FBL-ASIA-2023-MATCH50-IRN-QATAFP

"أجبرنا على الوقوف شبه عراة أمامه" .. حكم سابق يكشف عن ممارسات مهينة داخل "اليويفا" بأوامر كولينا!

كشف الحكم الدولي السابق يوناس إريكسون عن تفاصيل صادمة من داخل كواليس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، تتعلق بأساليب صارمة ومهينة اتبعها بيرلويجي كولينا، الرئيس السابق للجنة الحكام، في تقييم اللياقة البدنية للحكام الدوليين، وذلك في كتابه الجديد "House of Cards".

  • ماذا يحدث؟

    إريكسون، الذي تولى إدارة مباريات دولية بين عامي 2002 و2018، وصف في مقتطفات نُشرت بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية كيف كان يُجبر هو وزملاؤه على الوقوف شبه عراة أمام كولينا وفريقه، لإجراء اختبارات دقيقة لقياس نسبة الدهون في الجسم، وسط أجواء من الصمت والخوف والضغط النفسي.

    وقال إريكسون: "عندما يتعلق الأمر باختبارات الوزن ونسبة الدهون، شعرت غالبًا بالاشمئزاز والغضب والإهانة. لم تكن المشكلة في الاختبارات نفسها، بل في الطريقة التي أُجريت بها".

    وأضاف: "في أحد الاختبارات عام 2010، بدأنا بخلع ملابسنا تدريجيًا. وقفنا في صف طويل، بملابسنا الداخلية فقط. كنا نخبة حكام أوروبا، رياضيين محترفين، قدوة، آباء، أصحاب شخصيات قوية ونزيهة .. لكن لم ينبس أحد ببنت شفة. بالكاد نظرنا إلى بعضنا البعض، وكانت نظراتنا متوترة، بينما كنا نُستدعى اثنين اثنين".

  • إعلان
  • Champions League - Chelsea v BarcelonaGetty Images Sport

    اختبارات مهينة للحكام!

    تابع الحكم السويدي: "كان كولينا يراقبنا من الأعلى إلى الأسفل بنظرة باردة وصامتة. صعدنا واحدًا تلو الآخر على الميزان. كنت أشد بطني، وأقف باستقامة، وأحبس أنفاسي وكأن ذلك سيحدث فرقًا. بعد النزول من الميزان، تقدم أحد المدربين ومعه أداة تشبه الكماشة، تُستخدم لقياس الدهون، وبدأ يقرصني بها في مناطق مختلفة من جسدي. كانت الأداة باردة، وكنت أرتجف قليلاً في كل مرة تلامس فيها جلدي".

    وأوضح إريكسون أن المدرب كان يضغط ويقيس ويعيد القياس، ثم يعلن بصوت مسموع عدد المليمترات التي تم قياسها في كل منطقة، أمام جميع الحاضرين.

    وأردف: "لماذا لم أقل شيئًا؟ لماذا لم يعترض أحد؟ لأن أي اعتراض كان يعني نهاية مسيرتي المهنية. لو شككت أو تحديت الأساليب التي فرضها كولينا، لما حصلت على أي مباراة، وأنا مقتنع بذلك".

  • نظام صارم فرضه كولينا على الحكام

    أشار الحكم السويدي إلى أن كولينا فرض نظامًا غذائيًا صارمًا، حيث تم منع الحكام من تناول أطعمة مثل الباستا كاربونارا، المحار، والكعك، واعتُبرت نسبة الدهون في الجسم معيارًا أساسيًا لتقييم الحكام، بل وتم إعلان نتائج الفحوصات أمام الجميع، ما خلق بيئة من الضغط النفسي والخوف من فقدان المباريات.

    ورغم اعترافه بأهمية اللياقة البدنية والاحترافية في التحكيم، انتقد إريكسون الطريقة التي تم بها فرض هذه المعايير، واصفًا إياها بأنها "غير إنسانية".

     وأوضح: "كان من الواضح أنه لا ينبغي أن يكون الحكم زائد الوزن، ومن الواضح أيضًا أنه يجب أن يكون لائقًا بدنيًا، وربما كان من الضروري أن يخضع الطاقم التحكيمي لعملية احترافية. لكن من الخطأ أن يتم ذلك من خلال فحص مذلّ، وأجندة تضع فقدان الوزن وتقليل نسبة الدهون كأولوية قصوى".

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • كولينا ومسيرة ضخمة في عالم التحكيم

    بيرلويجي كولينا، أحد أبرز الحكام في تاريخ كرة القدم، أدار نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999 ونهائي كأس العالم عام 2002، قبل أن يعتزل التحكيم عام 2005 ويتولى مناصب إدارية مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعدما ترك بصمة لا تُنسى في الملاعب العالمية بفضل شخصيته الصارمة ومظهره المميز ونظرته الثاقبة التي أرعبت اللاعبين والمدربين على حد سواء.

    بدأ كولينا مسيرته التحكيمية في إيطاليا خلال الثمانينيات، وسرعان ما صعد إلى الساحة الدولية بفضل أدائه المتفوق وقدرته على إدارة المباريات الكبرى بحزم وعدالة.

    نال كولينا شهرة عالمية بعد توليه إدارة نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999 بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ، والذي يُعد من أكثر النهائيات إثارة في تاريخ البطولة. كما أدار نهائي كأس العالم 2002 بين البرازيل وألمانيا، ليؤكد مكانته كأحد أفضل الحكام في العالم.

    حصل كولينا على جائزة أفضل حكم في العالم من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء (IFFHS) ست مرات متتالية بين عامي 1998 و2003، وهو رقم قياسي لم يُكسر حتى اليوم. وقد تميز بأسلوبه الفريد في التواصل مع اللاعبين، حيث كان يجمع بين الحزم والهدوء، ويُعرف بقدرته على السيطرة على مجريات اللقاء دون اللجوء إلى البطاقات إلا عند الضرورة.

    بعد اعتزاله التحكيم عام 2005، انتقل كولينا إلى العمل الإداري، حيث تولى مناصب رفيعة داخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أبرزها رئاسة لجنة الحكام، وساهم في تطوير معايير اللياقة والانضباط لدى الحكام، وإن كانت بعض أساليبه قد أثارت الجدل كما كشف الحكم السابق يوناس إريكسون في كتابه الأخير.

0