folrian-wirtz-liverpool-GFXGoal - GFX

الأرقام تقول "نعم" وجماهير ليفربول "لا" .. قبعة فلوريان فيرتس الذهبية مليئة بالألعاب السحرية "المخفية"!

في عالم كرة القدم، لا تُقاس قيمة اللاعب دائمًا بعدد الأهداف أو التمريرات الحاسمة، بل أحيانًا بما يقدمه خلف الكواليس داخل الملعب، وتحديدًا إذا لم يكن من أحد لاعبي الخط الهجومي، لكن مع تطور كرة القدم الحديثة أصبحت لغة الأهداف مسيطرة على عقول الجماهير بل والمحللين أحيانًا، حتى أن ذلك المعيار يظلم لاعبين كثيرين وأحيانًا يتجاوز الأمر إلى ظلمهم.

فلوريان فيرتس، الوافد الجديد إلى ليفربول بصفقة ضخمة بلغت 116 مليون إسترليني، يعيش تحت ضغط جماهيري وإعلامي هائل بسبب تواضع أرقامه الهجومية، ومع ذلك، تكشف إحصائية حديثة من "أوبتا" أن اللاعب الألماني يبرع في صناعة اللعب وخلق الفرص، حتى وإن لم تُترجم إلى أهداف مباشرة.

فهل نحن بصدد ظلم موهبة تحتاج فقط إلى الوقت ودفعة قوية من زملائه؟ أم أن فيرتس لا يرقى لتوقعات الصفقة التاريخية فعلًا؟ السطور التالية نحاول في النسخة العربية من "GOAL"، تفكيك الصورة المعقدة للاعب الذي يقف في قلب الجدل..

  • Liverpool v Bournemouth - Premier LeagueGetty Images Sport

    فيرتس صفقة مدوية لم تنفجر بعد في الأنفيلد

    فيرتس، الذي انتقل إلى ليفربول في يونيو الماضي قادمًا من باير ليفركوزن مقابل 116 مليون جنيه إسترليني، شارك أساسيًا في 6 مباريات من أصل عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه لم ينجح حتى الآن في تقديم الأرقام التي جعلته أفضل لاعب في الدوري الألماني الموسم الماضي.

    فمع فريق باير ليفركوزن في الموسم الماضي، لعب فيرتس 45 مباراة وقدم خلالها 31 مساهمة تهديفية بواقع (16 هدفًا) و(15 تمريرة حاسمة)، وهو ما جعل الجميع ينتظر وصول نجم فوق العادة مع ليفربول من الموسم الأول، خصوصًا أن الريدز أيضًا دعم صفوفه بصفقات أخرى نارية وقام بميركاتو استثنائي جعل الفريق أشبه بفريق الأحلام ورفع سقف طموحات وأحلام الجماهير إلى عنان السماء.

    لكن المفاجأة أن فيرتس أحبط غالبية التوقعات بشأن الأداء الفردي، ويأتي ذلك أيضًا في ظل تراجع جماعي لأداء الفريق تحت قيادة المدرب آرني سلوت، حيث خسر "الريدز" أربع مباريات متتالية في الدوري، وست من آخر سبع مواجهات في جميع المسابقات.

  • إعلان
  • إحصائية أوبتا تنصف فلوريان فيرتس قليلًا

    رغم الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها فلوريان فيرتس منذ انتقاله إلى ليفربول في الصيف المنصرم، إلا أن إحصائية حديثة من "أوبتا" تكشف جانبًا مشرقًا في أداء اللاعب على مستوى دوري أبطال أوروبا، بعد 4 مباريات خاضها مع الريدز بواقع 342 دقيقة، وصنع خلالها تمريرتين حاسمتين أمام آينتراخت فرانكفورت.

    ونشرت شبكة الإحصائيات العالمية، مجموعة أرقام توضح أن الألماني فلوريان فيرتس يتصدر أو يتقاسم حاليًا الصدارة في ثلاث فئات مفتاحية من اللعب المفتوح هذا الموسم:

    •      الفرص المُصنّعة: 16 فرصة (الأكثر - بالتساوي مع لاعب آخر).

    •      الأهداف المتوقعة من التمريرات (Expected Assists): 2.1 (الأول)

    •      الفرص الكبيرة المُصنّعة: 4 فرص (الأكثر - بالتساوي).

