يوفنتوس ضد إنتر | الأتراك يداوون الجرح الإسباني في إيطاليا .. ظهور أفعى أورتن والدكة تقود المنبوذ لمطاردة إنجاز زيدان وباجيو!

من يتابع المصارعة الحرة، يعرف جيدًا "الأفعى" راندي أورتن، الشهير بحركة RKO، والذي امتاز بإنهاء الخصم بشكل مباغت، إلا أن ما شاهدناه في مباراة يوفنتوس وإنتر، يؤكد أن تلك الحركة ليست حكرًا على المصارعة فقط.

شعار اللقاء هو "الأهداف المُباغتة"، والتي كانت الحل المنطقي لسير المباراة التكتيكي، بين التنظيم الدفاعي لليوفي، والاعتماد على التحولات الهجومية السريعة، فيما ردّ الإنتر بالضغط والسيطرة على وسط الملعب، واللعب بسلاح العرضيات.

وبين هذا وذاك، شهد الديربي أهدافًا جاءت جميعها بطريقة مباغتة، وأكثر من رائعة، بين تسديدة خاطفة من لويد كيلي، منح بها التقدم ليوفنتوس، ليعكس سير المباراة الذي كان يتجه للضيوف، أو ثلاثة أهداف أخرى جاءت بتسديدات خارج منطقة الـ18.

ما يُعاب على يوفنتوس، هو اعتماده "الزائد" على الدفاع في الشوط الثاني، وذلك بعد تقدمه في أولى 45 دقيقة، الأمر الذي سمح للإنتر بزيادة الضغط، الذي ساهم في تحويل تأخره، لتقدم، ليقرر اليوفي العودة إلى صوابه، ويصبح الأكثر خطورة على مرمى سومر، حتى سجل التعادل وهدف الانتصار.

وبينما كان النتيجة تسير للتعادل، أكمل البديل فاسيلي أدزيتش سياسة الأهداف الخاطفة، بهدف صاروخي من خارج المنطقة، ليضعه في الزاوية اليسرى.

قبل شهر، كان الحديث حول إمكانية رحيل لويد كيلي قريبًا عن يوفنتوس، بعد 6 شهور فقط من قدومه من نيوكاسل، وهو الذي تم التعاقد معه كصفقة اضطرارية لتعويض إصابة جليسون بريمر، إلا أنه لم يقنع المدرب إيجور تيودور.

المدافع الإنجليزي صاحب الـ26 عامًا، ردّ بطريقته الخاصة، وأثبت أن بقاءه على مقاعد البدلاء في مباراة الإنتر في فبراير الماضي، كان خيرًا له، بعدما شارك في مباراة اليوم، ليسجّل هدفًا في أولى ديربي له أمام النيراتزوري.

هذا الهدف جعل كيلي ينضم لمصافّ الأساطير الذين سجلوا في أولى مشاركة في ديربي اليوفي والإنتر، ليسير على خطى زين الدين زيدان وتريزيجيه وإبراهيموفيتش وروبرتو باجيو وصامويل إيتو وسولي مونتاري ويورجن كلينسمان وكارل هاينز رومينيجه.

المثير في الأمر أن الهدف الذي أحرزه لويد كيلي، هو الأول له بقميص اليوفي في 22 مباراة رسمية، شارك فيها بالدوري الإيطالي والكأس ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، إلا أنه لم يسبق أن زار الشباك.

ديربي إيطاليا، ولكن بنكهة "تركية"، هكذا كان عنوان المباراة التي شهدت تألقًا من الثنائي التركي هاكان تشالهان أوغلو من الإنتر، أو كينان يلديز من يوفنتوس، فالأول سجل هدفين والثاني هدفًا.

تشالهان أوغلو لم يكن فقط "المحرك" لوسط الإنتر، بل كان مصدر خطورة النيراتزوري أيضًا بالتسديد من خارج منطقة الجزاء، والتي أسفرت عن هدفين رائعين، بتصويبتين أجبرتا الحارس دي جريجوريو على النظر للكرة وهي تعانق الشباك.

أما عن كينان يلديز، قد مثّل أيضًا خطورة اليوفي في المرتدّات السريعة والانطلاق من العمق، وبالمثل، أحرز هدفًا من خارج منطقة الجزاء، ليضع الكرة على يمين الحارس سومر، فيما صنع تمريرة حاسمة للهدف الثالث.

هذا التألق جاء بعد أيام من الهزيمة التاريخية التي تلقاها المنتخب التركي أمام إسبانيا، بستة أهداف دون مقابل، في تصفيات كأس العالم، وكأن الهزيمة التي أشعلت روح الانتقام للأتراك، فارتسم الإبداع من قلب إيطاليا.

ولعلّ من أبرز اللقطات المميزة التي شهدها ديربي إيطاليا، هو الأسطورة الفرنسية ليليان تورام الذي كان حاضرًا في ملعب أليانز، ليشاهد نجلين وهما يضعان بصمتهما بقوة في اللقاء.

الشقيقان ماركوس وخيفرين تورام، الأول يلعب للإنتر، والثاني يمثّل يوفنتوس، والاثنان سجلا الهدف الثالث لفريقهما، وبنفس الطريقة، من ركلة ركنية ثم كرة رأسية في الشباك.

ديربي ممتع أوفى بوعوده، وأثبت أن المباريات العائدة من فترة التوقف لا يُشترط أن تكون مملة، خاصة وأن التوقعات قبل المباراة بأن الفريقين سيعانيان بسبب كثرة الاستدعاء الدولي للاعبيهما.

اليوفي والإنتر عندما يتقابلان في الدور الأول، تهبط أمطار من الأهداف على ملعب المباراة، هذا ما شهدناه في الموسم الماضي، في ديربي انتهى بالتعادل (4-4)، ليتكرر السيناريو هذا الموسم، ولكن بفوز اليوفي (4-3).

يوفنتوس دافع عن تفوقه على ملعبه أمام الإنتر، في مدينة تورينو، في الديربي الـ111، ليحقق الفوز رقم 72، بينما اكتفى النيراتزوري بـ17 فوزًا فقط، مقابل 22 تعادلًا.