FBL-AFR-2025-MATCH 01-MAR-COMAFP

عندما يأتيك الرد فورًا من زيدان ومبابي .. حملة فرنسية على أمم إفريقيا تعري نظرية موتسيبي "العقيمة"!

لم تعد كأس الأمم الإفريقية، مجرد بطولة قارية تقتصر أهميتها على إثارة اهتمام منتخبات القارة السمراء وجماهيرها فقط، بل تحولت في نسخة المغرب 2025 إلى حدث كروي عالمي له بريق، خطف أنظار المتابعين داخل إفريقيا وخارجها.

هذا البريق لا يرتبط فقط بما يُقدم داخل المستطيل الأخضر، لكن أيضًا بالحضور اللافت لنجوم الصف الأول في كرة القدم العالمية في مدرجات "الكان"، وهو ما يلقي بظلاله على قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" بتغيير دورية تنظيم البطولة بداية من بعد نسخة 2028 لتقام كل أربع سنوات بدلًا من عامين.

وفي السطور التالية، لا يناقش "Goal.com" القرار أو جدوى تطبيقه لكننا نظهر جانب من تجربة كأس الأمم الإفريقية بالمغرب 2025، يوضح كيف لهذه البطولة بزخمها وبريقها أن تجذب أكبر نجوم العالم للسفر وحضور مبارياتها، وهو ما يلقي بكثير من التساؤلات حول نظرة مشرع هذا القرار للأمور..

  • FBL-AFR-2025-MATCH 09-DZA-SDNAFP

    نجوم الكرة العالمية وظهور مكثف في أمم إفريقيا

    مدرجات الملاعب المغربية لم تكن حكرًا على الجماهير الإفريقية فقط، بل شهدت حضور أسماء لامعة في عالم كرة القدم، عكست حجم الزخم الذي باتت تصنعه البطولة.

    رأينا بالأمس النجم الفرنسي زين الدين زيدان، أحد أعظم أساطير اللعبة والمتوج مع منتخب الديوك بكأس العالم 1998، ظهر في مدرجات ستاد الأمير مولاي الحسن لحضور مباراة الجزائر والسودان، في مشهد لافت.

    وجاء حضور "زيزو" بشكل أساسي من أجل دعم نجله لوكا زيدان حارس مرمى منتخب الجزائر الذي شارك أساسيًا أمام السودان وقدم أداء جيدًا وخرج بشباك نظيفة، ليمنح هذا الظهور اللقاء بعدًا عالميًا إضافيًا.

    وفي الرباط، خطف الثنائي الفرنسي عثمان ديمبيلي وكيليان مبابي الأنظار بعد أنباء تواجدهما لدعم صديقهما المقرب أشرف حكيمي مع منتخب المغرب، في رسالة واضحة تعكس مكانة نجوم إفريقيا داخل غرف ملابس الأندية الأوروبية الكبرى.

    أما إدواردو كامافينجا، نجم ريال مدريد، فاختار التعبير عن ارتباطه بجذوره الإفريقية، بعدما بعث برسالة دعم لمنتخب أنجولا، بلده الأم، مؤكدًا أن أمم إفريقيا تظل بطولة عابرة للحدود والانتماءات حتى لو كان اللاعب نفسه كان قد اختار في وقت سابق تمثيل منتخب أوروبي.

  • إعلان
  • حضور النجوم يكشف قصور نظرية موتسيبي!

    هذا الزخم العالمي الذي رافق نسخة المغرب 2025، أعاد إلى الواجهة قرار الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي، بشأن تغيير نظام إقامة البطولة كل أربع سنوات، وهو القرار الذي قُدم باعتباره خطوة لتنظيم أفضل وتخفيف الضغط على أجندة اللاعبين.

    لكنه في حقيقة الأمر قرار ظاهره تطوير وباطنه "رضوخ للإرادة الأوروبية"، حيث يمنح الأندية الأوروبية ما طالبت به طويلًا من أجل الحفاظ على محترفيها في البطولة التي تقام كل عامين في وقت حساس من الموسم، وتحديدًا خلال شهر يناير، وهو الأمر الذي رفضه رؤساء "كاف" السابقون الكاميروني عيسى حياتو والملجاشي أحمد أحمد في أكثر من مناسبة.

