صديق مارادونا الذي علمه السرطان حب الحياة .. وفاة مدرب النصر السابق!

وكان روسو قد اكتشف إصابته بمرض سرطان البروستاتا، في فبراير 2018، باتصال من الطبيب، وتحدث المدرب عن تجاوزه لهذا المرض في وقت سابق، وأنه بات يفكر في عيش الحياة بعدها، بقوله إنه تغلب على المرض اللعين بـ"الحب" ولا شيء آخر.

وفي حديث نشره موقع "صوت المدربين العالمي"، سابقًا، تحدث ميجيل عن تلك اللحظة التي أدرك فيها إصابته بالمرض، بعدما شعر بخطبٍ ما، ليتوجه إلى الطبيب، الذي سرعان ما قال له: أنت مريض بسرطان البروستاتا.

وقال روسو إنه بدأ يفكر في قضاء حياته بعد تجاوز السرطان، ليتوجه إلى صديقه المغني الكتالوني جوان مانويل سيرات الذي نجا من هذا المرض.

ويملك ميجيل أنخيل روسو، مسيرة تاريخية في الملاعب، حيث يعد أحد أساطير نادي إستوديانتس، بعدما مثّله لمدة 13 عامًا، في الفترة بين 1975 و1988، فكانت مسيرته بالكامل - كلاعب - مع هذا النادي، كما ارتدى قميص منتخب الأرجنتين، ولعب 17 مباراة دولية.

وعقب اعتزاله الملاعب، قرر ميجيل  روسو أن يتجه إلى مسار التدريب، حيث بدأت رحلته مع نادي لانوس الأرجنتيني عام 1989، ثم تنقل بين عدة فرق في بلاده، وكان أبرزها مع بوكا جونيورز وإستوديانتس وسان لورينزو وراسينج كلوب وروزاريو سنترال.

وفي ديسمبر 2021، قرر روسو أن يغادر الملاعب الأرجنتيني، ويشد الرحال إلى السعودية، من أجل تدريب فريق النصر، بعقد حتى نهاية موسم 2022.

وقاد روسو النصر في 20 مباراة في الدوري السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين، حقق الفريق خلالها 15 انتصارًا مقابل تعادلين وثلاثة هزائم.

واستهل ميجيل مشواره مع "فارس نجد"، بفوز ثمين على الهلال بهدفين دون مقابل، إلا أن الفريق العاصمي عانى بعدها أمام الكبار، سواءً بتجدد المواجهة مع الهلال، التي شهدت خروجه من ربع نهائي كأس الملك، بنتيجة (1-2)، أو بالخسارة في الدوري بعد ذلك برباعية نظيفة، كما خسر أمام الاتحاد بثلاثية، وتعادل مع الأهلي بهدف لمثله.

وكان بوكا جونيورز آخر محطات ميجيل أنخيل روسو، قبل وفاته، حيث قاد الفريق في 13 مباراة، وشارك الفريق الأرجنتيني معه في كأس العالم للأندية 2025، بالولايات المتحدة، إلا أنه رحل مبكرًا من دور المجموعات، بعد تعادلين مع بنفيكا وأوكلاند سيتي، وخسارة أمام بايرن ميونخ.

وسبق لروسو أن درّب بوكا جونيورز أكثر من مرة، إلا أن رحلته شهدت نتائج متذبذبة، بعد خروجه مبكرًا من الدور الثاني في كأس الأرجنتين، ووداع كأس ليبرتادوريس من الدور التمهيدي، ومغادرة ربع نهائي بطولة "أبرتورا".

وبينما كان الصحفيون يتساءلون عن حالته الصحية، قال روسو حينها "لا تبحثوا عن أشياء لا وجود لها، أنا بخير. لا أريد الخسارة لأنها مؤلمة، يجب أن ننهض، مجلس الإدارة والجميع، نحن نعمل جاهدين من أجل بوكا جونيورز، وهذا ما نحبه أكثر من أي شيء آخر.

وتحدث روسو بنبرة تحدًّ، مؤكدًا أنه لن يفكر بسلبية أبدًا، وأن الجميع يعمل بجدّ ويبلي بلاء حسنًا، في رد حول مستقبله، يؤكد أنه يرفض التخلي عن فريقه في أصعب اللحظات.

وكان ميجيل روسو صديقًا للأسطورة الأرجنتينية الراحلة دييجو مارادونا، حيث تقاسما معًا غرفة تبديل الملابس، ويتشاركان الضحك والأحلام، حتى قال عنه المدرب الأرجنتيني ذات مرة "الله كان كريمًا معه، لأن آخر تصفيق حار لدييجو كان في ملعب بوكا".

روسو عانى من مرض السرطان، والذي تعافى منه قبل ذلك، إلا أنه انتكس مجددًا، فيما ظل مقاتلًا مع هذا المرض، رافضًا التخلي عن القتال في الملاعب أيضًا، وهو الذي قال إن كرة القدم ساعدته للبقاء على قيد الحياة.

روسو ترك إرثًا لـ30 عامًا في الملاعب، وعندما ارتدى زي المدرب، قاد الأندية للعديد من الألقاب، مثل الدوري وكوبا ليبرتادوريس مع بوكا جونيورز، والدوري الكولومبي مع ميلوناريوس، كما أنه فاز أيضًا بجائزة أفضل مدرب في دوري المحترفين السعودي، في يناير 2022.

1273 مباراة، كانت حصيلة رحلته التدريبية مع جميع الأندية، قبل أن تتدهور حالته الصحية مع مرض السرطان مجددًا، في بداية سبتمبر الماضي، قبل أن يغادر العالم، بإرث لا ينسى في تاريخ الكرة اللاتينية.