واجه أخطائك يا أرتيتا .. فشل تقنية الفيديو لا يمحى سلبيات آرسنال الواضحة هذا الموسم!

لم يكن هدف جوردون الحاسم في مرمى آرسنال جميلاً، ولم يتم تأييده إلا بعد ثلاث فحوصات منفصلة من حكم الفيديو المساعد، بسبب إذا كانت الكرة قد خرجت من اللعب قبل عرضية جو ويلوك، أو خطأ محتمل من جولينتون على جابرييل، أو تسلل محتمل قبل أن يسدد جوردون في الشباك الفارغة.

وفي النهاية، قرر حكام المباراة أنه لا يوجد دليل قاطع يبرر إلغاء الهدف وتم احتسابه ولم يتمكن آرسنال من إيجاد طريق للعودة إلى المباراة.

وقال أرتيتا، في مقابلة مع "بي بي سي" بعد المباراة :" ما حدث محرج كيف يبدو هذا الهدف في الدوري الإنجليزي؟ هذا الدوري نقول إنه الأفضل في العالم لقد قضيت 20 عامًا في هذا البلد والآن أشعر بالخجل إنه عار".

وعندما طُلب منه التوضيح، فشل أرتيتا في تقديم حجة واضحة، وأضاف: "لأنه ليس هدفًا لأسباب عديدة ولأكثر من سبب واحد على الأقل لقد بذلنا الكثير من الجهد، ومن الصعب جدًا المنافسة على هذا المستوى".

والغريب أن مدرب آرسنال كان يصر مؤخرًا على أن المدربين يجب أن يبذلوا قصارى جهدهم "لدعم" الحكام لأن "الأخطاء تحدث" بعد هدف لويس دياز، لاعب ليفربول الذي تم إلغائه ضد توتنهام بداعي التسلل رغم صحته.

وعانى الكثير من أندية الدوري الإنجليزي من أخطاء "VAR" هذا الموسم ويبدو أن فريق وولفرهامبتون هو الأكثر معاناة، و قال جاري أونيل، إنه "تخلى عن الحكام" بعد أن رأى فريقه يخسر أمام شيفيلد يونايتد بعد قرار ركلة جزاء متأخرة مثيرة.

وسجل مانشستر يونايتد أكبر عدد من الأهداف غير الصحيحة حتى الآن هذا الموسم بما في ذلك هدف جارناتشو، في الخسارة بنتيجة 3-1 أمام آرسنال وكان الحظ لصالح فريق الجانرز عندما منحهم VAR ركلة جزاء بعد لمسة يد كريستيان روميرو في تعادل الديربي ضد توتنهام.

ومن الواضح أن تقنية حكم الفيديو المساعد تمثل مشكلة يجب معالجتها بشكل عاجل ولكن على مدار الموسم، تكون التقنية متوازنة، آرسنال لم يخسر أمام نيوكاسل بسبب الحكم، ولكن بسبب ضعف أداء الفريق.

كان من الأفضل لأرتيتا أن يوجه غضبه نحو توقيعه الصيفي بقيمة 65 مليون جنيه إسترليني، وبدأ هافيرتس، المباراة بشكل جيد وأظهر بعض اللمسات الرائعة، لكن تدخله المتهور كاد أن يعرقل خطة لعب الجانرز ولم يكن له أي تأثير يذكر بعد ذلك.

وسجل اللاعب الدولي الألماني هدفًا واحدًا فقط في 17 مباراة في جميع المسابقات مع آرسنال منذ انتقاله من تشيلسي وجاء هذا الهدف عن طريق ركلة جزاء في الفوز 4-0 على بورنموث.

وتم التعاقد مع هافيرتس، ليحل محل تشاكا، في خط وسط آرسنال وعلى الرغم من حقيقة أنه كان يلعب كمهاجم أو رقم 10 مع تشيلسي وأنه ظهر وكأنه سمكة خارج الماء في نظام أرتيتا كان أمرًا مفاجئًا التعاقد معه بسبب سوء مستواه خلال موسمه الأخير الكارثي للبلوز.

