"يايا توريه عاد إليكم مجددًا وتمبكتي لا يشبع من إحراج جيسوس!" .. تيكي تاكا الهلال تسقط باختاكور

"تيكي تاكا هلالية".. هكذا يُمكن وصف أداء الفريق الأول لكرة القدم بقلعة الزعيم ضد باختاكور، مساء اليوم الثلاثاء.

جورج جيسوس، المدير الفني لنادي الهلال، اعتمد على عدة أسلحة لتحقيق "الريمونتادا" ضد باختاكور، في مباراة الإياب من دور الـ16 بمسابقة النخبة الآسيوية؛ وهي:

- الاستحواذ على الكرة؛ مع التمريرات القصيرة بين اللاعبين، بشكلٍ عرضي وطولي.

- اللامركزية بين اللاعبين؛ خاصة الرباعي الهجومي "كايو سيزار، مالكوم دي أوليفيرا، سالم الدوسري وماركوس ليوناردو".

- إعطاء الحرية إلى الظهيرين حمد اليامي ومتعب الحربي؛ للدخول إلى منطقة الـ18 لفريق باختاكور، مع تغطيتيهما من ثنائي خط الوسط محمد كنو وروبن نيفيش.

وبالفعل.. تجلت الـ3 نقاط سالفة الذكر، في الهدف الذي سجله الظهير الأيمن حمد اليامي، في الدقيقة 31 من عمر الشوط الأول.

في هذا الهدف.. وجدنا تمريرات قصيرة بين اللاعبين، مع "لامركزية" في أماكنهم فوق أرضية الملعب؛ وذلك بدخول سالم إلى العمق وكنو للطرف الأيسر، قبل أن يرسل عرضية إلى اليامي، الذي تواجد داخل منطقة الـ18 للفريق الأوزباكي، مسكنًا الكرة في الشباك.

"هل أنت محمد كنو أم يايا توريه؟!".. سؤال يجب أن يطرح نفسه بالفعل؛ بعد المستوى الخرافي الذي قدمه متوسط ميدان نادي الهلال ضد باختاكور، مساء اليوم الثلاثاء.

توريه كان يلعب مع نادي برشلونة، كـ"لاعب ارتكاز صريح" أو حتى كـ"قلب دفاع"؛ لكن عندما انتقل إلى مانشستر سيتي، كان له أدوارًا مختلفة تمامًا.

أدوار توريه مع السيتزنس، كانت عبارة عن لاعب "البوكس تو بوكس"؛ أي أنه كان يقطع أو يستلم الكرة في منتصف الملعب، ثم يكون له حرية التقدم إلى الأمام وعدم الوقوف في مكانه، بالتوغل على حدود منطقة الـ18 للخصم وفتح المساحات لزملائه، مع التسديد والتمريرات الحاسمة.

هذا ما فعله كنو في مواجهة الهلال وباختاكور، على أرضية ملعب "المملكة أرينا" في العاصمة الرياض، ضمن منافسات إياب دور الـ16 من دوري أبطال آسيا "النخبة".

محمد كنو كان يستلم الكرة في منتصف الملعب، ولا يقف مكانه كـ"لاعب ارتكاز صريح"؛ بل يتقدم إلى الأمام ويفتح المساحات إلى زملائه، ويرسل التمريرات إليهم.

وبالفعل.. نجح كنو في صناعة هدفين للزعيم الهلالي ضد باختاكور بهذا الأسلوب؛ الأول من تقدم على الطرف الأيسر ثم إرسال عرضية متقنة، والثاني من توغل في منتصف الملعب ثم تمريرة حاسمة خلف المدافعين.

في كرة القدم الحديثة.. أصبح دور قلب الدفاع لا يقتصر على الوقوف داخل منطقة جزاء فريقه فقط، منتظرًا التصدي لهجمات المنافس.

المدافع العصري؛ هو من يعرف كيف يمرر الكرة، ويخرج بها تحت الضغط "من الخلف إلى الأمام"؛ بجانب الضغط المتقدم على لاعبي الفريق المنافس؛ لمنع وصولهم إلى منطقة الجزاء.

وهذا ما يقوم به مدافع الهلال الشاب حسان تمبكتي؛ حيث يستطيع الخروج بالكرة "من الخلف إلى الأمام"؛ مع ضغطه المتقدم على لاعبي الفريق المنافس، وعدم ترك الفرصة لهم للوصول إلى منطقة جزاء الزعيم كثيرًا.

كل هذه الأدوار لا يستطيع علي البليهي، قلب دفاع نادي الهلال المخضرم - المصاب حاليًا -، أن يقدمها على أرضية الملعب؛ خاصة مع تقدمه في العمر.

لذلك.. نرى في كل مرة يشارك فيها تمبكتي "أساسيًا" في المباريات؛ الفريق الهلالي وهو يستعيد الكرة سريعًا، وذلك بعد أن يفقدها بقليل؛ من خلال ضغط حسان المتقدم.

ولا ننسى أنه في كل مرة يشارك فيها تمبكتي ويتألق؛ فهو يحرج مدربه جورج جيسوس، الذي انتقده في بداية الموسم الرياضي الحالي تحديدًا، ودائمًا ما يفضل البليهي عليه؛ إلا أن الرد يأتي قويًا للغاية.

في مباراة الذهاب بين باختاكور والهلال؛ لعب الفريق الأوزباكي بشكلٍ مثالي للغاية؛ حيث استغل نقاط ضعف الزعيم، على أكمل وجهٍ ممكن.

نقاط ضعف الزعيم الهلالي؛ تمثلت في المساحات الكبيرة خلف الظهيرين الأيمن والأيسر؛ وهو ما لعب عليه باختاكور ذهابًا، مستغلًا في ذلك مهارات لاعبيه.

لكن في مباراة الإياب.. اختفى هذا الأمر تمامًا؛ حيث دخل باختاكور من أجل الحفاظ على نتيجة الذهاب (1-0)، وذلك بالتركيز على الدفاع فقط.

وأمام فريق بحجم الهلال، وإمكانات هجومه الكبيرة، لا يُمكن لأي منافس أن يصمد دفاعيًا؛ بل يجب إذا أراد الفوز أن يكون لديه شجاعة في التقدم للأمام أيضًا.

هذا الأمر ظهر بوضوح في بداية الشوط الثاني؛ ففي أول لعبة عاد فيها باختاكور لاستغلال المساحات خلف الظهير الأيسر الهلالي متعب الحربي؛ كاد أن يسجل هدفًا، لولا تألق الحارس ياسين بونو.

وقتها.. كان باختاكور متأخرًا (0-2)؛ ولكنه بشكلٍ غريب عاد للدفاع مجددًا، ولم يقم بالبناء على هذه الهجمة، من أجل محاولة العودة في النتيجة.

والتراجع الأوزياكي الجديد إلى الخلف؛ سمح للفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، لمضاعفة النتيجة عن طريق سالم الدوسري وناصر الدوسري، وحسم التأهل بشكلٍ رسمي.