    غير أن مشاهد حضور النجوم العالميين وتفاعلهم مع البطولة، وضعت "الكاف" في موقف لا يخلو من الحرج، إذ كشفت أن أمم إفريقيا لا تعاني من ضعف في الجاذبية أو الاهتمام الدولي، بل على العكس، أصبحت منصة قادرة على استقطاب أنظار العالم ونجومه دون الحاجة إلى تقليص عدد النسخ أو المواعيد.

    فالحدث الذي يجذب أسماء بحجم زيدان ومبابي وديمبيلي وكامافينجا، حتى ولو كان بهدف دعم المقربين منهم، ويشهد منافسة شرسة بين نجوم من العيار الثقيل بحجم محمد صلاح، أشرف حكيمي، فيكتور أوسيمين وإسماعيلا سار، لا يمكن تصنيفه كبطولة تحتاج إلى تقليص حضورها الزمني للحفاظ على قيمتها.

  • FBL-MAR-AFR-CAF-AWARDSAFP

    أمم إفريقيا .. بطولة ذات طبيعة خاصة

    تتميز كأس الأمم الإفريقية بطبيعة مختلفة عن باقي البطولات القارية، فإقامتها كل عامين لم يكن مجرد قرار تنظيمي، بل جاء متوافقًا مع خصوصية القارة السمراء التي لازلت قارة نامية تسعى دولها باستمرار إلى تطوير بنيتها التحتية الأساسية والرياضية.

    وتنظيم البطولة بشكل متقارب يمنح الدول فرصة متكررة لتحديث الملاعب، تحسين شبكات النقل، رفع كفاءة المنشآت الرياضية، فضلًا عن تنشيط الاقتصاد والسياحة الرياضية بعوائد ضخمة سواء من البث أو بيع التذاكر.

    كما أن الحضور المتكرر للبطولة يعزز ارتباط الجماهير بها ويمنح اللاعبين المحليين فرصة مستمرة للاحتكاك القاري وإبراز مواهبهم على الساحة الدولية، ويزيد من ارتباط النجوم المحترفين ببلادهم ولا يجعلهم في معزل عنها لسنوات طويلة.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • FBL-AFR-2025-MATCH 03-EGY-ZWEAFP

    هل يعيد زخم المغرب فتح مناقشة القرار؟

    بعد انتهاء الجولة الأولى من مرحلة المجموعات بكأس الأمم الإفريقية، لا يمكن إنكار النجاح التنظيمي والزخم الإعلامي الكبير الذي رافق نسخة المغرب 2025، قد يفتح الباب أمام مراجعة مستقبلية لقرار "الكاف"، أو على الأقل إعادة التفكير في آليات تطبيقه.

    فرغم الوجاهة الاقتصادية والتنظيمية التي يستند إليها قرار تنظيم البطولة كل أربع سنوات، إلا أن الواقع يؤكد أن أمم إفريقيا تستمد قوتها من حضورها الدائم والمستمر في المشهد الكروي العالمي.

    والأهم من ذلك أن هناك تقارير صحفية، شددت على أن هذا القرار نفسه لا يلقى تأييدًا من داخل دوائر "الكاف" نفسه، حيث نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر بإدارة المسابقات في الاتحاد الإفريقي، يؤكد أنه "لم تتم استشارة اللجنة قبل إعلان القرار، وفوجئنا بالكشف عن أمور تنظيمية تحتاج للعديد من النقاشات قبل حسمها".

    وأضاف "القرار به بعض الجوانب المعقدة أيضًا، لأن تنظيم نسختين لكأس الأمم في عامين متتاليين أمر صعب للغاية، خصوصًا وأن بطولة 2027 ستقام في الصيف، وهو ما يعني أن أمامنا فترتي توقف فقط لإقامة تصفيات نسخة 2028 إذا كانت ستقام في بداية العام"، مشيرًا إلى أن تأجيل البطولة لصيف 2028 يتضارب مع دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس، مع استبعاد تأجيلها لتقام في 2029.

    ويبقى السؤال المطروح: هل كان من الأجدر تطوير تسويق البطولة وتحسين جدولها دون المساس بدوريتها التي صنعت هويتها الخاصة؟ سؤال قد تفرضه أمم إفريقيا بنفسها، كلما اجتمع نجوم العالم في مدرجاتها، وكلما أكدت أن سحر الكرة الإفريقية لا يعترف بالحسابات التقليدية.

0