تاليسكا عاد للحياة بدماء إيطالية .. الساحر تحالف مع "قاهر مورينيو" لإنقاذ سمعة فنربخشه في أوروبا!

تاليسكا سجل الليلة مشاركته الأولى مع فنربخشه في مرحلة الدوري ببطولة الدوري الأوروبي، حيث كان غائبًا عن مباراة دينامو زغرب للإيقاف، واحتاج النجم البرازيلي فقط إلى 3 دقائق ليصنع الهدف الأول لزميله كريم أكتوركوغلو.

هذا الهدف كان بمثابة فتح الطريق أمام فنربخشه لاقتناص الفوز، حيث استغل النجم البرازيلي خطأ أحد لاعبي نيس في التمرير وضغط عليه ليقطع الكرة على حدود منطقة الجزاء، ومرر بينية طويلة المدى إلى أكتوركوغلو ليجعله منفردًا تمامًا بالمرمى والذي لم يتوان إسكانها الشباك بسهولة.

صناعة هذا الهدف تتجاوز مهارة تاليسكا ورؤيته المميزة لزملائه، بل تؤكد على تغيير واضح في شخصيته مع الفريق، حيث تحول إلى اللعب الجماعي ومساعدة زملائه واقتناص الفرص من أجل مصلحة الفريق وليس للمراوغات بدون فائدة.

خلال مواجهة نيس الفرنسي لعب تاليسكا 64 دقيقة فقط، وكان عاملًا مهمًا في سيطرة فريقه على اللقاء والنتيجة خصوصًا في الشوط الأول، حيث ساعد كل من ماركو أسينسيو وإسماعيل يوكسك في امتلاك منتصف الملعب والاستحواذ على الكرة.

ولم يكتف تاليسكا بصناعة الهدف الأول، لكنه حاول في أكثر من مناسبة أن يسجل هدفًا بنفسه، وكانت له 3 تسديدات منهم اثنان في إطار المرمى، بينما اعترض الدفاع تسديدة أخرى خطيرة له كانت في طريقها للشباك، مع شك في وجود ركلة جزاء، لكن الحكم تجاهل احتسابها.

وصنع تاليسكا فرصة محققة أخرى للتسجيل وبلغ عدد تمريراته الصحيحة 31 من أصل 36، بينما تميز في لعب الكرات الطولية للخطوط الأمامية، حيث نفذ 5 تمريرات ناجحة من 6، ونجح في جميع تدخلاته على المنافسين ليستعيد الكرة 3 مرات، بينما كان الرقم السلبي الوحيد له هو فقد الاستحواذ على الكرة 7 مرات.

التحرر الذي حصل عليه تاليسكا منذ رحيل مدرب فنربخشه السابق، البرتغالي جوزيه مورينيو، يبدو أنه أتى بثماره سريعًا، حيث تحسن مستواه حاله كحال عدد كبير من لاعبي الفريق، وحتى على مستوى نتائج النادي التركي بشكل عام.

ففي مباراة أنطاليا سبور الأخيرة، التي فاز فيها فنربخشه (2-0) سجل تاليسكا الهدف الأول لفريقه من ركلة جزاء، وكان صاحب دورًا مؤثرًا في انتصار فريقه، خصوصًا أنه في مباراتي أنطاليا ونيس، لعب في المركز الذي يحبه بخط الوسط الهجومي، وليس كمهاجم صريح مثلما تم توظيفه في لقاء قاسم باشا، حيث انخفض مستواه كثيرًا وخرج بعد 59 دقيقة فقط لحساب يوسف النصيري.

وبذلك يبدو واضحًا، أن المدرب الإيطالي دومنيكو تيديسكو أدرك التوظيف الأفضل للجناح البرازيلي الذي يجيد الأدوار الهجومية، لكن بشكل متخصص في مركز الجناح (الأيمن أو الأيسر)، أو حتى كصانع ألعاب كلاسيكي.

ما حدث في مباراة نيس، يؤكد أن الفريق يسير على الطريق الصحيح، رغم الأزمات الإدارية التي تحيط به، لكن على المستوى الفني فإن وجود مدرب صاحب مشروع مميز بمستوى دومنيكو تيديسكو، هو أكثر ما يطمئن الجماهير على إمكانية العودة مرة أخرى إلى منصات البطولات.

ويعاني فنربخشه في السنوات الماضية، من حرمان كبير من البطولات، فرغم تاريخه العريق وقاعدته الجماهيرية الجارفة، يغيب عن منصة التتويج بلقب الدوري التركي الممتاز منذ موسم 2013–2014، وهو ما يثير موجة من الغضب والاستياء في أوساط جماهيره.

وعلى مدار المواسم الماضية، اكتفى الفريق بالمنافسة دون حسم، في ظل تفوق واضح لغريمه التقليدي جلطة سراي، وصعود أندية أخرى مثل باشاك شهير وطرابزون سبور، لكن ميركاتو صيف 2025، وانتهاء تجربة مورينيو المليئة بالتناقضات والجدل، يؤكد أن النادي يسير بخطوات ثابتة نحو كسر هذه اللعنة.

وتمثلت أبرز صفقات الفريق في ضم الحارس البرازيلي إيدرسون من مانشستر سيتي، ثم التعاقد مع النجم الإسباني ماركو أسينسيو قادمًا من باريس سان جيرمان، ليضيف بعدًا هجوميًا جديدًا للفريق، كما تعاقد النادي مع المدافع السلوفاكي ميلان شكرينيار، الذي لعب مع الفريق على سبيل الإعارة في النصف الثاني من الموسم الماضي، قبل أن يتم تحويل الصفقة إلى انتقال دائم.

لكن، يبدو أن الصفقة الأهم في ميركاتو فنربخشه هذا الصيف، هي المهاجم المميز المتألق كريم أكتوركوغلو، الذي انضم للفريق قادمًا من بنفيكا، في صفقة أثارت اهتمام الإعلام التركي، ومع الوقت يثبت أنه يستحق كثيرًا هذه الضجة التي صاحبت انتقاله.

والمصادفة، أن كريم أكتوركوغلو الذي قاد الفريق لتحقيق أول انتصار أوروبي، هو نفس اللاعب الذي اكتوت بناره جماهير النادي قبل شهر واحد فقط، حيث كان سببًا مباشرًا في وداع الفريق دوري أبطال أوروبا بهدفه القاتل، عندما كان لاعبًا في صفوف بنفيكا البرتغالي، وتسبب أيضًا في رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.