وكان آرسنال مخطئًا في استثمار الكثير من الأموال في مثل هذا اللاعب الغامض، لكن أرتيتا عنيد جدًا لدرجة أنه لا يستطيع الاعتراف بذلك وسيواصل الإسباني محاولة دمج هافيرتس في تشكيلته الأساسية، وسيستمر الجانرز في الظهور بمظهر مفكك نتيجة لذلك.

هافيرتس، نادرًا ما يتحمل المخاطر اللازمة لفتح الدفاعات، ولا يبدو أنه قام ببناء أي تفاهم مع بقية هجوم آرسنال حتى الآن وسيكون من الحكمة لأرتيتا إبقاء اللاعب على مقاعد البدلاء لفترة من الوقت، لإحداث تغيير في الأداء لأنه يعيق تقدم الجانرز.

أشرك أرتيتا ديفيد رايا، في أول مباراة له مع آرسنال ضد إيفرتون، وكان آرون رامسديل، أحد أفضل اللاعبين أداءً في فريق الجانرز خلال مسيرتهم الموسم الماضي بالدوري الإنجليزي.

وشعر مدرب آرسنال أن رايا، كان بمثابة ترقية لنوع حارس المرمى الذي يمكن أن يساعد فريقه على التقدم بشكل أفضل ولكن من الواضح أن المدرب الإسباني حاول حل مشكلة لم تكن موجودة.

وكان من الممكن منع هدف جوردون، لنيوكاسل لو لم يخطئ رايا في تمركزه وجاء هذا الخطأ بعد أسبوعين فقط من خطأ الحارس الإسباني في ركلة ركنية أثناء تسجيل هدف مودريك في مواجهة تشيلسي.

وتم التشكيك في توزيعات رايا، بعد أن أدت تمريرته إلى تقدم لانس في المباراة الثانية لآرسنال في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا وكان حارس المرمى مهتزًا في الفوز اللاحق 2-1 على إشبيلية أيضًا، حيث أصر أسطورة أرسنال تييري هنري على أنه "محظوظ" لعدم استقبال المزيد من الأهداف.

وانتقد مدافع ليفربول السابق جيمي كاراجر، رايا بعد هزيمة آرسنال أمام نيوكاسل وقال لقناة سكاي سبورتس: "اللاعب الذي اختاروه ليأتي ارتكب نفس الخطا الذي ارتكبه قبل أسبوعين ضد تشيلسي لقد أفلت من العقاب أمام إشبيلية، لكنه لم يفلت من العقاب هنا وهذه مشكلة كبيرة لأرتيتا".

وأصبح موقف أرتيتا صعبًا لتبرير لعب رايا على حارس المرمى الإنجليزي حتى الآن.

خلال معظم فترات الموسم الماضي، كان آرسنال هو أفضل فريق يمكن مشاهدته في كرة القدم الإنجليزية، بقيادة بوكايو ساكا ومارتينيلي ومارتن أوديجارد وسجل الثلاثي 44 هدفًا مما ساعد على تغطية غياب جابرييل جيسوس بسبب الإصابة.

وساهم جيسوس، بـ11 هدفًا وثماني تمريرات حاسمة في موسم الجانرز الماضي ولكن بحلول نهاية الموسم كان من الواضح أن الفريق بحاجة إلى قوة هجومية جديدة وكان ينبغي على أرتيتا أن يبذل قصارى جهده من أجل مهاجم جديد بدلاً من جعل هافيرتس هدفه الأول.

ورغم تسجيل جيسوس، بعد عودته أربع أهداف في 11 مباراة، إلا أن البرازيلي تعرض لإصابة في أوتار الركبة ضد إشبيلية وغاب عن آخر ثلاث مباريات للمدفعجية.

