حفظ ماء وجه دياز فردّ له الجميل .. هاري كين يطرد "لعنة توتنهام" للأبد ويقود أوركسترا بايرن ميونخ بهاتريك في لايبزيج!

قطع هاري كين خطوة أولى، في سباق جديد للتنافس على جائزته المفضلة، وهي هداف البوندسليجا، للمرة الثالثة تواليًا، بعد نسختي 2023-24 و2024-25، بإحراز الأهداف الرابع والخامس والسادس للبايرن، وكان لزميله الجديد لويس دياز بصمة في تمريرتين حاسمتين، بينما قدم كيم مين-جاي "الأسيست" الأخير للهاتريك الإنجليزي.

هل تصدق عزيزي القارئ، أن هاري كين، الذي صال وجال في الملاعب الأوروبية، كان يعاني من "نحس" في المباريات الافتتاحية، إبان رحلته الطويلة مع توتنهام؟ فعلى مدار 13 نسخة، غاب عن 4 مباريات في الجولة الأولى، ولم يسجل سوى في مباراة واحدة، أمام أستون فيلا، في افتتاحية موسم 2019-2020، ما يعني أن "الأمير" احتاج تسعة مواسم كاملة ليسجل للمرة الأولى في الافتتاحية، فيما ظهرت مساهمته التهديفية الأولى في افتتاح نسخة 2014-2015، بعدما صنع تمريرة حاسمة أمام وست هام.

أما مع بايرن ميونخ، فإن التغيير لم يكن فقط على مستوى التتويج بالألقاب الجماعية، بعدما كسر لعنته، بالفوز بالدوري الألماني وكأس السوبر، ولكن أيضًا على مستوى المباريات الافتتاحية، حيث ظهرت بصمة كين للموسم الثالث تواليًا، لتؤكد أنه كسر لعنته مع توتنهام إلى الأبد.

وفيما يلي، نستعرض أبرز المساهمات التهديفية لهاري كين في 3 مواسم مع بايرن ميونخ..

- سجل هدفًا وصنع تمريرة حاسمة ضد فيردر بريمن في افتتاحية موسم 2023-2024.

- صنع تمريرتين حاسمتين ضد فولفسبورج في افتتاحية موسم 2024-2025.

- سجل 3 أهداف ضد لايبزيج في افتتاحية موسم 2025-2026.

من كان يشاهد الدقائق الأولى من المباراة، يمكن أن تراوده حالة من القلق إزاء الوافد الجديد لويس دياز، القادم من ليفربول، بأن يعاني من "التشتيت" في الأدوار الهجومية والدفاعية، وأن تؤثر على دوره في تقديم بصمة تهديفية مع البايرن، ولكن هاري كين جاء ليردّ من قلب الملعب.

سبق وأن تحدثتُ عن أدوار هاري كين المتعددة مع بايرن ميونخ، كونه ليس مجرد مهاجم، بل صانع ألعاب وجناح ومدافع أحيانًا، إلا أنه أيضًا كان يذهب للجناح الأيسر، ليترك المساحة إلى لويس دياز، للاختراق من العمق، أو التحرك للعودة إلى الدفاع، ولعلّ الحرية التي منحها كين إلى زميله الكولومبي، قد ساهمت في إحراز هدفه الأول في الدوري الألماني.

ويمكن القول إن لويس دياز ردّ الجميل لهاري كين، فصنع له تمريرتين حاسمتين، استهل بهما حملة الدفاع عن لقب الهدّاف، كما حقق الإنجليزي رقمًا متميزًا، كونه سجل هاتريك لأول مرة في تاريخ مشاركاته في المباريات الافتتاحية، بعد 16 نسخة.

قدم بايرن ميونخ، معزوفة موسيقية رائعة أمام لايبزيج، حيث سيطر بشكل تام على مجريات الشوط الأول، ورغم بعض الدقائق التي تمكن خلالها الضيوف من تهديد مرمى مانويل نوير، في الشوط الثاني، إلا أن ذلك لم يمنع لاعبي البافاري من إكمال السيطرة، بفضل اللامركزية في تحركات اللاعبين، واللعب على استغلال ثغرات الدفاع بالتمريرات البينية، فضلًا عن التمرير من أول لمسة ولعبة الثلاثيات، التي أصابت لاعبي لايبزيج باليأس.

هاري كين ظهر في ملعب المباراة، وكأن دوره هو "إكمال القطعة الناقصة"، بمعنى أنه في ظل اللامركزية والانتشار في الملعب، كانت مهمة الإنجليزي هو سد أي ثغرة في المراكز، فتجده مهاجمًا ويلعب في الطرف الأيسر، والأيمن في بعض الأحيان، فضلًا عن تراجعه لوسط الملعب، والعودة لاستلام الكرة من الدفاعات، فضلًا عن مهارته في اكتساب الأخطاء من المنافسين.

وبلغة الأرقام، فإن هاري كين سجل ثلاثية من أربع تسديدات على المرمى، فيما سدد واحدة خارجه، كما حقق مراوغتين ناجحتين بنسبة 50%، وقدم 23 تمريرة صحيحة بنسبة 79%، فيما كسب 6 مواجهات ثنائية من أصل ثمانية، وصنع فرصة محققة، وكسب 4 أخطاء لفريقه، ليكمل العلامة النهائية في التقييم "10/10".

دائمًا ما كان العائق أمام لاعب بحجم هاري كين، هو الفشل في الفوز بالألقاب الجماعية، رغم بلوغ أكثر من نهائي مع توتنهام ومنتخب إنجلترا، إلا أن الباب قد فُتح أمامه مع بايرن ميونخ، بالفوز بثنائية الدوري وكأس السوبر.

وبينما بات هاري كين على بُعد مباراتين فقط من دخول نادي المئوية مع بايرن ميونخ، فإن المهاجم الإنجليزي سجل 89 هدفًا وصنع 26 تمريرة حاسمة، أي أن مساهماته التهديفية بلغت 115 هدف.

ليس ذلك فحسب، بل إن هاري كين سجل عادل رقمه في تسجيل "الهاتريك" في الدوري الألماني، بنظيره في الدوري الإنجليزي، برصيد 8 هاتريك، كما وقع على هدفه رقم 65 في 64 مباراة بالبوندسليجا.

كل الشواهد والمعطيات تقول إن هاري كين إذا واصل على هذا المنوال، بين الفوز بالألقاب الجماعية، وتحقيق هوايته في تحقيق لقب الهدّاف، فإنه لن يكون هناك عائق أمامه كمنافس فوق العادة على الكرة الذهبية.

ولأن دوري أبطال أوروبا يعد معيارًا كبيرًا للفوز بالبالون دور، فإن بايرن ميونخ، الذي امتاز باللعب الجماعي والانسجام الكبير بين لاعبيه، وكانت مباراته الافتتاحية شاهدة على ثنائية خرافية بين مايكل أوليسيه وسيرجي جنابري، وبين هاري كين ولويس دياز، فهذا يؤكد أن البايرن ينتظره موسم للتاريخ، له ولنجمه الإنجليزي.