Newcastle BilbaaoSocial/GFX

تخصصا "الرقص على السلم" .. نيوكاسل وبيلباو بملعب مرعب والكثير من الضجيج والمحصلة لاشيء!

لا شك عندما يظهر اسم أتلتيك بيلباو أم نيوكاسل يونايتد عندما تأتي مواجهة أي منهما أمام فريقك المفضل تشعر بالقلق الشديد، ملعب مرعب، فريق عنيد، وكل شيء لا تريد رؤيته.

الكثير من الضجيج يزداد وينتشر حول الثنائي بصفة مستمرة، بيلباو استعاد أيمريك لابورت واحتفظ بنيكو ويليامز من أجل الدخول بمعترك دوري أبطال أوروبا بأفضل شكل ممكن تحت قيادة إرنستو فالفيردي.

ولكن ماذا كانت النتيجة؟ الخسارة بهدفين أمام آرسنال على ملعب سان ماميس في الجولة الأولى من مرحلة الدوري، وأسوأ ما في الأمر أن المدفعجية فعلوا ذلك بأقل مجهود عن طريق البديلين جابرييل مارتينيلي ولياندرو تروسار، في مباراة لم يظهر فيها أغلب الأساسيين بمستواهم الطبيعي.

مواجهة نيوكاسل يونايتد وبرشلونة جاءت بالكثير من الضجة في إنجلترا، نظرًا للطابع الخاص الذي يتسم به الماكبايس وطفرتهم "المحدودة" مع المدرب إيدي هاو.

الفريق لعب بشكل جيد في البداية وعلى فترات متباعدة، لكن مرة أخرى، المحصلة لا شيء، خسر بهدفين مقابل هدف، ولم يظهر في أي وقت من الأوقات أنه يستطيع الفوز.

ولذلك، سنجد أن كل منهما يطلق عليه لقب الحصان الأسود، ولكنه لا يحقق ما يكفي لاستحقاق هذا اللقب بمزاحمة الكبار بالشكل الكافي..

  • Athletic Club v Arsenal FC - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    ملعب مرعب وماذا بعد؟

    الرحلة إلى ملعب سان ماميس دائمًا ما تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة لريال مدريد وبرشلونة، ويدخلها عشاق الفريقين في حالة من الترقب تجنبًا للخسارة أو التعادل خلال سباق المنافسة على الليجا.

    أجواء حماسية في معقل النادي الباسكي، ومحاولات مستمرة للضغط على الخصم من خلال الأهازيج والصافرات، ولكن المحصلة دائمًا ما تكون "لا شيء" في المواعيد الكبرى.

    الفريق يكتفي بمحاولة "مضايقة" الكبار فقط على أرض الملعب، وفي النهاية لا يصل إلى نتائج مذهلة، وهذا ما يمكن رؤيته لو راجعنا إحصائيات بيلباو أمام ريال مدريد وبرشلونة منذ موسم 2020/2021 وحتى الآن.

    النادي الباسكي لعب أمام برشلونة 9 مباريات على أرضه خلال تلك الفترة، فاز في مباراتين فقط وتعادل مرتين وخسر 5 مرات، وهي نتائج عادية أو متوسطة بأقصى تقدير.

    وضد ريال مدريد لعب 7 مباريات، فاز في مرتين وخسر في 5 مناسبات أخرى، في إحصائية يستطيع أي فريق آخر في الليجا تحقيقها مهما كان موقعه ومركزه وإمكانياته.

  • إعلان
  • Athletic Club v Arsenal FC - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    أين الإنجازات؟

    بيلباو يمتلك طابع خاص وفريد من نوعه، فهو يتعاقد فقط مع لاعبين من إقليم الباسك الذي يغطي جزءًا من إسبانيا وفرنسا، ويأتي ذلك لتشجيع المواهب الشابة في أكاديمية النادي.

    هل يساهم ذلك في تحجيم الفريق؟ ربما هذا يكون السبب الرئيسي للأمر، لأن الفريق الباسكي ليس سيئًا، ولكنه أيضًا ليس جيدًا بالشكل الكافي لاستحقاق الضجة والهالة المحيطة به.

    الفريق حصل مؤخرًا على لقب كأس إسبانيا في موسم 2023/2024، وهو إنجاز ليس مستحيلًا، ولا يكفي لحالة الرعب التي تسود عندما يأتي اسم بيلباو، لأنه يظل بعيد كل البعد عن التواجد بشكل حقيقي وسط ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو.

