تحدث البرازيلي مانو مينيزيس؛ المدير الفني السابق للنصر السعودي، عن بعض المشكلات التي مر بها فريقه خلال فترة عمله، مؤكدًا اعتراضه على بعض قرارات الإدارة بشأن اللاعبين الجديد.
المدرب البرازيلي تمت إقالته من العالمي بعد الهزيمة في الكلاسيكو أمام الاتحاد بثلاثية مقابل هدف وحيد، وخلفه كارلوس سيزار مدربه المساعد، قبل أن يتم التعاقد مؤخرًا مع بيدرو إيمانويل.
مينيزيس أجرى حوارًا مع برنامج "في المرمى"، تحدث به عن اعتراضه على طريقة التعاقد مع اللاعبين الجدد، ومشكلة المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، وعلاقته بحسبن عبد الغني؛ المدير التنفيذي للفريق، وغيرها من الأمور، نستعرضها في السطور التالية..
كيف تصف تجربتك مع النصر؟
وصلت للنصر والوضع سيئًا، كانت النتائج سيئة، لكننا استطعنا التأهل لمركز متقدم بجدول الترتيب في الموسم الماضي.
بالموسم الحالي، أجرينا بعض التغييرات في الفريق، لم تكن التغييرات فكرتي، كان التغيير مبالغًا به بعض الشيء، من حيث عدد اللاعبين، كان الوضع سيئًا، لأنه متعلقًا بمشكلات في الفترة التي سبقت فترتي، لكننا بدأنا الموسم بصورة طبيعية، وتخطينا الأدوار في دوري الأبطال.
كيف تقول أن التغيير مبالغ به وأنت مدرب الفريق وقتها؟ ألم يؤخذ رأيك في التغييرات؟
في كرة القدم التغيير الجذري لا يحدث نتائج جيدة، لا بد أن يكون التغيير محدودًا، ولا بد أن تقف على الموقف الحالي ومن ثم تعيد ترتيب المشهد حسب الرؤية الفنية.
في بداية الأمر، لم يعجبني التغيير، حتى تغيير المدربين بالنادي في الفترة الأخيرة لم يعجبني، فقد أحدث حالة من عدم الاستقرار الفني، ثم مع وصول لاعبين جدد، استغرقوا وقتًا للتأقلم معنا، وإلى أن يتكيف هؤلاء مع الوضع، هذا استغرق منا الكثير لإرثاء الأفكار وتحقيق استراتيجيتنا.
هل تقصد أنك كنت ضد التعاقدات الجديدة الكثيرة من اللاعبين الأجانب؟
التوقيت والطريقة التي تمت بها هذه التغييرات لم تكن مناسبة بالنسبة لي، كنا في نهاية الموسم ومن الطبيعي أن المدرب الجديد هو من له الحق في الاختيار لتنفيذ استراتيجيته، وأحيانًا يجب عدم التغيير حفاظًا على الاستقرار، لكن التوقيت والطريقة هما سبب خلق المشكلات.
بوضوح، هل كنت ضد التعاقدات الجديدة؛ تاليسكا، أبو بكر، فونيس موري ومشاريبوف؟
لا على العكس، لم أكن ضد التعاقد معهم أبدًا، ليس لدي أي رأي مضاد للتعاقد معهم، لكن كما ذكرت الطريقة والإجراء وعملية اختيار اللاعبين في هذه الفترة. بالنسبة لي تواصلوا معي وقمت بالاختيار نوعًا ما، لكنني طلبت أن يكون أي لاعب جديد، لا بد أن يكون إضافة وتوقيت قدومه مناسب، لأن النصر به لاعبين مميزين، يمثلون منتخب بلادهم، لذلك لا بد أن يكون الاختيار أكثر دقة، وأي لاعب جديد لا بد أن يمر بمرحلة نمو وتطوير وتكيف.
رأيي إيجابي تجاه هؤلاء اللاعبين، لكن أؤكد من جديد أن الطريقة والتوقيت هما الخطأ، فالنصر نادٍ كبير، ولا بد من احترام الآلية والتوقيت الذي يتم به اختيار اللاعبين.
