joan-laporta-aleksander-ceferin-barcelona GFXGoal-social

بوجه "الخائن" وسوط إنجليزي .. تشيفرين يفرض نفوذه الكامل على برشلونة ويقبل استسلام لابورتا!

في مشهد رمزي يحمل دلالات سياسية ورياضية عميقة، اختار رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكساندر تشيفرين مباراة برشلونة ضد باريس سان جيرمان للعودة إلى ملعب "مونتجويك"، بعد غياب دام نحو خمس سنوات عن حضور مباريات الفريق الكتالوني.

وأمام أعين المسؤول الأول في الاتحاد الأوروبي، سقط برشلونة بهزيمة قاسية أمام باريس سان جيرمان (1-2) على ملعب "مونتجويك"، ضمن منافسات الجولة الثانية من مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا 2025-2026.

الزيارة لم تكن عادية، بل جاءت محمّلة برسائل واضحة، أبرزها أن اليويفا لا يزال يمسك بزمام الأمور، وأن مشروع "السوبر ليج" قد دُفن نهائيًا، بينما في الجانب الآخر يرى برشلونة وأنصاره أن الزيارة وحدها لم تكن الدليل الوحيد حول نوايا تشيفرين بفرض نفوذه على النادي الكتالوني، بل إن هناك عوامل أخرى صاحبت تلك الزيارة للتأكيد على انتصار السلوفيني.

هذه العوامل ذكرها، الكاتب الصحفي إيفان سان أنطونيو في مقال نشر على صحيفة "سبورت" الكتالونية، حيث يرى أنها كافية لتوضيح اتجاهات الاتحاد الأوروبي بقيادة تشيفرين للضغط على برشلونة ورسم حدود صارمة للأندية الكبيرة داخل القارة، وهو ما نحلله في السطور التالية..

  • FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    فيجو وتشيفرين .. رسائل سياسية خلف الكواليس!

    تشيفرين لم يكن وحده في المنصة الرسمية، بل رافقه النجم البرتغالي السابق لويس فيجو، أحد أكثر الشخصيات المكروهة لدى جماهير برشلونة، بعد انتقاله التاريخي إلى ريال مدريد، والذي صنف كأبشع خيانة في تاريخ النادي الكتالوني، وذلك في خطوة اعتُبرت استفزازية ومدروسة من قبل رئيس الاتحاد الأوروبي.

    وجود لويس فيجو في ملعب "مونتجويك"، بصفته سفيرًا لليويفا، إلى جانب رئيس برشلونة جوان لابورتا، الذي كان أحد أبرز داعمي مشروع السوبر ليج إلى جانب فلورنتينو بيريز، عكس نوعًا من "الصلح القسري"، أو بالأحرى علامة على "هزيمة سياسية" اضطر لابورتا لقبولها.

    في المقابل، يبدو أن رئيس برشلونة استسلم لتلك الهزيمة، عندما أعلن أن النادي سيستقبل فيجو بكل احترام، رغم الجدل التاريخي حول انتقاله إلى ريال مدريد، وقال: "فيجو كان لاعبًا في برشلونة، ونتذكر الليالي المجيدة التي قدمها لنا. لقد اتخذ قراره بالرحيل، لكن الحياة مضت وتطورت. هو الآن عضو في اليويفا وسنستقبله بكل الاحترام الواجب".

    ورغم ذلك لم يكن رد فعل جماهير برشلونة على هذا التصرف متسقًا مع ما أعلنه لابورتا، على الإطلاق، حيث أطلقت وصلة سباب جماعي تجاه فيجو بين شوطي اللقاء، ووصلت إلى الهتاف ضده: "هذا البرتغالي .. ابن العاهرة" لمدة دقيقتين.

  • إعلان
  • FC Barcelona v Deportivo Alaves - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    غرامة مالية .. ورسالة تحكم مباشر في برشلونة!

