فيديو | وداعًا إيزاك، مرحبًا بالعملاق الألماني.. ليفربول يحرر بطل نيوكاسل الجديد!

كانت بداية نيوكاسل في الدوري الإنجليزي لموسم 2025-2026 محبطة بكل المقاييس، تعادلان سلبيان أمام أستون فيلا وليدز يونايتد، وبينهما هزيمة مؤلمة على أرضهم بنتيجة (3-2) أمام ليفربول، الفريق الذي عاد بعد أيام قليلة ليخطف جوهرتهم الهجومية ألكسندر إيزاك في صفقة كبرى، كل ذلك كان كفيلًا في أن يجعل النادي دخل في دوامة من الشك.

لكن بيع إيزاك، رغم مرارته، أغلق الملف نهائيًا وأنهى حالة عدم اليقين، وبدلًا من الدخول في حالة حداد على نجمهم الراحل، وجد الفريق نفسه أمام فرصة لإعادة تعريف هويته الهجومية، وهي فرصة استغلها نيك فولتمادي بأفضل طريقة ممكنة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا ما سيقدمه فولتمادي لنيوكاسل، بطوله الفارع الذي يقترب من المترين، منح الفريق حضورًا في منطقة الجزاء افتقده كثيرًا. 

هدفه ضد وولفز كان مثالاً حيًا على ذلك: رأسية قوية من القائم البعيد، وهو ما علق عليه الصحفي كريج هوب واصفًا إياه بـ "البطل الجديد في تاينسايد".

أرقامه في المباراة التي استمر فيها 65 دقيقة فقط تؤكد هذا الانطباع:

• القوة الهوائية: فاز بـ 3 من أصل 4 التحامات هوائية، مما يجعله محطة رئيسية للعرضيات والكرات الطويلة.
  الصلابة البدنية: كسب 5 من أصل 7 التحامات أرضية، مظهرًا قدرته على حجز الكرة تحت الضغط.
  الفعالية: سجل هدفًا من تسديدته الوحيدة على المرمى، وبمعدل أهداف متوقعة (xG) بلغ 0.27 فقط، مما يدل على حسمه أمام المرمى.
  بوجوده، لم يعد نيوكاسل يعتمد فقط على سرعة ومهارة المهاجمين، بل أصبح يملك سلاحًا فتاكًا في الكرات الثابتة والعرضيات، وهو ما سيسبب كوابيس لدفاعات الخصوم.

المفارقة الأجمل لجماهير نيوكاسل هي أن هذا التألق يأتي في الوقت الذي يبدأ فيه إيزاك رحلته مع ليفربول، فبينما كان النجم السويدي يستعد لأول مباراة له كلاعب في ليفربول، كان بديله يسجل هدف الفوز ويصبح حديث الدوري الإنجليزي.

لم يكن مفاجئًا أن تعلق بعض الجماهير ساخرة وتقول: "ألكسندر من؟"، ففولتمادي سجل أهدافًا في الدوري هذا الموسم أكثر من إيزاك.

هذا الفوز رفع نيوكاسل للمركز التاسع برصيد 5 نقاط، والأهم أنه أعاد الثقة للفريق والجماهير، لقد أثبت أن بيع نجم كبير ليس نهاية العالم، بل قد يكون بداية لعهد جديد مع بطل غير متوقع، عملاق ألماني جاء ليقول للجميع إن المستقبل في سانت جيمس بارك قد بدأ للتو.

بيت القصيد هنا لا يكمن في النقاط الثلاث الثمينة التي أنعشت رصيد نيوكاسل، ولا حتى في الفوز الأول الذي تأخر. 

جوهر القصة يكمن في التحرر النفسي من رواية ألكسندر إيزاك التي خيمت على النادي، لقد أثبت نيوكاسل لنفسه قبل الجميع أن الفريق أكبر من أي لاعب، وأن بيع نجم مهما كان حجمه قد يفتح الباب أمام هوية جديدة أكثر قوة.

لم يكن هدف فولتمادي مجرد هدف فوز، بل كان إعلانًا صريحًا عن ميلاد أسلوب لعب مختلف، فبوجود هذا العملاق في الهجوم، أصبح لدى نيوكاسل حلول مباشرة وقوة ضاربة في الكرات الهوائية، وهو ما قد يكون السلاح الذي افتقدوه. 

رحيل نجم لامع سمح بظهور بطل مختلف، ليثبت نيوكاسل أن المستقبل لا يُبنى على من يرحل، بل على من يأتي ليقاتل.