في خطوة تعكس التوجه نحو المستقبل دون التخلي عن الإرث التاريخي، أعلن نادي ريال مدريد عن إطلاق الهوية البصرية الجديدة لملعبه الشهير "سانتياجو برنابيو"، والتي تتضمن شعارًا جديدًا يعكس التصميم الخارجي العصري للملعب، إلى جانب اعتماد اسم مختصر وهو "برنابيو"، بدلًا من الاسم الكامل المعهود.
AFPريال مدريد يروج للشعار الجديد
يأتي هذا التغيير في إطار استراتيجية النادي لتحديث صورته المؤسسية وربطها بالأحداث العالمية التي يستضيفها الملعب، حيث ستكون أول مناسبة تُستخدم فيها الهوية الجديدة هي مباراة دوري كرة القدم الأمريكية (NFL) التي ستُقام يوم الأحد المقبل، وتجمع بين فريقي واشنطن كومانديرز وميامي دولفينز، في أول ظهور رسمي لهذه البطولة في إسبانيا.
وقد نشر النادي مقطع فيديو ترويجي يكشف عن ملامح الشعار الجديد، بهدف إثارة الحماس الجماهيري لهذا الحدث التاريخي، الذي يمثل نقطة انطلاق لعهد جديد في استخدام الملعب كمركز متعدد الوظائف، يتجاوز حدود كرة القدم.
"برنابيو" معقل الاحتفالات والاستثمارات
يشهد ملعب "برنابيو" زخمًا متزايدًا في جدول فعالياته، حيث يستعد لاستضافة مهرجان "Mavidad" الاحتفالي بمناسبة عيد الميلاد، والذي سيُقام خلال الفترة من 24 إلى 31 ديسمبر، وقد تم الإعلان عن نفاد جميع تذاكره مسبقًا، ما يعكس الإقبال الكبير على الأنشطة الترفيهية في الملعب.
كما أعلن النادي عن عودة الحفلات الموسيقية الكبرى إلى الملعب، بعد سنوات من التوقف بسبب مشاكل الضوضاء التي كانت تشكل عائقاً أمام تنظيم مثل هذه الفعاليات.
وفي هذا السياق، أكد المهندس المعماري المسؤول عن مشروع تطوير الملعب أن هذه العقبة سيتم تجاوزها خلال الشهرين المقبلين، ما يفتح الباب أمام استضافة عروض فنية عالمية في قلب العاصمة مدريد.
ويُعد هذا التحول في هوية ملعب "برنابيو" جزءًا من رؤية شاملة لريال مدريد، تهدف إلى تعزيز مكانة النادي كمؤسسة رياضية وثقافية عالمية، تجمع بين التقاليد العريقة والانفتاح على المستقبل.
AFPتاريخ ملعب سانتياجو برنابيو: من حجر الأساس إلى رمز عالمي
يُعد ملعب سانتياجو برنابيو أحد أبرز المعالم الرياضية في العالم، ويمثل القلب النابض لنادي ريال مدريد منذ افتتاحه في 14 ديسمبر 1947، حيث حمل الملعب اسم رئيس النادي الأسطوري سانتياجو برنابيو، الذي قاد المشروع الطموح لبناء منشأة رياضية تواكب تطلعات النادي الملكي في حقبة ما بعد الحرب.
وشهد الملعب على مدار عقود من الزمن العديد من التوسعات والتحديثات، أبرزها في أعوام 1954 و1982 و2001، ليواكب التطورات المعمارية والتكنولوجية، ويستوعب جماهير النادي المتزايدة.
وقد استضاف سانتياجو برنابيو مباريات تاريخية، من بينها نهائي كأس العالم 1982 ونهائي دوري أبطال أوروبا في أكثر من مناسبة، إلى جانب آلاف المباريات المحلية والدولية التي رسخت مكانته كأحد أعظم ملاعب كرة القدم في التاريخ.
ومع بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، دخل الملعب مرحلة جديدة من التحول، حيث أطلقت إدارة ريال مدريد مشروعًا شاملًا لإعادة تصميمه وتحويله إلى مجمع رياضي وترفيهي متعدد الوظائف، يجمع بين الحداثة والهوية التاريخية للنادي.
وهذا التطوير يعكس رؤية النادي في أن يكون "البرنابيو" ليس مجرد ملعب، بل منصة عالمية للرياضة والثقافة والابتكار.
سوق برنابيو .. أحدث معالم الاستثمار في الملعب التاريخي
كان نادي ريال مدريد، قد أعلن تدشين مشروع "سوق برنابيو" مطلع شهر نوفمبر الجاري، ليصبح حجر زاوية في رؤية النادي لتحويل الملعب إلى وجهة ترفيهية واقتصادية تعمل على مدار 365 يومًا في السنة، متجاوزًا وظيفته التقليدية كمجرد ملعب للمباريات.
ويأتي هذا الافتتاح كخطوة أولى ملموسة لجني ثمار مشروع التجديد الضخم الذي كلف النادي أكثر من مليار يورو، والذي يهدف إلى جعل "سانتياجو برنابيو" الملعب الأكثر حداثة وتنوعًا في العالم، ومصدرًا لإيرادات ضخمة تضمن للنادي استقراره المالي وتفوقه المستقبلي.
"سوق برنابيو" هو مفهوم جديد كليًا في عالم الملاعب الرياضية، فهو عبارة عن مساحة راقية ضخمة مخصصة للمطاعم والمحلات الفخمة، ويقع هذا السوق في منطقة استراتيجية داخل الملعب، حيث يمكن الوصول إليه مباشرة من خلال "بلازا دي لوس ساجرادوس كورازونيس"، وتحديدًا أسفل البوابة رقم 45.
ويمتد المشروع على مساحة إجمالية تبلغ 3,000 متر مربع، وهي مساحة هائلة قادرة على استيعاب ما يصل إلى 1,000 زائر في وقت واحد، في مرحلته الأولى، سيضم السوق 17 كشكًا ومتجرًا متخصصًا في تقديم أرقى المأكولات، مع خطط لزيادة هذا العدد إلى 20 منفذًا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتم تصميم هذا المكان ليكون تجربة فريدة، تجمع بين شغف كرة القدم وفخامة المطاعم العالمية، ليصبح نقطة جذب ليس فقط لجماهير ريال مدريد، بل لسكان العاصمة مدريد والسياح الباحثين عن تجربة طعام مميزة.

