هاري كين ضد مونشنجلادباخ | لن تقسم بحياة ابنتك هذه المرة .. ودعت أسطورة البايرن بأفضل طريقة ونوير أنقذك من سخرية الجماهير!

صدق من قال إن النجاح يحتاج أحيانًا لنسبة من الحظ، هذا ما حدث في لقطة هدف هاري كين في شباك بروسيا مونشنجلادباخ، في الدقيقة 31، والذي يمكن وصفه بأن لم يحتج لأكثر من وضع ريشته على لوحة فنية مبدعة رسمها مايكل أوليسيه، والذي سدد كرة أكثر من رائعة، قبل أن تمر برأس الإنجليزي، وتجد طريقها نحو شباك الحارس جوناس أوملين.

هذا الهدف قابله توماس مولر بـ"الضحك"، والذي أشار بشعره إلى هاري كين، تعبيرًا على حظ الإنجليزي الذي منحه هذا الهدف، ليكتفي أوليسيه بترجمة تسديدته الرائعة إلى تمريرة حاسمة.

هذا الهدف يعيد سيناريو كين مع توتنهام في مباراته أمام ستوك سيتي، في عام 2018، حيث مرت عرضية كريستيان إريكسن، فوق رأس كين قبل أن تجد طريقها في الشباك.

آنذاك أقسم هاري كين بحياة ابنته، بأنه سجل الهدف، إلا أن الرابطة قررت عدم احتساب الهدف باسمه، ما ساهم في خسارته سباق لقب هداف البريمييرليج في نهاية الموسم، بعدما حل وصيفًا بـ30 هدفًا، بفارق هدفين عن المصري محمد صلاح الذي فاز بالحذاء الذهبي.

ومع اقتراب موسم 2024-25 من نهايته، فإن هاري كين يخوض صراعًا شرسًا على جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي، كأفضل هداف في دوريات القارة العجوز، حيث عادل رقم روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم برشلونة، بـ25 هدفًا، ليصل إلى النقطة 50.

ويتصدر فيكتور جيوكيريس، مهاجم سبورتنج لشبونة، جدول سباق "الجولدن بوت"، برصيد 57 نقطة، فيما يأتي محمد صلاح، نجم ليفربول، في الوصافة بـ56 نقطة.

الجدير بالذكر أن الهدف في الدوريات الخمسة الكبرى يعادل نقطتين، بينما يعادل 1.5 في الدوريات الأخرى، ما يعني أن كين بحاجة لتسجيل ما لا يقل عن 4 أهداف في الجولة الأخيرة، إن أراد أن يبقى على حظوظه في المنافسة على الحذاء الذهبي.

ولعلها واحدة من أبرز لقطات المباراة، سجلها هاري كين أيضًا، والذي كاد أن يسجل هدفًا في مرماه، بالدقيقة 23، أثناء ركلة ركنية لمونشنجلادباخ، إلا أن الحارس نوير قال له "لا تقلق"، وأنقذه برد فعل رائع، من موجة ساخرة كبيرة كانت ستطارده في ليلة تاريخية لن ينساها على مدار حياته.

وبالنظر إلى مجريات المباراة، إن هاري كين قام بأدواره الهجومية، رغم تواجده أغلب الوقت خارج منطقة الجزاء، كما تراجع الإنجليزي كثيرًا إلى وسط الملعب، من أجل المساهمة في بناء الهجمة، فيما كان يتواجد أيضًا في منطقة دفاع البايرن.

وأمام تراجع كين للخلف، كان يتقدم توماس مولر إلى الأمام، في إشارة إلى خطة لعب المدرب فنسنت كومباني، بأن يعتمد لاعبو البايرن على إعطاء الكرات إلى مولر، وفتح المساحة الهجومية إليه، من أجل تسجيل هدف يختتم به مسيرته الأسطورة على ملعب أليانز أرينا.

في المقابل، اعتمد لاعبو مونشنجلادباخ على المرتدات السريعة، والتي مكنتهم من اختراق دفاعات البايرن، إلا أنهم لحظهم العاثر اصطدموا بحارس عملاق، اسمه مانويل نوير، كان أحد أبرز اللاعبين في المباراة، بتصدياته الخارقة وردود أفعاله الرائعة، وكان أبرزها في الدقيقة 50، بالتصدي لتسديدة خادعة من روكو ريتس.

هنيئًا للأمير الإنجليزي الذي بكى أمام كأس اليورو والأميرة الأوروبية "ذات الأذنين"، الهداف الذي سيتذوق أخيرًا طعم الفوز بجائزة جماعية، وسيزينها إلى جائزته الفردية المنتظرة، حيث يقترب من هداف البوندسليجا، للموسم الثاني على التوالي، بأهدافه الـ25.

انكسرت اللعنة، وكين سيفتح بابه أخيرًا لوضع أول ألقابه الرسمية، ويتوقع ألا تكون الأخيرة؛ فهاري كين سيكون على موعد مع كأس السوبر الألماني، وسيقود حلم البافاري إلى لقب دوري أبطال أوروبا، في الموسم المُقبل، بعدما بلغ ربع نهائي النسخة الحالية، قبل خروجه أمام إنتر الإيطالي.

المستقبل مشرق أمام الهداف الإنجليزي مع بايرن ميونخ، هذا ما تقوله أرقامه - حتى الآن - بعدما خاض مباراته الـ90 بقميص البافاري، حيث سجل 81 هدفًا وصنع 24 تمريرة حاسمة، فيما وقع على 61 هدفًا في 62 مباراة بالدوري الألماني على مدار موسمين. يا له من رقم خرافي!

السؤال عزيزي القارئ "هل تتوقع أن يرتدي هاري كين تاج دوري الأبطال يومًا ما مع بايرن ميونخ؟".