Gennaro Gattuso Federico ChiesaGetty

"إنها مشكلته وحده" .. جاتوزو يُعلق بحذر على غياب كييزا المثير للجدل عن منتخب إيطاليا

وجه المدرب جينارو جاتوزو، المدير الفني للمنتخب الإيطالي انتقادات لاذعة بشأن مستقبل فيديريكو كييزا مع "الآتزوري"، بعدما رفض جناح ليفربول الانضمام إلى معسكر منتخب بلاده في مناسبتين متتاليتين.

وتأتي تصريحات جاتوزو في وقت يستعد فيه المنتخب لخوض مباريات فاصلة مصيرية ضمن تصفيات كأس العالم 2026، حيث تثير انسحابات كييزا المتكررة حالة من الجدل وتزيد من حدة التوتر داخل أروقة المنتخب قبل المواجهة المرتقبة في مارس المقبل.

  • غياب كييزا المتكرر من منتخب إيطاليا

    تدخل إيطاليا مرحلة حاسمة في طريقها نحو التأهل لكأس العالم 2026، حيث تستعد لخوض مباريات الملحق وسط أجواء مشحونة بسبب الجدل المتواصل حول فيديريكو كييزا.

    جناح ليفربول، الذي يعيش فترة مميزة مع ناديه بتسجيله هدفين وصناعته ثلاث تمريرات حاسمة، واصل رفضه الانضمام إلى معسكر المنتخب الوطني رغم جاهزيته الفنية.

    ومنذ توليه المسؤولية هذا العام، حاول المدرب جينارو جاتوزو دمج كييزا في صفوف "الأتزوري"، إلا أن اللاعب انسحب أربع أو خمس مرات من معسكرات مختلفة، بما في ذلك التصفيات الأخيرة أمام مولدوفا والنرويج.

    ويعود آخر ظهور لكييزا بقميص المنتخب إلى بطولة يورو 2024، حين خرجت إيطاليا من دور الستة عشر أمام سويسرا، في هزيمة أثارت موجة واسعة من الانتقادات داخل البلاد.

    ومع اقتراب المواجهات الفاصلة أمام إيرلندا الشمالية في نصف النهائي، ثم احتمال مواجهة ويلز أو البوسنة والهرسك في النهائي، بات غياب كييزا قضية رئيسية تلقي بظلالها على استعدادات المنتخب. 

    هذا الوضع المتوتر مهد الطريق لتعليقات جاتوزو الأخيرة التي جاءت حادة، معبرة عن استياء متزايد من انسحابات اللاعب المتكررة.

  • إعلان
  • Federico Chiesa LiverpoolGetty Images

    رسالة جاتوزو صريحة بشأن وضع كييزا

    لم يُخفِ جاتوزو استياءه عند سؤاله عن إمكانية عودة كييزا للمشاركة في التصفيات المقبلة المؤهلة لكأس العالم 2026، مؤكداً عبر تصريحات لـ"سكاي سبورت" أن المشكلة لا تتعلق بالجهاز الفني بل باللاعب نفسه. 

    وقال المدرب الإيطالي: "أستدعي كييزا في كل مرة وأتحدث معه باستمرار، لكن القرار يبقى عنده. هذه ليست مشكلتي ولا مشكلة الطاقم الفني، إنها مشكلته هو".

    وفي تصريحات سابقة هذا الشهر، أوضح جاتوزو أنه يتواصل بشكل متكرر مع جناح ليفربول، مشددًا على ضرورة احترام قرارات اللاعبين وظروفهم الخاصة، وأضاف: "نعرف جيدًا ما نقوله لبعضنا البعض، وعليّ احترام ما يقوله لي كييزا. لا أستطيع أن أضيف شيئاً آخر".

    وأكد جاتوزو مجددًا أن انسحاب كييزا من المعسكرات جاء بقرار شخصي، مشيرًا إلى أنه اضطر لتكرار نفس التوضيح أربع أو خمس مرات، في ظل استمرار الجدل حول غياب اللاعب عن المنتخب.

  • إيطاليا في مسار ملحق ضاغط بدون نجمها

    تصريحات جاتوزو تسلط الضوء على قلق استراتيجي أعمق لإيطاليا في الوقت الذي يستعدون فيه لشهر مارس الحاسم، فالجناح السابق ليوفنتوس هو أحد أفضل المواهب الهجومية في البلاد، وأداؤه في ليفربول، بما في ذلك جائزة لاعب الشهر في سبتمبر، يظهر أنه لا يزال يؤثر في المباريات حتى بدون بداية منتظمة. 

    ويزيل قرار كييزا المتكرر برفض الانضمام للمنتخب الوطني خيارًا تكتيكيًا رئيسيًا للأتزوري في وقت يعانون فيه من نقص الإبداع والاستمرارية.

    إيطاليا أنهت المرحلة التأهيلية في المركز الثاني خلف النرويج وتعرضوا للهزيمة 4-1 من نفس الخصم في مباراتهم الأخيرة في المجموعة، مما يبرز عدم الاستقرار الذي يستمر في متابعة المنتخب.

    وبدون تواجد كييزا، يجب على جاتوزو الاعتماد على لاعبين أجنحة أقل خبرة أو ديناميكية إذ تدخل إيطاليا في مسار ملحق ضاغط، وهو مسار لطالما كان مزعجًا للأتزوري في التاريخ.

  • Gennaro Gattuso(C)Getty Images

    إيطاليا تحول تركيزها إلى مواجهة أيرلندا الشمالية

    تتجه الأنظار إلى المواجهة المرتقبة بين إيطاليا وأيرلندا الشمالية في نصف نهائي الملحق المؤهل لكأس العالم 2026، والمقرر إقامتها في 26 مارس المقبل. 

    ويصف جاتوزو خصمه بأنه فريق قوي وبدني لا يعرف الاستسلام، مؤكداً أن "الأتزوري" يدرك منذ أشهر أن طريقه نحو المونديال يمر عبر التصفيات وأن عليه تحسين مساره بثقة وإصرار.

    وفي حال تجاوز المنتخب الإيطالي عقبة أيرلندا الشمالية، سيجد نفسه أمام اختبار أكثر صعوبة خارج أرضه ضد الفائز من مواجهة ويلز والبوسنة والهرسك، وذلك بعد خمسة أيام فقط من نصف النهائي. 

    هذا الجدول المضغوط يزيد من أهمية كل تفصيلة في التحضيرات، ويجعل غياب جناح ليفربول فيديريكو كييزا أكثر تأثيرًا على القوة الهجومية للفريق.

    ومع اقتراب شهر مارس، يترقب الشارع الرياضي الإيطالي ما إذا كان "الأتزوري" قادرًا على تأمين بطاقة العبور إلى كأس العالم رغم افتقاده أحد أبرز نجومه الهجوميين.