Eddie Howe NewcastlePressbox/Getty

نيوكاسل في المربع الذهبي .. زوبعة فنجان أم نجاح للتجربة السعودية؟

أداء مدهش أمام مانشستر سيتي، تعادل ضد يونايتد، عروض قوية في كل المواجهات، تطور ملحوظ وملموس في المستوى، صعود إلى المربع الذهبي من ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.

هكذا نصف الفترة الحالية مما حققه نادي نيوكاسل يونايتد ببطولة الدوري المحلي، الوضع تغير من الموسم الماضي، من فريق يحاول الهروب من الهبوط، وينجح بقدوم المدرب إيدي هاو في تحقيق ذلك، إلى فريق يطمح في خطف مركز مؤهل لدوري الأبطال.

زوبعة في فنجان أم استمرار مستحق لنيوكاسل؟ في الحقيقة نحن نحاول أن نعرف ما هو المنتظر من كتيبة المدرب إيدي هاو، الضغوطات باتت كبيرة والبعض من الجماهير يعلق آماله على الفريق لمواصلة النجاح.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

إيدي هاو والخروج عن المألوف

مع قدوم صندوق الاستثمار السعودي للدوري الإنجليزي، ظن البعض أن الاتجاه سيكون في جلب مدرب كبير يملك خبرة واسعة في الكرة العالمية، الفكرة كانت في الاستفادة منه فنيًا بكل تأكيد.

بجانب تحقيق بعض المكاسب التجارية من خلال الدعاية، تخيل معي لو كان جوزيه مورينيو هو من جاء على رأس الإدارة الفنية لنيوكاسل أو حتى رجل يمتلك صخبًا أقل.

Jose Mourinho Roma 2022Getty

الفكرة أن التطلعات كانت مرتفعة عن الاسم الذي سينضم، والسبب هو القدرة المالية الكبيرة التي بإمكان صندوق الاستثمار وضعها في الفريق، لكن ما حدث كان عكس ذلك.

العمل السعودي في نيوكاسل لم يتسم بكثرة الإنفاق، بل بالاحترافية، الإدارة بدأت البحث في أفضل طريقة لتحقيق المكاسب من خلال مبالغ مالية معقولة لا تضر النادي.

نعم، صرفت الإدارة حوالي 136 مليون يورو في بداية الموسم الحالي لتدعيم الفريق، لكن الصرف كان موجهًا لسد احتياجات النادي، لا للبحث عن صفقة تجارية أو شيء آخر يفيد المنظومة خارج الملعب.

كما يمكننا معرفة مدى تطور النادي من خلال اختيار إيدي هاو نفسه لتدريب نيوكاسل، لأن هذا المدرب لا يمتلك سجلًا كبيرًا في تحقيق البطولات، بل أنه حقق لقبًا واحدًا في مسيرته كان بالحصول على "التشامبيونشيب" في موسم 14-15 مع بورنموث.

Eddie Howe Newcastle 2022-23Getty Images

والمثير للدهشة أن هاو لم يدرب أي فريق كبير، ولم يتواجد حتى كمساعد لمدرب في فريق كبير، صاحب الـ 44 عامًا بدأ مسيرته في بورنموث كمدير فني ومن بعدها رحل إلى بيرنلي ومن ثم عاد لفريقه الأول.

بالطبع نال هاو سمعة طيبة للغاية في الكرة الإنجليزية، مما جعله الآن على رأس الإدارة الفنية لنيوكاسل، لكن فكرة توليه هذا المنصب لم تكن مغرية لأي شخص من الأساس.

من الهبوط إلى التألق

في الموسم الماضي عانى فريق نيوكاسل تحت قيادة المدرب ستيف بروس، النادي الإنجليزي كان مهددًا بالهبوط عند مرحلة ما من انطلاق البطولة المحلية.

تدهور الأحوال عجل بقرار قدوم إيدي هاو، المدرب الذي غير طريقة اللعب من 5-4-1 إلى 4-3-3، وحول هوية الفريق داخل الملعب إلى الهجوم والضغط والشراسة في المحاولات.

في البداية، تعثر هاو في أكثر من مرة، لكن مع الصبر تحسنت الوضعية وقدم سلسلة لا هزيمة استمرت لـ 8 مواجهات، حصل فيهم على 20 نقطة مكنته من البقاء في الدوري الإنجليزي في مركز جيد.

Steve Bruce Newcastle 2021-22Getty Images

بالطبع كان قرار استمراره هذا الموسم منطقيًا، لأنه هو الرجل الذي استطاع أن ينقذ السفينة من الغرق، وبالتالي آمن كل من في نيوكاسل سواء من الإدارة أو الجماهير بقدرات المدرب الشاب.

وعند المرحلة الحالية من الموسم، تجني الإدارة ثمار ما زرعت، الآن يتواجد نيوكاسل في المركز الرابع من جدول الترتيب، وينافس كل الكبار في المواجهات المباشرة من منطلق التساوي.

فلا يدخل فريق إيدي هاو أي مواجهة وهو الطرف المستضعف الذي جاء ليخسر اللقاء، بل باتت مباراة نيوكاسل ضد أي فريق كبير من مباريات "القمة" في الأسبوع التي نعلم أنها ستحتوي على كرة قدم مميزة.

هل حان وقت الصعود إلى القمة؟

ازدادت التوقعات حول فريق نيوكاسل ووضعيته في المستقبل القريب، الأمر الذي يجعلنا محاولة معرفة عما إذا كان الوقت الحالي هو المناسب لصعود نيوكاسل إلى القمة.

في الحقيقة هذه الفكرة ظالمة للغاية، الأمر هنا يشابه وضع الضغوطات على فريق آرسنال لمنافسة مانشستر سيتي والحصول على الدوري.

لأن نيوكاسل يقدم عروضًا رائعة للغاية، ولديه مدرب مميز، لكنه لا يمتلك القوام الذي يجعله ينافس على الاستمرار في نفس النجاحات على المدى الطويل، ولا ننسى أن بطولة كأس العالم ستبدأ في شهر نوفمبر المقبل.

Bruno Guimaraes Newcastle 2022-23Getty

وبالتالي فإن استمرارية نيوكاسل مهددة بالإيقاف عند العودة من المونديال، حاله كحال آرسنال ومانشستر سيتي وأي فريق يظهر بصورة رائعة مع انطلاق الموسم لحين اللحظة.

من حيث المنطق فلا يمكننا مطالبة نيوكاسل بالحصول على مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا، لأنه ينافس تشيلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام وليفربول على هذا المكان.

لكن يمكننا مطالبته بالمحاولة، حتى وإن فشل في ذلك فلا مانع في أن يتواجد في مركز مؤهل للدوري الأوروبي، لكن المهم أن يحاول وأن يزيد المنافسة متعة.

المحصلة من كل ذلك أننا أمام فريق لديه إدارة جيدة خارج الملعب، ومدرب مميز على الخط، وعناصر متألقة تزداد ثقةً وجمالاً مع الوقت، تجربة نيوكاسل حاليًا من أمتع ما يحدث في الدوري الإنجليزي، وتستحق كل الاحترام والتقدير.

أما عن الوصول لمراكز مؤهلة لدوري الأبطال، فهي الضغوطات التي ستصعب مهمة إيدي هاو، لكن هذه التحديات هي ما تصنع الأبطال.

إعلان