لماذا لم نشاهد النصر يلعب كرة قدم حديثة تحت قيادتك؟
يبدو لي أن الفترة التي قضيتها مع النصر هي نسبيًا قصيرة، للتحدث عن هذا، لا بد لأي مدرب أن يأخذ وقته للحكم عليه، وهذه هي أكبر مشكلة واجهتها بالنصر ألا وهي ضيق الوقت بالرغم من أن المحاسبة شديدة جدًا على المدرب، وبالرغم من الضغوط حققنا نتائج جيدة، وكما ذكرت تغيير اللاعبين لا يساهم في إرثاء أفكار المدرب.
لماذا كان يفوز النصر في عهدك بصعوبة؟ ولماذا العشوائية في إدارة المباريات؟
بالنسبة لي، أعتقد أنه لا بد للإعلامي الرياضي أن يلتفت لبعض التفاصيل في المباريات، لكن المدرب له وجهة نظر مختلفة، كدنا نخسر وسط الملعب في الكلاسيكو أمام الاتحاد، لذلك دفعت بلاعب وسط بدلًا من مهاجم، لذلك المدرب يبحث عن حلول بديلة، قد يرى الإعلاميون أن هذه العشوائية، لكن بالنسبة لي رأيت أن هذا هو الحل المناسب.
هل كان هناك تدخل في عملك؟ وهل تم فرض لاعبين بأعينهم عليك؟
لا أبدًا، لم تحدث لي هذه المشكلة أبدًا مع النصر، لأنني ببساطة في كل الأندية التي عملت بها لم يتدخل أحد في عملي، ولم يكن هناك تعارض بين رأيي ورأي الإدارة.
al nassr twitterاعترض عليك عبد الرزاق حمد الله أثناء استبداله في إحدى مباريات دوري الأبطال، ماذا حدث؟ وهل استمرت العلاقة متوترة بينكما؟
كانت لدينا بعض المشكلات في المباراة، الجميع يتابع كرة القدم في العالم كله، عند استبدال نجم في أي مباراة، لا يعجبه القرار، لكن هناك فرق بين لاعب وآخر في طريقة التعبير عن عدم إرضائه، طريقة حمد الله كانت غريبة بعض الشيء، وبعد المباراة تحدثت معه بوضوح عن سبب القرار أمام اللاعبين، وتحدثت مع الإدارة وتم حل هذه المشكلة.
ما هي مشكلة حمد الله؟ هل هي فنية أم انضباطية؟
أكبر مشكلة لحمد الله في النصر أنه على النادي أن يتوقف عن اعتقاد أن لاعب واحد فقط بعينه يمكن أن يحل جميع المشكلات بالفريق، فهي ليست لعبة فردية، صحيح أن حمد الله هداف ونجم، لكن العمل هو كلمة السر في أي نادٍ، حمد الله لاعب كبير، لكن لا بد أن يجتمع المثلث؛ إدارة جيدة، لاعب جيد ومدرب جديد كي ننجح، ولتحقيق شيء كبير يليق بالكيان، لا بد أن يكون العمل قائمًا على مدرب كبير ومجموعة مميزة من اللاعبين والسلوكيات بحجم الفريق والتفاهم والتناغم بين الجميع.
هل كان هناك بالنصر اعتقاد عام بأن الانتصار لن يأتي إلا عن طريق حمد الله؟
لا، لكن خلال الفترة التي كنت فيها مدربًا للنصر وأنا شخصيًا لامست أنهم يعتقدون أن لاعب واحد يحدث الفارق فنيًا، المسؤولية تقع على عائق كل اللاعبين، اللاعب جزء لا يتجزأ من الفريق، والجميع يكون الصورة النهائية.
هل يمكن لحمد الله العودة لمستواه؟ هل مشكلته انضباطية أم فنية؟
هذا الموضوع تحديدًا لا يمكنني إبداء رأيه به، انقطعت صلتي بالفريق، لكن كما ذكرت، حاولت دائمًا العمل بشكل جيد وأن أظهر للجميع أنه برغم المشكلات وأنه رغم أن حمد الله كان بين البقاء والرحيل، حاولت أن أظهر أن اللاعب لا يجب أن يشارك خلال هذه الفترة، لأن ذهنه ليس جاهزًا للتركيز بالملعب، وبحدوث هذا فأنا أثبت عمليًا للاعبين أنه بوجود لاعب معين أو بغيابه يمكنك أن تفوز.
