Mestre Abidal Segura Neymar Barcelona PSGGetty/Goal

بيب سيجورا.. القافلة تعوي والرئيس يسير!

أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

"برشلونة وجوسيب سيجورا قد توصلا لاتفاق بشأن إنهاء عقده مع النادي. برشلونة يعرب علناً عن امتنانه لجوسيب سيجورا على إخلاصه وتفانيه، ويتمنى له الحظ الطيب والنجاح في المستقبل".

بتلك الكلمات أعلن النادي الكتالوني أخيراً عن رحيل المدير الرياضي الأكثر حصداً للكراهية في العصر الحديث، الرجل الذي جعل الكتلان يتحسرون حقاً على تكسيكي بيجرشتاين، وهو نفسه من جعلهم يلاحظون أن أندوني زوبيزاريتا لم يكُن بهذا السوء.

للتوضيح.. سيجورا تولى منصبه في الخامس من يوليو 2017، ما يعني ببساطة أنه قد افتتح عهده برحلة التعاقد مع ماركو فيراتي التي انتهت بخسارة نيمار. الرجل للأمانة لم يكتفِ بهذا، بلدون اسمه على مجموعة من أعظم تعاقدات النادي، مثل باولينيو وييري مينا وأخيراً حدث ولا حرج: فيليبي كوتينيو

الموضوع يُستكمل بالأسفل

الأول هو الأول حقاً، فهو أول لاعب وسط يمر من بوابة برشلونة بتلك اللمسة الأولى الرديئة في الألفية الجديدة، والثاني هو مدافع بالكاد يعرف شيئاً عن اللعب في منظومة مشابهة، أما الثالث فهو صانع الألعاب قليل المجهود البدني الذي –ولسبب ما- قررت تلك الإدارة أنه بديل أندريس إنييستا، أو بديل نيمار، لا؟ ديمبيليه هو بديل نيمار؟ حسناً ولكن ديمبيليه قد أصيب، إذاً كوتينيو هو بديل نيمار.

أنت تعرف إلامَ أفضت تلك الحكاية الرديئة.. في النهاية برشلونة أنفق 160 مليون يورو فقط ليكتشف أن كوتينيو ليس إنييستا، وأنه تقريباً غير قابل للاستعمال لعدة عوامل "كروية" يجهلها "مدير الكرة" كما ينص منصبه اصطلاحاً بالحرف.

للأمانة تغير جانب كبير من تلك الصورة في الموسم التالي، بالتخلص من هؤلاء الفائضين عن الحاجة ومن هم دون المستوى، وتدعيم الفريق بصفقات أفضل مثل أرتورو فيدال وأرتور ميلو وكليمون لونجليه الذي أنقذ الدفاع الموسم الماضي، وأخيراً مالكوم، الذي شأنه شأن سيميدو صفقة العام السابق مباشرةً، نحن لا نعلم لماذا يكرههم المدرب إن جاز التعبير، تعبير المدرب بالطبع.

Griezmann Bartomeu Abidal BarcelonaGetty Images

الآن أتى أنتوان جريزمان أيضاً مقابل 120 مليون يورو، بطريقة لن تبقي على العلاقات مع أتلتيكو مدريد بنفس درجة الود، تماماً كما أفسد الإلحاح المبالغ به بعض العلاقات مع ليفربول لأجل كوتينيو، تخيل.. ليتك أفسدتها لسبب يستحق!

مشكلة جريزمان هنا ليست فقط في طريقة التفاوض ولا في المتاعب القانونية التي ستأتي بها، إدارة بارتوميو معتادة على تلك الأمور بالفعل، فهي نفسها إدارة ساندرو روسيل بطلة فضيحة صفقة نيمار في 2013، والتي أطاحت مجازاً برأس الأفعى، ولكن الذيل كما ترون جميعاً باقٍ ويتمدد، ويستعد لاستعادة نفس النيمار الذي لا يوجد به أدنى عيب تقريباً سوى والده الجشع وعقليته المنعدمة وعيد ميلاد شقيقته الذي هو أهم منكم جميعاً.

للتذكير ليس إلا، نيمار وبعد أسابيع من المراوغة قرر تأجيل مغادرته إلى الثالث من أغسطس 2017 حتى يستحق مكافأة الولاء في الأول من أغسطس، والتي قاضى النادي لأجلها لاحقاً. أعرف أننا يُفترض بنا أن نتوقف لوهلة مع الحمقى الذين جعلوا شرط "الولاء" مستحق الدفع قبل نهاية السوق بشهر كامل، ولكن الحمقى ذاتهم في طريقهم لإعادة نفس السرطان إلى جسد النادي، فلا بأس بذلك الآن حقاً.

