Hojlund 2-1GOAL

قاهر السيدة العجوز.. هويلوند يدس السم في العسل لمانشستر يونايتد وكبار أوروبا!

في ليلة صاخبة بملعب دييجو أرماندو مارادونا، نجح نابولي في حسم قمة الدوري الإيطالي بانتصار ثمين ومثير على الغريم التقليدي يوفنتوس بهدفين لهدف.

 لم تكن مجرد ثلاث نقاط عادية، بل كانت ليلة تنصيب البطل العائد من الظل، راسموس هويلوند، الذي ارتدى ثوب المنقذ وسجل ثنائية حاسمة. 

ولكن، وخلف ستارة الاحتفالات الصاخبة في الجنوب الإيطالي، يطل سؤال شائك ومعقد برأسه ليفسد نشوة اللحظة قليلًا: هل نحن أمام ولادة حقيقية لمهاجم نضج تكتيكيًا وفنيًا، أم أن ما حدث هو مجرد ليلة استثنائية خادعة ستورط الأندية الكبرى ومانشستر يونايتد في قرارات عاطفية خلال سوق الانتقالات الصيفي القادم؟

  • Hojlund 2-1Getty Images

    شبح في الملعب وقاتل داخل الصندوق

    عند النظر بتمعن إلى تفاصيل ما قدمه المهاجم الدنماركي طوال التسعين دقيقة، نجد أنفسنا أمام مفارقة عجيبة تثير الحيرة أكثر مما تثير الإعجاب.

    لقد قرر هويلوند أن يلعب دور الشبح بشكل كبير، حيث انعزل تمامًا عن زملائه وعن عملية بناء اللعب لفترات ليست بالقليلة، مكتفيًا بلمس الكرة أربع وعشرين مرة فقط طوال المباراة الكاملة التي خاضها، هذا الرقم الهزيل للمسات الكرة يشير بوضوح إلى مهاجم لا يشارك في المنظومة الجماعية، بل ينتظر أن تخدمه المنظومة.

    الأمر لا يتوقف عند قلة اللمسات، بل يمتد إلى دقة تمريراته التي لم تتجاوز الخمسين بالمائة، حيث نجح في تمرير ست كرات صحيحة فقط من أصل اثنتي عشرة محاولة. 

    هذه الإحصائية السلبية تعني أن نصف الكرات التي وصلت لقدميه فقدها لصالح الخصم أو مررها بشكل خاطئ، مما يضع علامات استفهام كبرى حول قدرته على اللعب كمحطة هجومية يستند عليها الفريق للخروج بالكرة تحت الضغط، وهي ميزة أساسية يبحث عنها أي نادٍ كبير في كرة القدم الحديثة، وخاصة في الدوري الإنجليزي الذي يتطلب مهاجمًا شاملًا لا يكتفي بانتظار العرضيات.

  • إعلان
  • Hojlund Napoli JuventusGetty Images

    فاعلية مرعبة تستر العيوب الفنية

    على النقيض تمامًا من عزلته التكتيكية، قدم هويلوند درسًا قاسيًا ومجانيًا لدفاعات يوفنتوس في كيفية استغلال أنصاف الفرص، محولًا سلبيته في التمرير إلى فاعلية فتاكة أمام المرمى.

    لقد سدد المهاجم الشاب ثلاث تسديدات فقط طوال اللقاء، والمفاجأة أن جميعها كانت بين القائمين والعارضة، وسكنت اثنتان منها الشباك. 

    هذا المعدل التحويلي المخيف للأهداف هو ما يخطف أبصار المدراء الرياضيين، حيث أظهر جودة إنهاء تفوق بكثير المعدلات الطبيعية المتوقعة للأهداف، مسجلًا من مواقف صعبة ومعقدة.

    تجلى هذا المزيج الغريب بين الاختفاء والظهور الحاسم في هدفي المباراة؛ ففي الهدف الأول عند الدقيقة السابعة، تحرك بذكاء في ظهر الدفاع ليستقبل التمريرة ويسدد كرة أرضية متقنة في الزاوية اليسرى، معلنًا عن جودة فنية في التسديد.

    ثم عاد ليختفي طويلًا قبل أن يظهر في الدقيقة الثامنة والسبعين، ممارسًا هواية التمركز الصحيح داخل منطقة الست ياردات، ليتابع كرة مرتدة برأسه في سقف المرمى ويخطف الفوز.

    وبين الهدفين، قدم لمحة فردية وحيدة بمراوغة متعرجة رائعة للدفاع قبل أن يتصدى الحارس لتسديدته، ليثبت أنه يملك المهارة، لكنه يختار متى يظهرها.

  • FBL-ENG-PR-MAN UTD-BRIGHTONAFP

    رسائل خادعة إلى مانشستر

    تكمن الخطورة الحقيقية لهذا الأداء في الرسالة التي يرسلها إلى ناديه الأصلي، مانشستر يونايتد، وبقية طالبي وده في أوروبا.

    التألق أمام فريق بحجم يوفنتوس وتسجيل ثنائية يعطي انطباعًا زائفًا بأن اللاعب قد وصل إلى مرحلة الكمال الكروي، بينما الواقع يشير إلى أنه لا يزال يعاني من نفس القصور الذي أخرجه من إنجلترا، بالأخص لو علمنا أنه منذ شهرين لم يسجل أي هدف من لعب مفتوح في الدوري الإيطالي.

    ولكن، هل يمكن لهذا الأداء أن ينجح مجددًا في ارساله للدوري الإنجليزي؟ بالاعتماد فقط على اللحظات الفردية وجودة الإنهاء دون المساهمة في البناء.

    الفريق الذي سيقرر دفع مبالغ خرافية لشرائه بناءً على لقطات الأهداف وملخصات المباريات الكبيرة، قد يجد نفسه أمام لاعب معزول تمامًا في المباريات المغلقة التي تتطلب حلولًا جماعية، مما يعيد إنتاج نفس سيناريو خيبة الأمل السابقة.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Hojlund Napoli JuventusGetty Images

    بيت القصيد

    ما فعله هويلوند الليلة في نابولي هو عملة نادرة في سوق المهاجمين؛ فالقدرة على الحسم وتسجيل الأهداف من أقل عدد من الفرص هي المطلب الأول لأي مدرب. 

    ومع ذلك، فإن هذا البريق قد يكون السم في العسل للأندية الراغبة في ضمه، أو لناديه الأصلي مانشستر يونايتد.

    التقرير الفني الصادق يجب أن يقول إننا أمام قناص بارع، ولكنه ليس لاعب كرة قدم متكاملًا بعد.

0