Real Madrid HIC 1-1GOAL

الجانب المظلم لحلم جوارديولا ريال مدريد.. 7 ألغام تهدد تشابي ألونسو في حقل البرنابيو

"المدريديسمو ينتظر جوارديولا الخاص به"، بهذه الكلمات، لخص الصحفي خوان جارسيا أوتشوا في مقاله الصادر صباح اليوم بصحيفة "ماركا" حلم جماهير ريال مدريد. 

إنه الحلم بنجاح الأسطورة الأنيق تشابي ألونسو، ليس فقط كمدرب، بل كمؤسس لحقبة جديدة من الهيمنة التكتيكية التي طالما حسدوا عليها غريمهم التقليدي، فبعد موسم 2024-25 المخيب للآمال والذي خرج منه الفريق خالي الوفاض، قرر فلورنتينو بيريز أن حقبة كارلو أنشيلوتي الهادئة قد انتهت. 

البديل كان جاهزًا: تشابي ألونسو، أسطورة النادي الذي تحول إلى واحد من ألمع العقول التدريبية، تحلم جماهير "البرنابيو" بأن يكون ألونسو هو "جوارديولا الخاص بهم"؛ المدرب الذي سيؤسس لحقبة من الهيمنة.

لكن الطريق إلى المجد في ريال مدريد محفوف بالأزمات، والوظيفة التي تنتظر ألونسو هي الأصعب في عالم كرة القدم، فبعيدًا عن الخطط الفنية، هناك سبع مشاكل كبرى تنتظر المدرب الباسكي في موسمه الأول.

  • Paris Saint-Germain v Real Madrid CF: Semi Final - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    1. عبء التوقعات الهائل وضغط "البرنابيو" الذي لا يرحم

    لا يُطلب من مدرب ريال مدريد الفوز فقط، بل يُطلب منه الفوز بأناقة وبشكل مستمر، ألونسو لا يأتي كمدرب عادي، بل كـ "مُخلّص". 

    هذا السقف المرتفع من التوقعات يعني عدم وجود أي هامش للخطأ، والهزيمة الساحقة برباعية أمام باريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية دقت جرس الإنذار الأول؛ ومع أول تعثر، سيتحول الهتاف سريعًا إلى صافرات استهجان وضغط لا يطاق من الجماهير والإدارة على حد سواء.

  • إعلان
  • Baila, Vini: documentário de Vinícius Júnior na Netflix  Divulgação/Netflix

    2. فك شفرة النجوم: لغز مبابي وتراجع فينيسيوس

    على الورق، يمتلك الفريق تشكيلة أحلام، لكن على أرض الواقع، هي لغز تكتيكي، فالمشكلة الأكبر هي كيليان مبابي؛ فرغم فوزه بالحذاء الذهبي، إلا أن وصوله تزامن مع تراجع كارثي في مستوى فينيسيوس جونيور. 

    مهمة ألونسو الأولى هي خلق توليفة تجعل النجمين يتألقان معًا، أضف إلى ذلك أن خطة ألونسو المفضلة (3-4-2-1) لا تبدو مناسبة للفريق الحالي، وأحد أبرز العناصر القادرة على تطبيقها جود بيلينجهام، سيغيب حتى أكتوبر.

  • FBL-ESP-LIGA-REAL MADRID-PRESSERAFP

    3. حروب الإعلام والتحكيم: معارك خارج الملعب

    أنشيلوتي كان خبيرًا في امتصاص غضب الإعلام، ألونسو، بشخصيته الهادئة، سيدخل الآن "مفرمة" الإعلام المدريدي الذي لا يهدأ. 

    الأهم من ذلك، ومع كل صافرة تحكيمية مثيرة للجدل، يُنتظر من مدرب ريال مدريد أن يشن حربًا في المؤتمرات الصحفية، إذا فشل ألونسو في إدارتها بذكاء، قد يفقد الدعم حتى لو كانت نتائجه جيدة.

  • Real Madrid CF v Al Hilal: Group H - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    4. سوق انتقالات رئاسي وتضحيات غير متوقعة

    سياسة الانتقالات في ريال مدريد غالبًا ما تكون من الأعلى إلى الأسفل، فبينما كان الفريق بحاجة ماسة للاعب وسط يعوض توني كروس ولوكا مودريتش، تم إنفاق 50 مليون يورو على الظهير الأيسر ألفارو كاريراس. 

