Mohamed Salah Hazard GOAL ONLYGOAL AR

هازارد يغير موقفه تجاه محمد صلاح .. "وريثه البارد" وضعه بين خيانة الصداقة والحنين للماضي!

في عالم كرة القدم، لا تُقاس العلاقات بين اللاعبين فقط بالأهداف والتمريرات، بل بالمواقف والتصريحات التي تكشف ما وراء الكواليس، وبين إيدين هازارد ومحمد صلاح، لطالما سادت علاقة ود واحترام متبادل، بدأت في أروقة تشيلسي واستمرت رغم اختلاف المسارات.

لكن تصريحًا واحدًا من النجم البلجيكي السابق، قلب المعادلة وأثار تساؤلات حول تحول مفاجئ في موقفه من صلاح، بعد أن فضّل عليه الفتى الشاب كول بالمر، في مقارنة أثارت الجدل بين جماهير ليفربول وتشيلسي على حد سواء.

هل هو رأي فني عابر؟ أم محاولة لمغازلة جماهير البلوز؟ وهل تتأثر العلاقة بين النجمين بهذا التصريح؟ في السطور التالية تجيب النسخة العربية من "GOAL" عن هذه التساؤلات..

  • Liverpool v Chelsea - Carabao Cup Third RoundGetty Images Sport

    هازارد وصلاح .. صداقة بدأت من تشيلسي ولم تنته!

    منذ أن جمعتهما غرفة الملابس في نادي تشيلسي الإنجليزي مطلع العقد الماضي، تحديدًا في 2014، نشأت علاقة ودية بين النجم البلجيكي إيدين هازارد والمصري محمد صلاح داخل قلعة "ستامفورد بريدج".

    ورغم أن صلاح لم يحظَ بفرصة حقيقية لإثبات نفسه بقميص تشيلسي، إلا أن هازارد كان من أوائل من أشادوا بموهبته، حتى بعد رحيله إلى فيورنتينا ثم تألقه اللافت مع روما وليفربول لاحقًا.

    في أكثر من مناسبة، عبّر هازارد عن إعجابه بصلاح، بل وفضّله على لاعبين كبار، حتى على نفسه في بعض التصريحات.

    ففي مقابلة سابقة، حين سُئل عن أفضل لاعب أفريقي في التاريخ، لم يتردد في اختيار صلاح، مشيدًا بثبات مستواه وقدرته على الحسم في المباريات الكبرى.

    كما وصف هازارد، صديقه صلاح بأنه "آلة تهديفية لا تتوقف"، مؤكدًا أنه يستحق كل الجوائز التي نالها، وعندما سئل أيضًا: "من الأفضل أنت أم محمد صلاح؟"، رد بدون تردد: صلاح أفضل بفارق كبير".

    هذه العلاقة لم تكن مجرد مجاملة إعلامية، بل امتدت إلى دعم متبادل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتبادل التهاني في المناسبات الكروية، ما جعل الجماهير ترى فيهما نموذجًا لصداقة كروية نادرة، تتجاوز حدود المنافسة والقمصان المختلفة.

  • إعلان
  • هل تغيرت قناعات هازارد، أم أنها محاولة لمغازلة جماهير تشيلسي؟

    تصريحات هازارد الأخيرة أثارت جدلًا واسعًا، بعد أن ظهر في مقابلة ترويجية مع الحساب الرسمي للدوري الإنجليزي الممتاز، وخُيّر بين كول بالمر ومحمد صلاح كأفضل مراوغ في البريميرليج، ليختار بالمر دون تردد.

    هذا الاختيار بدا مفاجئًا، ليس فقط لأنه يتناقض مع مواقفه السابقة، بل لأنه جاء في وقت يتألق فيه صلاح بشكل لافت، ويقود ليفربول في سباق المنافسة على اللقب.

    العديد من المتابعين اعتبروا أن هازارد يحاول مغازلة جماهير تشيلسي، خصوصًا بعد اعتزاله وابتعاده عن الأضواء، وربما يسعى للعودة إلى النادي في دور إداري أو فني مستقبلي، حيث لا يزال في العقد الثالث من عمره.