"في حالة نيمار أو غيره، يجب أن نقدم الأفضل للفريق. ولكن هذا جانب يجب أخذه بعين الاعتبار في لحظة الحقيقة، لا يجب أن ننسى الإهانة التي وجهها لنا نيمار كنادٍ، ولكن إن كنا نعتقد أنه رغم ذلك يجب أن يكون هو من نتعاقد معه، سنفعل ذلك". - بيب سيجورا (20 نوفمبر 2018)

لأنه حتى ساعة الحائط المعطلة يمكنها أن تصبح صحيحة مرتين في اليوم! حتى سيجورا نفسه اعتبر أن ما حدث به إهانة ما للنادي، صحيح أنه اضطر للركون للدبلوماسية في النهاية مؤكداً أن مصلحة النادي فوق كل اعتبار، أو ربما تكون تلك هي قناعاته حقاً لا يمكننا الجزم، ولكن في النهاية شخص ما في تلك الإدارة أقر أخيراً بأن هنالك إهانة ما.

في النهاية لا أحد سيخبرك بالحقيقة، ليس قريباً على الأقل.. تصريحات سيجورا توحي برفض داخلي لإعادة التعاقد مع نيمار، التقارير تؤكد أن استقالة جوردي ميستري نائب الرئيس للشئون الرياضية أتت في إطار الانقسام حيال تلك المسألة تحديداً، ما نعلمه يقيناً هنا هو أن قيصر كتالونيا قد نصب نفسه نائباً لنفسه رداً على هذا القرار، المرح لن يتوقف هنا بأي حال..

كل ما نعلمه في اللحظة الحالية هو القوام الحالي للجنة الرياضية المسئولة عن إدارة الميركاتو الحالي، والمكونة من:

جوسيب ماريا بارتوميو: رئيس النادي ونائب الرئيس للشئون الرياضية (إن لم تكُن تعلم فأنا لم أكُن أمزح) - أوسكار جراو: الرئيس التنفيذي - إرنستو فالفيردي: المدرب.. وبالطبع تعرفون كم هو مؤثر هذا الرجل في مسار الميركاتو، لأن حتى ميركاتو سيجورا الممتاز مقارنةً بما سبقه كان هو المسئول الأول عن إفساده.. حظاً طيباً في تلميع جوانب دي يونج التكتيكية حقاً.

بالطبع تضم اللجنة ذاتها إريك أبيدال ورامون بلانيس كمديرين في المجموعة الفنية، بالإضافة لكبيري الكشافين، كارليس ريكساش في إسبانيا وأرييدو برايدا في العالم. ما هي الملفات التي سينظرون إليها؟ الأول هو فيربو ظهير ريال بيتيس، لأن برشلونة قرر إعادة شراء كوكوريا فقط ليبيعه من جديد، أما الثاني.. خمِّن.

القافلة تعوي والمدير يُقال أو يستقيل، الأمر بتلك البساطة حقاً. لحُسن الحظ بارتوميو لم يعين نفسه مديراً رياضياً بعد، ولكنه أخيراً ترك لنا مساحة للتساؤل: هل كان سيجورا هو المشكلة الوحيدة؟ بل بالنظر لملابسات صفقة مثل باولينيو التي تفوح منها رائحة استثمارات بارتوميو الصينية، يجدر بنا التساؤل عن مدى سيطرة سيجورا على السوق أصلاً.

إن صح هذا الاعتقاد فإن كونه دمية لا يجعل موقفه أفضل كثيراً، ولكن فليذهب هو وموقفه إلى أي مكان يريده، نحن أمام ما هو أمامنا الآن.. هل بقى فالفيردي في منصبه الذي لم يكُن جديراً به منذ اليوم الأول وإلى يومنا هذا، فقط لأن سيجورا يريد ذلك؟ هل تم التعاقد مع كل هؤلاء اللاعبين على أساس منظومة واضحة يتم تدعيم نواقصها؟ هل يفقه بارتوميو شيئاً عن كرة القدم؟

الإجابة واحدة: لا.. مجيء أبيدال هو خبر مبهج بلا شك، تولي كلويفرت مسئولية لاماسيا هو خبر مبهج آخر، ولكن مهما بلغ أسفنا على قول ذلك: لا شيء يدعو للاحتفال بعد. رحيل سيجورا ليس انتصاراً للهوية الكتالونية المفقودة، طالما أن من أعلن حربه العمياء ضدها لا يزال على رأس هرم السلطة، كل ما حدث أنه فرط طواعية في دمية واحدة بينما لا تزال الأخرى تنتحل صفة المدرب. طالما أننا لسنا في العام 2021، فلا شيء سيدعو حقاً للاحتفال.

إعلان