    مشاركاته الأوروبية دائمًا ما تسفر عن "لا شيء" سواء دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي، وما حدث في الموسم الماضي هو خير دليل على ذلك.

    بيلباو خسر من أسوأ نسخة ممكنة لمانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة بنصف النهائي مرتين، 3/0 على معقله المرعب في سان ماميس، وسقط بنتيجة 4/1 في أولد ترافورد، وهو مستوى لا يليق أبدًا بفريق حوله كل هذا الضجيج.

    وجب الذكر أيضًا أن مشاركة الفريق في دوري الأبطال هذا الموسم، هي الأولى للفريق منذ موسم 2014/2015، مما يعني أن حتى التواجد بالمراكز المؤهلة للبطولة يعد إنجازًا نادرًا للنادي الباسكي.

    والدليل الأوضح على فشل بيلباو، يتمثل في نجاح فرق أخرى متوسطة في الحصول على لقب الدوري الأوروبي بآخر 10 سنوات، وعلى رأسها إشبيلية "5 مرات"، وأتالانتا وفياريال وآينتراخت فرانكفورت وتوتنهام، بينما يكتفي عملاق الباسك بأجواء سان ماميس.

  • Newcastle United FC v FC Barcelona - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD1Getty Images Sport

    حالة إنجليزية مشابهة

    بيلباو لديه العذر الكافي، لأنه ربما كان سيتغير حاله كثيرًا لو أتيحت له فرصة التعاقد مع لاعبين من خارج إقليم الباسك، ولكن ماذا عن نيوكاسل يونايتد؟ الفريق الذي يعيش طفرة مالية تحت قيادة صندوق الاستثمار السعودي منذ 2021.

    النادي أنفق ما يزيد عن 700 مليون يورو على تعاقدات جديدة منذ هذه اللحظة على لاعبين جدد، ولم يسفر ذلك سوى عن الفوز بكأس رابطة المحترفين الإنجليزية الموسم الماضي، وهو إنجاز لم يكن بحاجة إلى هذا الرقم، والدليل هو حصول كريستال بالاس بأقل إمكانيات ممكنة على كأس الاتحاد الإنجليزي بنفس الموسم.

    الفريق تحسن كثيرًا تحت قيادة إيدي هاو، لكنه يعيش حالة من السكون، ويكتفي بلقب المزعج لكبار البريميرليج، ويعتبر أكثر نجاحًا من بيلباو في هذا الأمر، حيث جاءت نتائجه كالتالي منذ موسم 2021/2022 وحتى الآن..

    أمام مانشستر يونايتد : لعب 10 مباريات، فوز : 5  تعادل : 2  هزيمة : 3

    آرسنال : لعب 10 مباريات، فوز :5  تعادل : 1  هزيمة : 4

    توتنهام : لعب 8 مباريات، فوز : 5، تعادل : 0، هزيمة : 3

    تشيلسي: لعب 10 مباريات،  فوز : 4 تعادل : 1  خسارة: 5

    ولكنه فشل بشكل ذريع أمام الثنائي مانشستر سيتي وليفربول

    نتائجه ضد سيتي : لعب : 10 مباريات، فوز : مرة واحدة  تعادل : 2  هزيمة : 7

    ليفربول : لعب 10 مباريات،  فوز : 1  تعادل : 1  خسارة : 8

    أجواء ملعب سانت جيمس بارك تزعج الكبار وهذا واضح، وربما ساهمت الطفرة الأخيرة في حصول الفريق على أول بطولة منذ 70 سنة، بالإضافة إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا مرتين، ولكن هناك فرق إنجليزية أخرى مثل أستون فيلا وبرايتون وكريستال بالاس تفعل أشياء مشابهة بإمكانيات أقل دون هذا الضجيج.

    حتى في سوق الانتقالات الأخير أجمع أغلب اللاعبين على رفض نيوكاسل أمام أي فرصة من كبار البريميرليج، وقاتل لاعبه السابق ألكساندر إيزاك من أجل الهروب بأي شكل من الأشكال.

    وفي النهاية سنجد أن هناك تشابهات كبيرة بين نيوكاسل يونايتد وبيلباو، كل منهما مثل "من رقصوا على السلم" لم يراهما أحد في القمة، ولم يسمعهما أحد بالقاع، ولا حتى يمكننا وصفهما بـ"الحصان الأسود" بأي شكل من الأشكال!