من اللاعبين المميزين في هذا الشتاء، حيث تعاقد مع سانتياجو أسكاسيبار من شتوتجارت نظير 11 مليون يورو، ثم ضم ماتيوس كونا من لايبزيج نظير 15 مليون يورو وتابع بضم لوكاس توسارت من ليون بـ25 مليون يورو.

صفقة بيونتيك هي الأخيرة، وعندما أعلن اللاعب عن انضمامه إلى النادي العاصمي برر ذلك بقوله "المشروع أقنعني"، لكن يا ترى ما هو المشروع الذي يتحدث عنه الدولي البولندي؟.

إن الأمر برمته يتعلق بالمستثمر لارس فيندهورست، والذي استحوذ على 37.5% من إجمالي أسهم النادي، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يحق له شراء أكثر من 49% من الأسهم وفقًا لقانون 50+1 الشهير.

فيندهورست ليس شخصًا رياضيًا، ولكنه يؤمن بأن كرة القدم أداة للاستثمار مضمون الربح في المقام الأول، وأشار مرارًا وتكرارًا إلى أن تجربة باريس سان جيرمان والأرباح المهولة للمالكين تُغريه لتكرار نفس الشيء في عاصمة أوروبية جديدة وهي برلين.

لا يخفى على أحد أن الصفقات تمت بدعم منه، ولكنه دعم ذكي تحت مسمى الاستثمار والرعاية وما شابه ليهرب بذلك من قوانين اللعب النظيف التي باتت تفرض قيودًا لا توصف في سبيل ضمان تكافؤ الفرص.

الخطوة الأولى تأخرت من فيندهورست، فمشروع يسعى فيه إلى لعب كرة القدم في أوروبا والتنافس على البطولة المحلية لم يكن ممكنًا إلا ومعه اسم رنان في عالم كرة القدم، وحدث ذلك بالفعل عندما عيّن الأسطورة يورجن كلينسمان كمدرب للفريق.

هل بات ميلان في خطر؟

Getty Images

هذا سؤال ينبغي أن يُطرح، فالأمر لم يتعلق فقط بالاسم التاريخي للنادي، بل بات يتعلق بعدة عوامل أخرى أهمها القدرات المالية وماهية المشروع الرياضي، ففي برلين، هناك آفاق وخطوات ملموسة، أما في ميلان؟ فشل كبير هذا الموسم.

لم يعد فريقًا بقيمة ميلان واسمه وتاريخه مكانًا جذابًا للاعبين الشباب بنفس ما كان عليه في الماضي، ليس فقط لأن الميلان لا يستطيع منح الأموال الطائلة للاعبين، بل لأن المستقبل يظهر ضبابيًا، فلن يُغامر لاعبًا بمستقبله في السان سيرو مع الضغوطات واحتماليات الفشل الأعلى من النجاح.

لقب مشروع لا يُطلق في كرة القدم على نادي يُسمي أهدافه فقط، بل إن الأمر يتعلق بما هي الخطوات المتخذة؟ في ألمانيا، يمكن أخذ فريق مثل لايبزيج مثالًا، فالهدف هو الدوري الألماني وأوروبا بشباب وأداء رائع، والتطبيق؟ التعاقد مع أفضل المواهب، كشافة على أعلى مستوى ممكن، الصبر على مدربين ولاعبين حتى الانتفاضة، كلها أمور استحال تواجدها في ميلان الحالي.

ميلان هو اسم كبير من الماضي لم يستطع التأقلم مع متغييرات العصر، وأهم هذه المتغييرات هي النظرة والاستثمار في الشباب، الأمر لا يتعلق بصفقات رنانة فقط بقدر التعاقد مع مقتضيات الفريق من جهة، والعمل على ضمان الجودة بلاعبين على المستوى المأمول من جهة أخرى.

ميلان في خطر كبير حقًا، ففي السابق لو عُرِض على لاعب مثل بيونتيك البقاء على دكة ميلان أو الذهاب لبرلين لاختار دكة ميلان، أما الآن؟ مشروع غير واضح المعالم أمام فريق يخطو خطوات موثوقة إلى الأمام مع مستثمرين ومدربين من ذوات الخبرة حقًا.

من هو أليكسيس ساليمايكيرس؟ البلجيكي المغمور أحدث صفقات ميلان

هل خطوة الانتقال إلى هيرتا برلين هي خطوة إلى الخلف بالنسبة لبيونتيك؟

Getty Images

تراجع مستوى بيونتيك هذا الموسم بوضوح، ولكن بالنظر إلى ما قدمه في السنة الماضية، فإن ما لدى اللاعب من مؤشرات على إمكاناته الجيدة كبير حقًا، ولكن بيئة الميلان لا تساعد أبدًا، فسقوط وحيد كفيل بالقضاء على أي موهوب.

في المقابل، ضغوطات أقل في هيرتا، دوري أسهل نسبيًا للمهاجمين من إيطاليا، فريق يضمن فيه الجودة نظرًا للأسماء المطروحة، إلى جانب الدعم الإعلامي الجبار الذي سيحظى به، ما التراجع في ذلك؟ بمقدور بيونتيك أن ينفجر وفي خلال سنة أو اثنين يعود مجددًا إلى أحد كبار القارة العجوز.