    هذه الأرقام تعكس قدرة فيرتس على صناعة اللعب وخلق الفرص، حتى وإن لم تُترجم إلى أهداف مباشرة في سجله الشخصي.

  • فيرتس ضحية الصفقة الضخمة مع موسم مذبذب لليفربول

    الضغوط التي يواجهها فيرتس لا تنبع فقط من أدائه، بل من حجم الصفقة التي جلبته إلى أنفيلد، فمبلغ 116 مليون إسترليني واحتلاله قمة الصفقات الأغلى في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، يضع اللاعب تحت المجهر في كل مباراة، خاصة في ظل موسم غير مستقر يعيشه ليفربول، حيث تتذبذب النتائج ويغيب الانسجام في بعض الفترات.

    فيرتس شارك في 15 مباراة مع الفريق، سجل خلالها 0 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة فقط، وهي أرقام لا تتناسب مع التوقعات التي صاحبت انتقاله.

    لكن فيرتس ليس أول لاعب يدخل البريميرليج محاطًا بهالة إعلامية وتوقعات عالية، ثم يجد نفسه في مرمى الانتقادات. قبله، واجه العديد من النجوم نفس المصير، أبرزهم روميلو لوكاكو الذي عاد إلى تشيلسي مقابل أكثر من 110 ملايين يورو، لكنه فشل في إثبات نفسه وعاد إلى إنتر الإيطالي بعد موسم واحد.

    كذلك، بول بوجبا الذي عاد إلى مانشستر يونايتد بصفقة قياسية من يوفنتوس، لكنه لم يقدم الأداء المنتظر رغم موهبته الكبيرة، وهناك أيضًا نيكولاس بيبي، جناح آرسنال، جاء من ليل الفرنسي مقابل 72 مليون جنيه إسترليني، لكنه لم ينجح في فرض نفسه على التشكيلة الأساسية.

    وحتى جاك جريليش، رغم تحسنه لاحقًا، واجه انتقادات واسعة في موسمه الأول مع مانشستر سيتي بعد انتقاله من أستون فيلا مقابل 100 مليون جنيه، قبل أن يغادر النادي السماوي ويبحث عن ذاته مرة أخرى من بوابة إيفرتون.

    هذه النماذج تؤكد أن الصفقات الكبرى لا تضمن النجاح الفوري، وأن التأقلم مع ضغط الجماهير، أسلوب اللعب، وتوقعات الإعلام قد يحتاج إلى وقت أطول مما يتخيله البعض.

  • Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

    فلوريان فيرتس ليس مظلومًا أيضًا

    ورغم الإحصائيات التي تنصفه على مستوى صناعة اللعب، إلا أن فيرتس لا يُعفى تمامًا من المسؤولية، فاللاعب أهدر عدة فرص محققة، في وقت يظهر فيه زملاؤه مثل أليكسيس ماك أليستر ودومينيك سوبوسلاي بفاعلية أكبر أمام المرمى، فنجد أن لاعب الوسط المجري له 7 مساهمات تهديفية (5 تمريرات حاسمة وهدفين) بينما الأرجنتيني له تمريرتين حاسمتين وسجل هدفًا وزنه من ذهب منح الريدز فوزًا غاليًا على ريال مدريد في المباراة الأخيرة.

    حتى ريان جرافنبرخ، الذي يميل أكثر إلى الأدوار الدفاعية ولعب 4 مباريات أقل من فيرتس، استطاع أن يضع 5 مساهمات تهديفية (3 أهداف وتمريرتين حاسمتين)، وهذا التفاوت يطرح تساؤلات حول قدرة فيرتس على استغلال الفرص بنفس الكفاءة التي يصنع بها لغيره.

  • فيرتس يحتاج إلى الوقت للتأقلم والرد على المشككين

    في النهاية، لا يمكن الحكم النهائي على فيرتس قبل حتى أن يصل إلى منتصف الموسم، فاللاعب الألماني صاحب الـ22 عامًا، لا يزال في طور التأقلم مع أسلوب اللعب في الدوري الإنجليزي، ومع ضغط الجماهير والإعلام وهو أمر لا يمكن إغفاله تمامًا. 

    والإحصائيات تشير إلى أن فيرتس يملك أدوات صناعة الفارق، لكن ترجمتها إلى نتائج ملموسة تحتاج إلى وقت وثقة، لذلك نقولها بثقة إن الرد على المشككين قد لا يأتي بالأرقام فقط، بل بالثبات الذهني والتطور التدريجي في الأداء.