هل اتخذ القرار الصحيح؟ حول معضلة تشافي وبرشلونة بين البقاء والرحيل

كان إعلان تشافى، عن رحيله بنهاية الموسم صدمة كبيرة لجماهير برشلونة وللجميع لأنه رغم معانه الفريق تحت قيادة أسطورة النادى لأسابيع لكنه كان يحافظ على الدعم والثقة من مجلس إدارة برشلونة ولم يتم إقالته حتى مع سوء النتائج.

لذلك إعلان تشافى، عن رحيله كان مفاجأة كبيرة وقد أوضح سبب قراره قائلًا: "أعتقد أن عملى لا يحظى بالتقدير الكافي لقد قررت ذلك منذ وقت طويل، منذ بداية الموسم".

ولكن الآن تغيرت الأمور وعاد برشلونة لمستواه وللانتصارات المتتالية مجددًا.

قد يكون برشلونة على استعداد للتخلي عن تشافى، إذا كان أمامه خيارات متعددة جيدة لخلافة النجم الأسطوري فى تدريب الفريق ولكن فترة الانتقالات الصيفية القادمة ستشهد ضغط هائل على أفضل المدربين من الفرق الكبرى الأخرى.

ويبحث كل من ليفربول وبايرن ميونخ عن مدربين جدد بالإضافة إلى مانشستر يونايتد وتشيلسي ويوفنتوس، وهناك احتمال أن يكون هناك عدد وظائف بالفرق الكبرى أكبر من عدد المدربين المتاحين، وكان تشابي ألونسو، يتصدر سباق المطلوبين من أكبر الأندية هذا الصيف لكنه أعلن عن نيته البقاء مع فريق باير ليفركوزن لموسم آخر.

ويقال إن فريق برشلونة أبدى اهتمامًا بتعيين توماس توخيل أو روبن أموريم أو هانسي فليك، لخلافة تشافى، وأثنى توخيل، على إدارة برشلونة ووصفهم بالجيدين، لكن لم يحدث تواصل رسمى حتى الآن بين المدرب الألمانى ولابورتا.

لن يستطيع فريق برشلونة ضم مدرب كبير وتحمل تكاليفه، حيث يعاني النادي من مشاكل مالية كبيرة منذ أواخر عام 2020، وكانت هناك بعض علامات التعافي قبل موسم الفوز بلقب الدوري الإسباني 2022-23، لكن برشلونة لا يزال غير متوافق مع القواعد المالية للدوري الإسباني.

وتم تخفيض الحد الأقصى لرواتب النادي إلى 204 ملايين يورو وهي ضربة قوية للفريق الذي تبلغ ميزانيته الحالية للأجور 492 مليون يورو ويعمل برشلونة فوق الحد المسموح به منذ أكثر من 18 شهرًا.

ولا يمكن للنادي رسميًا إجراء أي تعاقدات جديدة أو تعيين مدرب إلا بعد التخلص من بعض اللاعبين، وبسبب ظروف برشلونة المالية سيكون هناك صعوبة فى التعاقد مع بعض المدربين المرشحين وعلى رأسهم أموريم، مدرب فريق سبورتنج لشبونة المميز والذي يقال إن لديه شرط جزائي فى عقده يصل إلى 13 مليون جنيه إسترليني.

وحتى إذا نجح برشلونة فى التعاقد مع مدرب جديد سيكون مقابل مبلغ مالى أقل بكثير مما قد يحصل عليه هذا المدرب من الفرق الأخرى، وستؤثر أزمة النادى المالية على أى مدرب يأمل في الدعم المالى لبناء الفريق وفقًا لرغبته.

وفى ظل القيود المالية الحالية لبرشلونة لن ينجح أي مدرب فى تغيير وضع الفريق، وتحدث تشافى، بعد إعلانه استقالته عن تأثير عمله كمدرب لبرشلونة على صحته العقلية، وحذر زميله السابق رافا ماركيز، من تولي تدريب البلوجرانا.

وقال تشافي: "إنهم يجعلونك تشعر بأنك عديم القيمة كل يوم، لقد حدث ذلك لجميع المدربين بيب جوارديولا، وفالفيردي، ورأيت لويس إنريكي يعاني وأعتقد أن لدينا مشكلة فيما يتعلق بمتطلبات هذا المنصب".

وقد دعمه الكثيرون حيث تحدث جوارديولا، عن خطورة هذا المنصب وأكد رونالد كومان، على صعوبة تدريب أحد أكبر الأندية في العالم.

وكان على تشافي، التعامل مع الكثير من الأزمات بدءًا من طرده مرتين هذا الموسم إلى الدعوى التي رفعها ضد اثنين من الصحفيين لنشرهما أخبار كاذبة عنه ولا يبدو أنه يشعر بالسعادة فى برشلونة هذا الموسم.

يصر فريق برشلونة على رغبته في استمرار تشافي، وقال نائب رئيس النادى رافا يوستي، إنه بعد مرور عامين على تواجد تشافي لا يزال الفريق في السنوات الأولى من المشروع طويل الأمد.

ودافع لابورتا، عن تشافى كثيرًا مما أثار احتمالية أن يتراجع أسطورة النادى عن قراره بالرحيل، وقال رئيس نادى برشلونة: "إنه يعلم بالفعل أننى أود أن يستمر معنا إنه يقول دائمًا إنه سيغادر في يونيو، لكننا سنرى ولا نريد أن نتعرض للضغط بشأن رحيله لأن الطريقة التي تسير بها الأمور حتى الآن تناسبنا".

وقال تشافى: "أنا ابن النادي وسأظل كذلك حتى النهاية ولكن الظروف لسوء الحظ كانت سلبية للغاية ومع ذلك أنا فخور وضميرى مرتاح لقد أعطيت الأولوية دائمًا للنادي قبل نفسي".

كيف يمكن لبرشلونة إقناع تشافي، بتغيير قراره في الأسابيع المقبلة؟، فعلى الرغم من الأداء القوي الذي يحققه الفريق مؤخرًا، ولكن لا يزال النادى يعانى من أزمات.

ومن المؤكد أن ظهور المواهب الشابة مثل لامين يامال وباو كوبارسي، يبعث بعض الأمل لمستقبل برشلونة وإذا تمكن أيضًا نجمى خط الوسط بيدري وجافي، من التعافى من الإصابات سيقودون الفريق للقمة مجددًا.

وهناك الكثير من "المغريات" ببرشلونة في الوقت الحالي لجعل تشافى، يغير رأيه خاصة بعد استمراره في منصب مدرب برشلونة لمدة عامين ونصف، ولكن من الواضح أن أسطورة النادى غير سعيد ويفعل كل شيء لإظهار أنه لا ينوي البقاء، وقد يكون تشافى عاشقًا لبرشلونة لكنه يحتاج إلى فترة راحة.