    الاتحاد الأوروبي كان قد فرض غرامة مالية ضخمة على برشلونة بلغت 60 مليون يورو بسبب خروقات في قانون اللعب المالي النظيف، لكن تشيفرين، الذي وصفه البعض بـ"المتسامح العظيم"، خفّض الغرامة إلى 15 مليون يورو، مع الإبقاء على التهديد باستكمال العقوبة في أي وقت.

    هذه الخطوة اعتُبرت ذكية من الناحية الإدارية، لكنها تحمل طابعًا سياسيًا من الدرجة الأولى، إذ تُبقي إدارة برشلونة –التي تعاني في الأساس من أزمات مالية متلاحقة - تحت ضغط دائم، خصوصًا في ظل حاجتها لموافقة اليويفا للعودة إلى ملعب "سبوتيفاي كامب نو" والتي ستحسن كثيرًا من أوضاع النادي ماديًا.

  • FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    الحكم الإنجليزي سوط "يويفا" على برشلونة!

    جماهير برشلونة أيضًا رأت أن قرار تعيين الحكم الإنجليزي مايكل أوليفر لإدارة المباراة أمام باريس سان جيرمان لم يكن قرارًا عشوائيًا، إذ سبق له أن أثار الجدل في مباريات سابقة كان النادي الكتالوني طرفًا فيها.

    وبالفعل، شكل وجود أوليفر في اللقاء حالة عداء لدى جماهير برشلونة، التي رأت أنه تحامل على الفريق في بعض القرارات وجامل المنافس، منها تجاهل احتساب ركلة جزاء في الشوط الأول للبارسا ورفضه إشهار البطاقة الصفراء الثانية في نونو مينديش في تدخل خشن على قدم لامين يامال، حتى يتجنب طرده، وذلك بحسب مشجعي برشلونة.

    حتى أن اختيار البرتغالي نونو مينديش لاعب باريس سان جيرمان كأفضل لاعب في المباراة، رغم ارتكابه مخالفة تستحق الطرد خلال اللقاء، أثار تساؤلات حول حيادية الجوائز والقرارات التحكيمية.

  • الواقع: برشلونة في موقف ضعف أمام يويفا!

    في ظل هذه المعطيات، بدا برشلونة في موقف ضعيف، مضطرًا لقبول شروط اليويفا، سواء على المستوى المالي أو الرمزي. فحضور تشيفرين وفيجو، وتعيين حكم مثير للجدل، ومنح الجوائز للاعبي الخصم، كلها عناصر تُظهر أن الاتحاد الأوروبي أراد أن يُثبت سلطته، ويُرسل رسالة واضحة مفادها: "نحن من يقرر، ونحن من نُسيّر اللعبة".

    بهذه الزيارة، يكون تشيفرين قد أعاد ترتيب أوراق السلطة في كرة القدم الأوروبية، وأثبت أن اليويفا لا يزال الطرف الأقوى، وأن أي محاولة للتمرد، كما حدث مع مشروع السوبر ليج، ستُقابل برد حازم، سياسيًا وماليًا، وربما حتى تحكيميًا.

  • النتيجة: برشلونة يراجع موقفه من مشروع "السوبر ليج"!

    وفي تطور واضح وسريع لهذه الأحداث، كشفت إذاعة "RAC1" الكتالونية عن تحول جذري في موقف نادي برشلونة تجاه مشروع دوري السوبر الأوروبي، الذي لطالما دافع عنه رئيس النادي جوان لابورتا إلى جانب رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز.

    ووفقًا للتقارير، فإن إدارة النادي الكتالوني تدرس بجدية الانسحاب من المشروع، في خطوة قد تترك ريال مدريد وحيدًا في مواجهة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA).

    الشرارة التي أثارت التكهنات حول هذا التحول وقعت خلال مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، والتي أُقيمت على ملعب مونتجويك، حيث شوهد رئيس برشلونة في المنصة الرسمية وهو يتبادل الضحك مع رئيس شيفرين ورئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي، وقد اعتُبرت هذه الصورة في أوساط مدريدية بمثابة "إشارة سياسية" تعكس نية برشلونة في إعادة بناء علاقته مع الاتحاد الأوروبي.

0