Salah MourinhoGetty / Goal

"عندما وصلت أجلسوني على الدكة!".. جملة مثيرة للجدل من صلاح تعيد فتح جراح تشيلسي ومورينيو

أثار النجم المصري محمد صلاح حالة من الجدل بعد ظهوره في إعلان جديد لشركة "بيبسي" يروّج لدورة "بيبسي" في كرة القدم للشباب المصريين، وهي البطولة التي شهدت أولى خطوات اللاعب في عالم الساحرة المستديرة قبل أن ينتقل إلى نادي المقاولون العرب ثم يشق طريقه نحو المجد الأوروبي. الإعلان الذي حمل طابعًا تحفيزيًا ركّز على سرد جزء من الرحلة الإنسانية والرياضية لصلاح، غير أن جملة واحدة قالها نجم ليفربول أثارت نقاشًا واسعًا بين الجماهير والمتابعين: "حين شعرت أنني وصلت… أجلسوني على الدكة".

ورغم أن صلاح لم يذكر اسمًا صريحًا في الإعلان، فإن المؤشرات التي التقطها جمهور كرة القدم تبدو واضحة؛ فالجملة بدت وكأنها إشارة إلى الفترة الصعبة التي عاشها اللاعب في نادي تشيلسي تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو خلال موسم 2014-2015، وهي الحقبة التي شكلت واحدة من أكثر المحطات تعقيدًا في مسيرة "الملك المصري". فقد رأى الكثيرون أن استخدام صلاح لهذه العبارة لم يكن مجرد عفوية دعائية، بل تلميحًا ذكيًا لمرحلة شكّلت نقطة تحول حقيقية في مسار واحد من أكثر اللاعبين العرب نجاحًا في تاريخ اللعبة.

  • الحلم الأول

    اعتمد الإعلان الجديد على سرد قصة محمد صلاح منذ أيامه الأولى في قرية نجريج بمحافظة الغربية وحتى وصوله إلى العالمية، مع تخصيص مساحة للحديث عن دورة "بيبسي للمدارس" التي لعبت دورًا مهمًا في اكتشاف موهبته. ويظهر صلاح في الإعلان متحدثًا عن طفولته، وارتباطه بكرة القدم، وكيف انطلقت موهبته من ملاعب المدارس قبل أن يكتشفه المقاولون العرب، في رسالة واضحة تهدف إلى إلهام الأجيال الجديدة وتشجيعهم على المشاركة في البطولة التي أعادت الشركة تفعيلها مؤخّرًا.

    ويُلاحظ أن الإعلان لم يقتصر على المضمون التحفيزي المعتاد في مثل هذه الحملات، بل تضمّن رسائل أعمق حول الإصرار والالتزام وبناء الذات. وكان أبرز هذه الرسائل الجملة المثيرة للجدل، بعدما ربط المشجعون بينها وبين التجربة غير المكتملة لصلاح في تشيلسي.

  • إعلان
  • Salah Mourinho

    تشيلسي ومورينيو… القصة التي لم تُدفن

    عندما انتقل محمد صلاح إلى تشيلسي في يناير 2014، كان يُنظر إليه باعتباره أحد أهم المواهب القادمة من الدوري السويسري بعد تألقه اللافت مع بازل. غير أن الوضع تغير سريعًا إذ أصبح اللاعب بعيدًا عن حسابات المدير الفني جوزيه مورينيو، ليتحول من عنصر واعد إلى لاعب يجلس أغلب الوقت على مقاعد البدلاء، قبل أن يجد نفسه خارج الصورة بشكل شبه كامل في موسم 2014-2015 ويضطر للذهاب في إعارة إلى فيورنتينا قبل الانتقال النهائي إلى روما ومنه إلى ليفربول.

    وقد أثار هذا الموقف كثيرًا من الجدل في ذلك الوقت، خصوصًا أن صلاح لم يُمنح الفرصة الكافية لإثبات نفسه تحت قيادة المدرب البرتغالي، قبل أن يقرر النادي إعارته إلى فيورنتينا ثم إلى روما، وهي الخطوات التي أعادت تشكيل مسيرته من جديد، قبل أن يعود إلى الدوري الإنجليزي من بوابة ليفربول ويتحوّل إلى أحد أفضل لاعبي العالم.

    وفي ضوء ذلك، يبدو أن جملة "أجلسوني على الدكة" تمثل إسقاطًا مباشرًا على تلك الفترة، خاصة أن صلاح أصبح معروفًا بقدرته على توظيف رسائل ملهمة في تصريحاته ومشاركاته الإعلامية. وقد تكون الجملة بمثابة تذكير بأن النجاح الكبير الذي حققه لم يكن طريقًا ممهدًا، بل مرّ بمحطات مؤلمة جعلته أكثر إصرارًا ونضجًا.

  • أكثر من مجرد إعلان!

    ورغم أن الإعلان يهدف في المقام الأول إلى الترويج لدورة كرة قدم مدعومة من علامة تجارية مرموقة، فإن اختيار محمد صلاح لهذه الجملة، وربطها بسياق صعوده، منح الإعلان بُعدًا مختلفًا عن المعتاد. فقد اعتبر كثيرون أن الجملة ليست فقط تلويحًا بمرحلة مورينيو، بل أيضًا رسالة موجهة للاعبين الصاعدين بأن لحظات الجلوس على مقاعد البدلاء ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بداية التحول.

    كما رأى آخرون أنها رسالة شخصية من صلاح تعكس الصراع الداخلي الذي عاشه حين شعر بأن جهده قد وصل إلى سقف معين، وأن مسيرته ربما تتوقف إذا لم يتخذ خطوة صارمة. تلك الخطوة كانت مغادرته للدوري الإنجليزي نحو إيطاليا، وهو القرار الذي أعاد إليه الثقة وأعاد اكتشاف قدراته، حتى عاد إلى إنجلترا من بوابة ليفربول، حيث صنع التاريخ.

  • رحلة ملهمة

    قد تكون تلك الجملة مجرد لمسة درامية ضمن سيناريو الإعلان، ويمكن اعتبارها اعترافًا غير مباشر بأن صلاح ما زال يتذكر اللحظة التي شعر فيها بأن مسيرته قد تتوقف قبل أن يعيد بناءها من جديد. صلاح لن يعلق بالتأكيد على هذا الجدل، لكن الصدى الكبير للجملة يؤكد أن الجمهور ما زال يتفاعل بقوة مع كل ما يتعلق بمسيرة اللاعب.

    سواء كانت الجملة مقصودة بشكل مباشر أم لا، فإن اختيار محمد صلاح لها في سياق إعلان يحمل طابعًا تحفيزيًا يعكس شخصية اللاعب ومسيرته: لاعب لم يكن طريقه مفروشًا بالورود، واجه محطات تعثر وإقصاء، لكنه حوّلها إلى دوافع دفعته نحو القمة. ومن ثم، فقد تحوّل الإعلان من مجرد حملة تجارية إلى مادة صحفية أثارت نقاشًا واسعًا، وكشفت جانبًا جديدًا من رحلة اللاعب الذي ألهم ملايين المشجعين حول العالم.