    اختيار بالمر، الذي يُعد أحد أبرز نجوم تشيلسي والكرة الإنجليزية في الوقت الحالي، يحمل دلالة رمزية، وكأنه يقول للجماهير: "أنا ما زلت وفيًا للبلوز".

    لكن البعض الآخر رأى في تصريح هازارد مجرد رأي فني، نابع من إعجابه بأسلوب بالمر في المراوغة، الذي يشبه إلى حد كبير أسلوبه هو في أيام تألقه، حيث يتمتع الفتى الإنجليزي بخفة حركة، وقدرة على اختراق الدفاعات، ويميل إلى اللعب الحر، وهي صفات لطالما ميزت هازارد عن غيره.

  • Eden Hazard Real Madrid 2019-20Getty Images

    صلاح وهازارد .. تجمعا في تشيلسي وتغيرت المصائر تمامًا!

    حين انضم محمد صلاح إلى تشيلسي في يناير 2014، كان هازارد النجم الأول للفريق، وواحدًا من أبرز لاعبي الدوري الإنجليزي، فصلاح، القادم من بازل السويسري، كان يطمح لإثبات نفسه، لكن الظروف لم تكن في صالحه.

    ولم يحصل النجم المصري على دقائق كافية، وواجه منافسة شرسة من لاعبين مثل ويليان وأوسكار، إلى جانب هازارد نفسه، ليقرر الفرعون المصري الرحيل سريعًا إلى الدوري الإيطالي، وهناك أعاد بناء مسيرته، قبل أن يعود إلى إنجلترا من بوابة ليفربول، ويصبح أحد أعظم اللاعبين في تاريخ النادي.

    أما هازارد، فواصل تألقه مع تشيلسي حتى 2019، ثم انتقل إلى ريال مدريد في صفقة ضخمة بلغت 120 مليون يورو، لكنه لم يحقق النجاح المنتظر، وانتهت مسيرته هناك بالإصابات والتراجع.

    اليوم، صلاح لا يزال في قمة عطائه، يقود ليفربول ويكسر الأرقام القياسية، بينما هازارد أعلن اعتزاله في صيف 2023، بعد مسيرة حافلة لكنها انتهت بهدوء.

    المفارقة أن اللاعب المصري الذي لم يُمنح فرصة في تشيلسي تفوق على نجم الفريق السابق، وأصبح رمزًا عالميًا للنجاح والإصرار.

  • Chelsea FC v Liverpool FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    كول بالمر "النجم البارد" يتوهج في تشيلسي!

    في خضم هذا الجدل، جاء أداء كول بالمر منذ بداية الموسم ليضيف بعدًا جديدًا للقصة، فاللاعب الشاب، القادم من مانشستر سيتي، أثبت نفسه سريعًا في تشيلسي، وساهم في تتويج الفريق بكأس العالم للأندية على حساب باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة، كان نصيبه منها هدفان.

    ولم يتوقف بالمر عن ذلك التألق، فمنذ بداية الموسم لعب مع تشيلسي 10 مباريات في مختلف المسابقات، سجل خلالها 5 أهداف وصنع تمريرتين حاسمتين وأربك دفاعات الريدز بتحركاته الذكية ومراوغاته الدقيقة.

    هذا الأداء جعل الجماهير تتساءل: هل كان هازارد محقًا في اختياره؟ وهل أصبح بالمر بالفعل الوريث الشرعي لأسلوب هازارد في تشيلسي؟ الأكيد أن اللاعب الشاب يملك إمكانيات كبيرة، ويبدو أنه يسير بخطى ثابتة نحو النجومية، لكن المقارنة مع صلاح تبقى محفوفة بالتحديات، نظرًا لما قدمه النجم المصري من إنجازات فردية وجماعية.

    في النهاية، يبقى تصريح هازارد مثيرًا للجدل، ويعكس ربما تحولًا في رؤيته الفنية، أو رغبة في إعادة التواصل مع جماهير تشيلسي، أما العلاقة بينه وبين صلاح، فرغم التباين في التصريحات، تظل قائمة على الاحترام المتبادل، والتاريخ المشترك الذي جمعهما في بداية الطريق.