Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

وسط ثورة جماهير ليفربول .. الحقيقة وراء رفض محمد صلاح مصافحة أرنولد بعد موقعة الأنفيلد

في ليلة أوروبية مشحونة بالعواطف والذكريات، شهد ملعب "أنفيلد" حدثًا استثنائيًا خلال مواجهة ليفربول وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، حيث عاد  النجم الإنجليزي ترنت ألكساندر-أرنولد إلى معقله القديم لأول مرة بقميص الفريق الملكي، ليواجه زملاء الأمس وجماهير لطالما تغنت باسمه.

أرنولد، الذي نشأ في أكاديمية ليفربول منذ سن السادسة، وارتدى قميص الفريق الأول لسنوات، عاد إلى أرضه ولكن هذه المرة كخصم، في مشهد جمع بين الحنين والاحتراف، وأثار مشاعر متباينة بين جماهير "الريدز" التي لم تنسَ رحيله المفاجئ في الصيف الماضي.

  • FBL-EUR-C1-LIVERPOOL-REAL MADRIDAFP

    جماهير ليفربول تهتف ضد ألكساندر أرنولد

    ترددت صيحات الاستهجان في أنفيلد عندما دخل المدافع السابق لليفربول ألكساندر أرنولد الملعب في أنفيلد، ليحل محل أردا جولر في الدقيقة 82 من المباراة التي خسرها ريال مدريد 1-0.

     وكانت هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها الظهير الإنجليزي مباراة في أنفيلد منذ ظهوره مع الريدز في مباراتهم الأخيرة في موسم 2024-25 ضد كريستال بالاس.

    اختار ألكساندر أرنولد مغادرة ليفربول عند انتهاء عقده، على الرغم من أن ريال مدريد دفع 10 ملايين يورو (8 ملايين جنيه إسترليني/11 مليون دولار) لإطلاق سراحه مبكرًا حتى يتمكن من اللعب مع الفريق الأبيض في كأس العالم للأندية. قبل مباراة الثلاثاء الأوروبية، تم وصف الإنجليزي بـ"الجرذ" وتم تخريب جداريته الشهيرة في ليفربول.

  • إعلان
  • شائعات حول جفاء العلاقة بين أرنولد وصلاح

    عقب صافرة النهاية، انتشرت شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن محمد صلاح تجاهل مصافحة زميله السابق أرنولد، في إشارة إلى توتر محتمل بين النجمين بسبب انتقال أرنولد إلى ريال مدريد.

    مقاطع الفيديو التي نشرتها بعض الصحف الإنجليزية أظهرت لحظة بدا فيها صلاح وكأنه يتجنب التحية ويدير ظهره عندما رأى أرنولد قادمًا إليه، ما أثار موجة من التكهنات حول طبيعة العلاقة بينهما.

  • الحقيقة: أرنولد وصلاح تصافحا بعد اللقاء

    لكن الحقيقة سرعان ما ظهرت، حيث التقطت عدسات الإعلام مشهدًا واضحًا لصلاح وأرنولد وهما يتصافحان بحرارة بعد المباراة، في لقطة بددت كل الشائعات وأكدت أن الاحترام المتبادل لا يزال قائمًا بينهما.

    هذا اللقاء الودي بين النجمين جاء ليؤكد أن ما يجمعهما أكبر من خلافات انتقال أو منافسة مؤقتة، خصوصًا أن النجم المصري كان داعمًا لأرنولد في خطوة انتقاله إلى ريال مدريد ودافع عنه في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس"، معربًا عن حزنه من ردة فعل الجماهير تجاه الظهير الإنجليزي، وشد على ضرورة تقدير اللاعب لما قدمه للنادي على مدار السنوات الماضية.

    وقال صلاح آنذاك: "أشعر بالأسف لسماع صيحات الاستهجان ضده، أرنولد قدم كل ما لديه من أجل هذا النادي، ويستحق أن يُعامل بأفضل طريقة ممكنة من جماهير ليفربول. تخيل أن شخصًا خدم النادي لعشرين عامًا يُقابل بهذا الشكل، من غير المقبول ألا يحظى بوداع يليق بما قدمه".

    ودعا صلاح الجماهير إلى منح أرنولد دعمًا لائقًا خلال المباريات المتبقية، مؤكدًا: "أتمنى أن يتغير هذا الوضع، لأنه يستحق لحظة وداع مميزة".

    وحول ما إذا كان قد حاول إقناع أرنولد بالبقاء، نفى صلاح ذلك تمامًا، مشيرًا إلى أن القرار شخصي ولا يتدخل في اختيارات زملائه: "البقاء أو الرحيل بعد كل هذه السنوات قرار صعب، واحترامه واجب. لم أحاول التأثير عليه، لكنني أدرك أنه قد يكون بحاجة إلى تحد جديد".

  • صلاح وأرنولد .. صداقة قوية وشراكة ناجحة

    العلاقة بين محمد صلاح وأرنولد خلال فترة لعبهما سويًا في ليفربول، لطالما كانت نموذجًا للصداقة والشراكة الناجحة داخل الملعب.

    فقد شكّلا معًا ثنائيًا هجوميًا فعالًا في ليفربول، حيث ساهم أرنولد بتمريراته الدقيقة في العديد من أهداف صلاح، وكانا من أبرز عناصر الفريق الذي توج بدوري أبطال أوروبا عام 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز عامي 2020 و2025.

    ورغم انتقال أرنولد إلى ريال مدريد، لا تزال العلاقة بينهما قائمة على الاحترام والتقدير، وهو ما ظهر جلياً في لقاء أنفيلد الأخير، حيث يعكس هذا المشهد الإنساني الوجه الآخر لكرة القدم، لتبقى الروابط الشخصية أقوى من المنافسات، وتظل الذكريات المشتركة بين اللاعبين جزءاً لا يُنسى من تاريخهم الرياضي.

  • Liverpool FC v Real Madrid C.F. - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

    بداية صعبة لأرنولد في مدريد

    على الجانب الآخر، نجد أن ألكساندر-أرنولد عانى من بداية أصعب بكثير في مدريد، حيث لم يشارك خريج أكاديمية ليفربول سوى في مباراتين بشكل أساسي مع فريق تشابي ألونسو حتى الآن، وكان لاعباً ثانوياً خلف داني كارباخال في بداية الموسم.

    كما أعاقته إصابة في أوتار الركبة من المشاركة في المباريات الماضية، لكنه مستعد الآن للعب مع الفريق بعد أن تم استبعاد كارباخال حتى العام الجديد بسبب إصابة خطيرة في الركبة.

    ويأمل اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا أن يبدأ في مركز الظهير الأيمن عندما يزور ريال مدريد رايو فاييكانو يوم الأحد.