بالطبع قد تعتبر العنوان مبالغًا فيه ونحن نتحدث عن منافس متواضع مثل ريال مايوركا الذي يعاني دفاعيًا بصورة ملموسة خلال الموسم الجاري.
فوز ريال مدريد على مايوركا ليس حدثًا حتى لو جاء بعد أيام من عودة رائعة أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا وحتى لو جاء ليبعد الملكي عن إشبيلية المتعثر بالأمس أمام رايو ويصبح الفارق 10 نقاط كاملة.
ولكن سيناريو المباراة وطريقة لعب ريال مدريد هي ما تجعلنا نتحدث عن أنّه الأفضل في العالم أو ربما في التاريخ، طريقة الفوضى الخلاقة التي جلبت للملكي البطولات الكثيرة.
ما الذي حدث؟
ريال مدريد فريق لا يؤمن بالمنظومة، قد يبدو الكلام صادمًا لكنه حقيقي وهذا ليس مجرد رأي بل تصريحات لنجوم سابقة مثل سيرخيو راموس الذي رفض أنطونيو كونتي في 2018 فقط لأنه مدرب يؤمن بالمنظومة.
السبب أن نجوم ريال مدريد يفضلون الحرية الفنية، أعطنا مساحة للارتجال ودعنا نتصرف، ولذلك تكون السيناريوهات دائمًا مثيرة، فالفوز على باريس لم يكن بسبب تفوق فني بل تفوقت كتيبة بوتشيتينو لأكثر من 3 أشواط، وفي نصف ساعة ساهمت الفوضى الخلاقة في تحويل الكفة لصالح الملكي.
اليوم أمام مايوركا لعب ريال مدريد بهذه العقلية، لا يهم التراجع أحيانًا وترك المنافس يتحكم في الزمام، لا يهم أنّ كوبو أهدر فرصة لا تضيع في الشوط الأول، المهم أنّ الفريق يعرف أنّه سيفوز.
سيناريو مايوركا تكرر أمام ديبورتيفو ألافيس في سانتياجو برنابيو وكذلك رايو فاييكانو وحتى أمام فريق قوي مثل منافسه المباشر على اللقب إشبيلية.
بالعودة إلى الماضي
الحديث هذا لا يناسب الموسم الحالي فقط ولكن في المطلق، فعلى سبيل المثال قبل مواجهة ريال مدريد أمام ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 نشر موقع "سكواوكا" تحليلًا استباقيًا قال فيه إنّ النادي الملكي سوف يحقق اللقب، لا يهم كيف ولا يهم الوسيلة المهم أنّ البطولة في مدريد.
لماذا؟ لا ندري، ربما هي تراكم الثقة في نفوس اللاعبين، ربما لأن في كل مركز هناك لاعب خبرة لديه القدرة على الارتجال والتصرف.

هذا أيضًا يفسر سبب الإصرار على ثلاثية كاسيميرو ومودريتش وكروس في خط الوسط، لأنهم ببساطة لديهم القدرة على التصرف حينما تسوء الأمور.
هل هذا يكفي؟
بالطبع لا يكون الأمر ناجحًا باستمرار، ريال مدريد اضطر في أوقات كثيرة للعودة وبناء المنظومة حينما واجه منظومات قوية ومرعبة.
فمثلًا جوزيه مورينيو أتى ليبني إطارًا فنيًا قويًا ليواجه النسخة الأفضل من برشلونة في التاريخ، ولكن بعد سنوات ورحيل مورينيو جاء أنشيلوتي ليتجه إلى الفكرة الأخرى وهي الفوضى الخلاقة.
ضغط ريال مدريد حتى لا يمكن توقعه لأنه يعتمد على الموقف الفردي لكل لاعب، وهذا ما يجعل أسماء مثل كريم بنزيما ولوكا مودريتش تستحق تقديرًا مضاعفًا لما يقدمونه في السنوات الأخيرة.
أنشيلوتي نفسه مدرب يناسب ريال مدريد كثيرًا، فمؤخرًا لم يظهر الإيطالي كمدرب قادر على وضع إطارات فنية شديدة التعقيد، بل دائمًا يميل لترك المساحة الأكبر لارتجال اللاعبين مع وضع إطارات عامة تناسب المقومات الفردية.
لهذا لا يمكن توقع نتيجة للريال، فقد يفوز على باريس في الأبطال ويخسر من خيتافي وإسبانيول، لا ضرر أبدًا من ذلك.
هذا ريال مدريد، الفريق الذي قد لا تشجعه لكنه يعلم دائمًا كيف ينتصر!
اقرأ أيضًا:
تحليل ريال مدريد | فليحمد أنشيلوتي الرب أنّ المنافس ديبورتيفو ألافيس
دوناروما .. ألم تتعلم من دروس بنزيما المجانية لحراس المرمى؟
ريال مدريد وباريس | عبقرية بنزيما وكوارث ثلاثية ميسي ونيمار ومبابي!