    هذا يظهر أن أولويات النادي قد لا تتوافق دائمًا مع احتياجات المدرب، كما سيكون على ألونسو التعامل مع قرارات مؤلمة مثل مصير رودريجو الذي تحول لجليس لدكة البدلاء.

  • FBL-EUR-C1-REAL MADRID-PRESSERAFP

    5. إدارة إرث "الحرس القديم" وتوازنات غرفة الملابس

    صحيح أن مودريتش رحل، لكن لاعبين مثل داني كارباخال وتيبو كورتوا لا يزالون قادة غرفة الملابس.

    المشكلة ستظهر عندما يجلس كارباخال على الدكة ليبدأ ترنت ألكساندر أرنولد، هذه ليست مجرد قرارات فنية، بل هي اختبار لقدرة ألونسو على إدارة غرور اللاعبين وتوازنات القوة، فأي قرار يُفهم منه أنه "نهاية حقبة" لأحد شخصيات الحرس القديم قد يخلق انقسامات داخلية أو تسريبات للإعلام.

  • Kylian Mbappe #9 of Real Madrid C.F. Getty Images

    6. أزمة الهوية البدنية أمام فرق "الضغط العالي"

    الهزيمة المذلة 4-0 أمام باريس سان جيرمان ليست مجرد هزيمة، بل هي نمط متكرر لمعاناة ريال مدريد أمام الفرق التي تطبق الضغط العالي بكثافة بدنية مرعبة مثلما ما حدث ضد برشلونة أربع مرات الموسم الماضي.

    نجوم الفريق مثل مبابي وفينيسيوس هم سحرة بالكرة، لكنهم ليسوا "مقاتلين" بدونها بنفس الدرجة، صحيح أنهما أظهرا بعض التحسن تحت قيادة ألونسو لكن السؤال هو: هل يمكنه إجبار مجموعة من "الجلاكتيكوس" على الركض والقتال بنفس الروح التي كان يلعب بها فريقه في ألمانيا طوال الموسم؟

  • FlickGetty Images

    7. لغم الزمن والمنافسة: كلمة "مشروع" لا وجود لها في البرنابيو

    يكمن الفرق الجوهري والأكثر قسوة عن تجربة جوارديولا في هذه النقطة، فجوارديولا في برشلونة كان يمثل استمرارية لفلسفة كرويف، ومُنح مساحة، ولو نسبية، للبناء.

    أما في مدريد، فكلمة "مشروع" هي ترف لا وجود له في قاموس النادي؛ المشروع الوحيد هو الفوز في المباراة القادمة، ثم في التالية والتالية الخ الخ، الدليل الأكثر وحشية هو إقالة كارلو أنشيلوتي؛ فالرجل الذي جلب لهم دوري الأبطال تم التخلي عنه بعد موسم واحد أقل من المتوقع، في رسالة واضحة بأن الماضي لا يشفع لأحد. 

    ألونسو مُطالب بتحقيق النجاح الفوري والقيام بثورة تكتيكية في نفس الوقت، كل هذا بينما يقف على الضفة الأخرى غريم تقليدي، برشلونة، يبدو كآلة ألمانية منظمة تحت قيادة هانز فليك، جاهزة للانقضاض على أي تعثر، لا وقت للتجربة، ولا مجال للخطأ، فإما الفوز الفوري، أو الانضمام لقائمة الضحايا.

  • Pep Guardiola Xabi AlonsoGetty

    بيت القصيد

    في النهاية، حلم "جوارديولا مدريد" هو الوقود الذي يشعل شغف الجماهير ويدفع النادي نحو الطموحات الكبرى، لكنه في الوقت ذاته هو الجمر الذي قد يحرق المدرب عند أول هفوة. 

    هذه الألغام السبعة ليست مجرد تحديات رياضية، بل هي جزء من هوية ريال مدريد، هذا الكيان الذي يقدم لك المجد على طبق من ذهب بيد، بينما يسحب البساط من تحت قدميك باليد الأخرى. 

    السؤال الحقيقي ليس ما إذا كان تشابي ألونسو يملك العقلية التكتيكية للنجاح، بل ما إذا كان يملك القدرة على ترويض هذا الوحش الجميل والمفترس، فهل سيتمكن ألونسو من السيطرة على عرش البرنابيو، أم أن العرش، كعادته، هو من سيلتهم أسطورة أخرى من أبنائه؟

0