وليس من الواضح متى سيعود جيسوس واعترف أرتيتا في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: " بخصوص جيسوس، لن أعطي وقتًا محددًا لعودته لقد فعلت ذلك مرة واحدة وأخطأت تمامًا علينا أن نكون حذرين لأننا بحاجة إلى التعامل مع الأمر بالطريقة الصحيحة".

ولم يكن سجل اللياقة البدنية لجيسوس، في مانشستر سيتي مثيرًا للقلق ولكن قد يكون لذلك علاقة بحقيقة أنه لم يكن دائمًا في التشكيلة الأساسية لجوارديولا ولكن يعتمد آرسنال بشكل أكبر على اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا.

وكان من غير المرجح دائمًا أن يستمر ساكا ومارتينيلي وأوديجارد في تحمل عبء التهديف الرئيسي لآرسنال ويحتاجون إلى لاعب آخر، وعندما يكون جيسوس متاحًا، فهو يفتقر إلى النزعة الهجومية التي يتمتع بها المهاجم الحقيقي، إنه موقف يجب على الجانرز معالجته من أجل مواصلة تحدى السيتي.

مع عدم تواجد يوريين تيمبر، نظرًا لإصابته بالرباط الصليبي الأمامي بعد وقت قصير من وصوله إلى آرسنال قادمًا من أياكس، فمن العدل أن نقول إن ديكلان رايس، كان قصة النجاح الوحيدة من نافذة أرتيتا الصيفية.

لقد دفع الجانرز مبلغًا ضخمًا قدره 105 ملايين جنيه إسترليني للتعاقد مع رايس، البالغ من العمر 24 عامًا من وست هام، ولم يواجه اللاعب أي مشاكل في التكيف مع الفريق ويمكن القول أنه لاعب آرسنال المتميز حتى الآن هذا الموسم لقد سجل أهدافًا حاسمة ضد مانشستر يونايتد وتشيلسي.

المشكلة هو أنه يلعب في فريق لم يعد يتمتع بنفس التوازن الذي كان عليه في الموسم الماضي لقد تبين أن خسارة تشاكا، كانت بمثابة ضربة قوية لآرسنال، الذي افتقد بشدة لجودة اللاعب الفنية وقوته في خط الوسط، ورغم أنه كان لاعبًا دفاعيًا، لكنه سجل 14 هدفًا في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي.

ويليام صليبا، هو اللاعب الوحيد في آرسنال الذي تمكن من الحفاظ على نفس مستواه ولكن لم يكن لديه شريك ثابت في قلب الدفاع وقد عاد جابرييل مؤخرًا، لكن أرتيتا جرب بن وايت وجاكوب كيويور إلى جانب صليبا، وكانت النتائج متباينة.

ومن الواضح أن المعركة بين رايا ورامسدال، في حراسة مرمى أرسنال قد تسربت إلى الدفاع بأكمله وأصبح من السهل هزيمة الجانرز بسبب افتقارهم إلى التماسك.

ويبتعد آرسنال بثلاث نقاط فقط عن قمة الدوري الإنجليزي، ويقترب من التأهل للمراحل الحاسمة في دوري أبطال أوروبا لكن أرتيتا يصعب الأمور بسبب سوء اتخاذه للقرارات ورغم أن أرتيتا البالغ من العمر 41 عامًا أعاد آرسنال مرة أخرى إلى المنافسين على اللقب، ولكنه لم يحقق سوى بطولة واحدة وهي كأس الاتحاد الإنجليزي خلال السنوات الثلاث والنصف التي قضاها مع الفريق.

ومهمة أرتيتا الحالية هي إدراك نقاط الضعف وإجراء التغييرات اللازمة خاصة مع اقتراب فترة الانتقالات لشهر يناير وإذا فشل مرة أخرى، فيجب أن تبدأ الأسئلة حول ما إذا كان هو المدرب المناسب حقًا لقيادة آرسنال نحو البطولات.