حتى لا تتكرر مأساة حكيمي وإيتو .. ظل مبابي يعمي تشابي ألونسو عن "عملة نادرة" يهدرها ريال مدريد!

جونزالو جارسيا لا يشبه المهاجمين العصريين الذين يعتمدون على السرعة والانطلاقات، بل هو مهاجم كلاسيكي بامتياز، يجيد التمركز داخل المنطقة، ويملك حسًا تهديفيًا عاليًا، وقدرة على اللعب كمحطة هجومية.

ريال مدريد وجد فيه نموذجًا يشبه راؤول جونزاليس أو رود فان نيستلروي، وهو ما جعله خيارًا مثاليًا لتنوع الأساليب الهجومية، خصوصًا في المباريات التي تتطلب اختراق الدفاعات المغلقة.

وأهم ما يميز جونزالو هو أنه من أبناء كاستيا، يعلم جيدًا قيمة قميص ريال مدريد وتربى داخل جدران النادي ولن يحتاج إلى وقت طويل للتأقلم، فشاهدناه في المونديال يسجل الأهداف بمختلف الطرق، رأسيات واختراق لعمق دفاعات المنافسين ومتابعة لأخطاء الدفاع والحراس.

كل هذه المهارات لصاحب الـ21 عامًا، جعلتنا نتنظر ظهورًا كثيفًا للفتى الإسباني المميز في التشكيلة الأساسية لريال مدريد، حتى أن التقارير الصحفية ربطت بين ظهوره ورحيل مرتقب لمواهب أخرى مثل رودريجو جويس وإندريك، وتوظيف جديد للنجم الفرنسي كيليان مبابي، لكن ما حدث كان عكس المتوقع تمامًا.

منذ بداية الموسم الجاري، لعب ريال مدريد 4 مباريات، بواقع 360 دقيقة تقريبًا، كان من نصيب جونزالو جارسيا فيها 29 دقيقة فقط، ولم يسجل أي ظهور في التشكيلة الأساسية، بينما كان الاستعانة به فقط كبديل في الدقائق الأخيرة دائمًا من كل لقاء.

بل وصل الأمر في المباراة قبل الأخيرة أمام ريال مايوركا، أن دفع به تشابي ألونسو بديلًا لكيليان مبابي لمدة دقيقة واحدة فقط، بينما في مباراة سوسيداد الماضية لم تتح له تمامًا فرصة المشاركة وظل حبيسًا لدكة البدلاء.

وبالطبع 29 دقيقة في 3 مباريات ليست فترة كافية أو عادلة تمامًا لتقييم المهاجم الشاب الذي لا يزال يشق طريقه في ريال مدريد، ويحتاج إلى كثير من الوقت لإثبات ذاته، لكن هذا الاختفاء يثير الكثير من التساؤلات عن موقف المدرب تشابي ألونسو الذي بدا وكأنه تراجع عن رهانه السابق.

المثير للتساؤلات أن لاعبين آخرين في الخط الهجومي لريال مدريد، غير كيليان مبابي، حصلوا مع تشابي ألونسو على فرص ودقائق أكبر في المشاركة، مثل رودريجو الذي كانت إدارة الملكي ترحب برحيله في الصيف الماضي، شارك في مباراتين بإجمالي 81 دقيقة، ورغم ذلك لم يصنع أو يسجل.

لا شك أن سبب غياب جونزالو جارسيا، هو التألق اللافت للنجم الفرنسي وهداف الفريق الأول كيليان مبابي، الذي يتصدر حاليًا ترتيب هدافي الدوري الإسباني بـ4 أهداف، والأهم من ذلك أنه يلعب دور المنقذ في المباريات الأربع التي خاضها الملكي وحسمها سواء بأهدافه أو أدواره الهجومية المميزة.

صحيح أن ريال مدريد يجني حاليًا ثمار اعتماده بشكل شبه كامل على كيليان مبابي في قيادة الهجوم، لكن هذا الاعتماد المفرط يثير القلق، حيث يجعله عرضة للإصابات التي لطالما عانى منها كيليان سواء مع باريس أو منذ وصوله مدريد.

وفي هذا الوضع، فإن غياب البدائل الجاهزة مثل جونزالو جارسيا، قد يُكلف الفريق غاليًا في حال تكررت إصابات النجم الفرنسي، خصوصًا في ظل ضغط المباريات وتعدد البطولات.

خطة احتواء موهبة واعدة مثل جارسيا، كان من المفترض أن تضع النادي أمام خيارين، أولهما تركه للخروج معارًا إلى الأندية التي تستطيع تطوير هذه الموهبة وتعيده إلى الملكي بأفضل صورة، وبالفعل تقارير صحفية كشفت أن اللاعب كان قريبًا من الانتقال إلى خيتافي، لكن الصفقة تعثرت في اللحظات الأخيرة.

والخيار الآخر هو الاعتماد على جارسيا ضمن خطة مصممة خصيصًا للاستفادة من حماسه والدفعة المعنوية التي يمتلكها من خلال تخصيص دقائق متصاعدة له في الموسم الجديد، سواء في الدوري الإسباني أو مباريات مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا، وهذا ما لم يحدث ولم نره في حسابات الإدارة الفنية.

تشابي ألونسو حتى الآن لا يبدو أنه يسير في الطريق الصحيح بشأن التعامل مع هذه الموهبة المبشرة، والتي قد يكون مصيرها مثل لاعبين كثيرين ندم ريال مدريد على التفريط فيهم بسهولة.

وبالتأكيد، لا يرغب أي مدريدي أن يرى جونزالو جارسيا، موهبة ضائعة مثل أشرف حكيمي، مارتن أوديجارد أو حتى صامويل إيتو الذي تحول إلى الجانب الآخر وصنع مجدًا تاريخيًا مع برشلونة.