كشف المدافع الدولي الفرنسي السابق عادل رامي، المتوج بكأس العالم 2018، عن تفاصيل صادمة تتعلق بتعرضه لإهانات عنصرية خلال مسيرته الكروية في الدوري الفرنسي، مؤكدًا أنه سمع عبارات مسيئة من أحد اللاعبين الذين مثلوا ناديي أولمبيك مارسيليا ونيس.
AFP"كم مرة نادوني بالعربي القذر" .. عادل رامي يكشف تعرضه لإهانات عنصرية من لاعب أرجنتيني!
تصريحات رامي عن الإهانات العنصرية ضده
قال رامي في حديثه خلال بث مباشر عبر منصة "تويتش": "كم مرة نادوني بـ'العربي القذر'؟ في إحدى المرات في ليل، عندما كنت أملك سيارتي الخاصة، قال لي أحدهم: 'أعد السيارة أيها الوغد القذر'".
وأضاف: "قد أصدم البعض، لكن كان هناك مدافع لعب في مارسيليا ثم انتقل إلى نيس، تحدث الفرنسية بشكل جيد، ووجه لي هذه الإهانة مرتين أو ثلاث مرات قائلاً: (عربي قذر). لو كان هناك قدر أكبر من النضج حينها، لتم إيقاف هذا اللاعب لفترة طويلة".
تلميحات حول هوية اللاعب الأرجنتيني
وتابع رامي حديثه قائلًا: "لا أحب هذا اللاعب. إذا كنتم تحبونه، فاعلموا أنه لا يحبكم بطريقة ما. ليس هناك الكثير من المدافعين الأرجنتينيين الذين لعبوا لمارسيليا ونيس".
وبذلك، ترك رامي إشارات واضحة تسمح للجمهور والمتابعين بالتعرف على هوية اللاعب الذي يقصده، رغم أنه لم يذكر اسمه صراحة.
خلفية الحادثة في الدوري الفرنسي
رامي أوضح أن هذه الواقعة تعود إلى بداياته مع نادي ليل بين عامي 2006 و2011، حين واجه نيس في إحدى المباريات.
وفي عام 2020، كان قد تحدث عن الحادثة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: "في بداياتي مع ليل، كنت صغيراً جداً، وأحد اللاعبين وجه لي إهانة عنصرية وأعادها مرتين أو ثلاث مرات. ربما تهوري حينها أنقذ مسيرته .. كانت المباراة ضد نيس. أنا لا أهاجم النادي، بل شخصاً أو أكثر يستحقون أن يُدانوا".
عادل رامي ومواقف أخرى ضد لاعبين أرجنتينيين
لم تكن هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها رامي لاعبين من المنتخب الأرجنتيني، ففي عام 2022، انتقد بشدة الحارس إيميليانو "ديبو" مارتينيز بعد استفزازاته ضد كيليان مبابي عقب نهائي كأس العالم، عندما قام بحركة بذيئة بالقفاز الذهبي بعد استلامه مما جعله محط انتقادات الكثيرين حول العالم.
وقال رامي في تصريحات صحفية آنذاك: "إيميليانو مارتينيز هو أكبر عاهرة في كرة القدم وأكثر رجل مكروه في العالم، المغربي ياسين بونو هو من يستحق القفاز الذهبي لكأس العالم"
وانتقد عادل رامي منتخب الأرجنتين، مضيفا: "الأرجنتينيون لم يحتفلوا بالفوز بكأس العالم، ولكنهم يحتفلون بانتصارهم علينا".
كما أثار الجدل مجددًا في صيف 2024 عندما هاجم لاعبي الأرجنتين، وعلى رأسهم إنزو فرنانديز، بعد أن ظهروا في مقطع فيديو وهم يغنون أغنية ذات طابع عنصري ضد لاعبي المنتخب الفرنسي خلال احتفالاتهم بلقب كوبا أمريكا.عادل رامي بين فرنسا وإسبانيا ومغامرة إيطاليا
بدأ عادل رامي رحلته في عالم كرة القدم من بوابة الأندية المحلية في فرنسا، قبل أن يلفت الأنظار بموهبته الدفاعية الصلبة وقدرته البدنية الملفتة، حيث انضم إلى نادي ليل وهو في سن مبكرة، وهناك شق طريقه بثبات ليصبح أحد أبرز المدافعين الصاعدين في الكرة الفرنسية، حيث تمتّع بذكاء تكتيكي وشخصية قوية داخل الملعب، ما جعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية.
وشهد موسم 2010–2011 الذروة الأولى في مسيرة عادل رامي، حين ساهم بشكل بارز في قيادة ليل إلى تحقيق ثنائية الدوري الفرنسي وكأس فرنسا، حيث قدم آنذاك واحداً من أفضل مواسمه دفاعياً، وكانت مساهماته سبباً رئيسياً في صمود الفريق وقدرته على المنافسة، وفي ظب نجاحه محلياً فتح الباب لخطوة أكبر نحو الاحتراف خارج فرنسا.
انتقل رامي إلى نادي فالنسيا الإسباني، حيث وجد مساحة أكبر للاحتكاك بمستويات أعلى في الدوري الإسباني، إذ قدّم اللاعب الفرنسي خلال فترته الأولى مستويات جيدة، وترك بصمته في خط الدفاع بفضل قوته الهوائية وقدرته على بناء اللعب من الخلف، وعلى الرغم من بعض الخلافات الإدارية، فإن تجربة الليجا أضافت إلى مسيرته خبرة كبيرة على الصعيدين الفني والشخصي.
ومن ثم شدّ رامي الرحال إلى الدوري الإيطالي عبر بوابة ميلان، وهناك واصل تقديم أداء دفاعي ثابت، إذ تميز بصلابته واندماجه السريع مع أجواء الكالتشيو، قبل أن يختار لاحقاً العودة إلى الليجا عبر نادي إشبيلية.
كانت هذه العودة نقطة فاصلة، إذ أسهم مع الفريق الأندلسي في تحقيق لقب الدوري الأوروبي، ليثبت مجدداً قدرته على التأقلم والنجاح في مختلف البيئات الكروية.
وبعد ذلك، خاض رامي تجارب مختلفة بعد ذلك، متنقلاً بين عدة أندية مثل مارسيليا، فنربخشه، سوتشي، وأخيراً نادي تروا الفرنسي.