سجل ممفيس ديباي، رقمًا جديدًا، نقش به اسمه في جدران تاريخ هولندا، موقعًا على ظاهرة تعد نادرة في كرة القدم، فبعد أن تربع على عرش هدافي بلاده، ها هو يصبح أكثر صانع للتمريرات الحاسمة في تاريخ الطواحين.
وصنع ديباي تمريرتين حاسمتين، سجل منهما مالين وفان دايك، الهدفين الأول والثاني، ليصبح "مستر أسيست" في تاريخ هولندا، برصيد 35 تمريرة حاسمة.
وأبى ممفيس إلا أن يضع بصمته أيضًا، بإحراز الهدف الثالث من علامة الجزاء، ليواصل تدعيم رقمه القياسي بـ54 هدفًا، ربعته على عرش الهدافين التاريخيين.
هذا التألق وإن سُجل في عهد المدرب رونالد كومان، إلا أنه أيضًا كشف عن "الوجه القبيح" لأحد أعظم أساطير الكرة الهولندية.
في فترة انتقالات واحدة، قرر ممفيس ديباي أن يغادر أوروبا، ويتخذ خطوة الاحتراف في الدوري البرازيلي مع نادي كورينثيانز، وبالمثل، فعل ستيفن بيرجفاين، الذي ترك أياكس، من أجل الانتقال إلى الاتحاد، في صيف 2024.
ماذا فعل كومان حينها؟ قرر استدعاء ديباي دون مشاكل، مدّعيًا بأن المستوى في البرازيل أعلى، رغم أن ممفيس كان ينافس على الهبوط حينها، بينما هاجم بيرجفاين، بوصفه بأنه فضل الأموال على مسيرته المهنية، ليقرر الذهاب إلى الاتحاد.
من قلب الميدان، أثبت ديباي لكومان، بأن أي لاعب خارج أوروبا، من شأنه أن يتألق مع منتخب بلاده، لا سيما في دوري روشن، الذي يملك العديد من المحترفين الأجانب الذين يصنعون الفارق مع بلادهم حتى الآن، على غرار كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس وروبن نيفيش وكانسيلو ونجولو كانتي وكينجسلي كومان ورياض محرز وياسين بونو وخاليدو كوليبالي وساديو ماني، وغيرهم.
ولعلّ ما يزيد من الشعر بيتًا، هو تألق بيرجفاين مع الاتحاد، بأرقامه الشخصية، منذ الموسم الماضي الذي شهد تتويجه بثنائية الدوري وكأس الملك، ولكن يبدو أن ذلك أيضًا غير كافٍ ليحوذ ثقة كومان من أجل التفكير في إعادته لمنتخب هولندا.