رغم أن حمد الله لم يكن الأفضل، لكنه كان هداف الفريق، ومن هنا تأتي صعوبة التعامل مع الموقف، لا بد أن تكون حذرًا جدًا في القرارات التي تتخذها.
أما عن رحيل حمد الله من عدمه، أتمنى الأفضل للنصر في الفترة المقبلة، وعلى الجميع أن يفهم أن العمل سيستمر بدون المدرب أو حمد الله أو غيرهما.
كيف تصف تنفيذ حمد الله لركلة الجزاء أمام الاتحاد؟
كان عليه التعامل بجدية أكثر مع الموقف، هو حاول أكثر من مرة تنفيذ الجزائيات بهذه الطريقة، بالفعل لو سكنت المرمى لكان هدفًا جميلًا، لكن أحيانًا لا تأتي الأمور كنا نريد أن تحدث، لا بد من أخذ الأمور بجدية أكثر وبتركيز أكثر، خصوصًا في الجزائيات، هو أخطأ في قراره ودفع الثمن بخسارة فريقه.
al nassr twitterكيف تصف علاقتك بحسين عبد الغني؟ هل كان عاملًا مساعدًا لك أم من عوامل فشل تجربتك؟
علاقتي به كانت مميزة جدًا، لاحظت دائمًا أن لديه المبادرة للقيام بدور المساعد، دائمًا كان يحدثني عن طريقة عمل النصر، خاصةً الطريقة التي هو يعتقد أنها الطريقة المثمرة على مدار تاريخه كلاعب أو إداري، دائمًا ما كنت أرى قلقًا في كلامه على النصر واهتمامه بكل شيء بالفريق، كان لديه رؤية فنية مميزة، هو إضافة للنصر سواء لاعبًا أو إداريًا.
هل ترى أن حسين عبد الغني هو الرجل المناسب لمنصب المدير التنفيذي لكرة القدم بالنصر؟
سأقول لكم شيئًا مباشرًا، بالنسبة لعبد الغني وأنه حديث عهد بالعمل الإداري، وهو يختلف كليًا عن العمل كلاعب أو مدرب، لأنه يغير بالكامل عمله، يتحول من الأمور الفنية للجوانب الإدارية، عبد الغني في فترة تعلم، وأعتقد أن أهم شيء على النادي أن يعلمه أن حسين عبد الغني مثّل النصر بشكل جيد، دائمًا ما حاول بث روح النصر في نفوس اللاعبين.
هل تعتقد أن الفريق الحالي قادر على المضي قدمًا في دوري الأبطال؟
أعتقد أنه بالفعل قام بأداء جيد في دوري الأبطال بالرغم من الصعوبات التي واجهناها في أواخر المباريات، ومع تقدم المباريات تزداد الصعوبة، على سبيل المثال عندما لعبنا أمام تراكتور كان مهمًا التركيز على من سيبدأ؟ ومن سيجلس بديلًا؟، كي أحافظ على أوراق الفريق.
أثق أن النصر سيؤدي جيدًا في المباريات المقبلة، لكن مؤكد أن المستوى سيرتفع وسيزداد صعوبة مع مرور المباريات، لذلك لا بد من الإعداد الجيد للمباريات.
أخيرًا، ما هو المركز الذي كنت تدفع تاليسكا للعب به؟
تاليسكا يمكنه اللعب في عديد المراكز سواء الجناح اليمين، كونه لاعب أيسر، أو مركز 9.5 أو 10، وفي تكتيك 4-4-2 من الممكن أن يلعب كمهاجم ثاني، أعتقد أنه لعب معي في أكثر من مركز، وظيفة المدرب هي إخراج أفضل ما لدى اللاعب، عليه تقوية عناصر الفريق، فوصول أبو بكر بجانب حمد الله جعل الفريق أقوى، لكن علينا التفكير من سيلعب خلفهما؟، حاولت استغلال الموقف لصالحي.
اقرأ أيضًا..