Neymar what next GFXGetty/GOAL

نيمار برشلونة عاد من جديد .. "المقاتل" انفجر في 17 دقيقة ضد جوفنتود وباريس لم يستطع الصمت أمام "هاتريك البقاء"!

في الوقت الذي شعر فيه الجميع أن بريق نيمار قد انطفأ إلى الأبد، وأنه لن يعود مرة أخرى إلى النسخة التي أحببناها واستمتعنا بها في برشلونة، قرر صاحب الـ33 سنة إبهارنا دون أي سابق إنذار.

سانتوس ينافس على الهبوط، الكثير من مشاكل الركبة والإصابات، وأنباء حول غيابه عن مباريات فريقه الحاسمة في معركة الهبوط وعدم الظهور مرة أخرى حتى نهاية العام، كل شيء يسير في الاتجاه الذي لا يريده نيمار.

ولكن نجم برشلونة والهلال وباريس سان جيرمان السابق، قرر إنهاء عام 2025 بقصة كفاح قصيرة، بتسجيل 5 أهداف في آخر 3 مباريات لعبها مع سانتوس، ليؤكد لنا أنه لا يزال حيًا ويستحق "فرصة ثانية من الجميع".

الأمر بدأ تصاعديًا، هدف في شباك ميراسول، ثم غاب أمام إنترناسيونال للإصابة، قبل العودة للتسجيل أمام سبورت ريسيفي، لنرى بعدها النسخة المُرعبة من نيمار .. هاتريك في الفوز على جوفنتود 3/0، في المباراة التي أقيمت في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، بالجولة 37 من الدوري البرازيلي.

  • Santos v Sport Recife - Brasileirao 2025Getty Images Sport

    انفجر في 17 دقيقة

    بعد الإصابة التي أبعدته عن مباراة إنترناسيونال، كان الاعتقاد السائد لدى الجميع أنها ستكون لحظة أخرى يغيب فيها نيمار عن فترة حاسمة لفريقه بسبب الإصابة، الأمر حدث مع الهلال وباريس سان جيرمان وأصبح معتادًا عليه.

    اللاعب كان "ولا يزال" يعاني من إصابة قوية في الغضروف المفصلي لركبته اليسرى، ووفقًا للتقارير التي انتشرت مؤخرًا، فهو بحاجة إلى جراحة بالمنظار فور انتهاء الموسم الحالي في البرازيل، ليكون له كل العذر في حالة الغياب والاختفاء عن الصورة.

    ولكن بدلًا من ذلك، قرر نيمار القتال والظهور بروح وصورة مختلفة تمامًا عن التي اعتدنا عيه، ومباراة جوفنتود كانت دليلًا آخر على أن البرازيلي قرر القتال وإنقاذ مسيرته وهي في لحظاتها الأخيرة.

    الأمر يبدو وكأن القدر يكافئه، خلال 17 دقيقة فقط من زمن الشوط الثاني، سجل ثلاثية فريقه في الفوز على الفريق الخصم، ليصبح سانتوس في وضعية ممتازة من أجل تفادي شبح الهبوط.

    الهدف الأول لنيمار جاء من هجمة مرتدة سريعة، تعامل معها اللاعب بهدوء تام مثلما كان يفعل بالضبط مع برشلونة، وبعدها بقليل تلقى كرة عرضية من إيجور فينيسيوس ليضيف الهدف الثاني له ولفريقه.

    وأخيرًا، حصل نيمار على ركلة جزاء سجلها بإتقان شديد ليكمل الهاتريك، وتم استبداله في الدقيقة 83 من عمر المباراة التي كان بطلها الأول من دون منازع.

    الأمر لفت باريس سان جيرمان، النادي السابق لنيمار، والذي قرر الاعتراف بتألقه ونشر صورة له عبر حسابه على منصة "إكس" بعد الهاتريك الذي سجله مع سانتوس.

  • إعلان
  • Santos v Sport Recife - Brasileirao 2025Getty Images Sport

    أرقام نيمار أمام جوفتتود

    النجم المخضرم الذي لعب خلف المهاجم لاوتارو دياز، شارك لمدة 83 دقيقة وكان رجل المباراة الأول بلا منازع بسبب إسهامته الواضحة وتسجيله 3 أهداف.

    دقة تمرير نيمار وصلت إلى 75%، بمجموع 21 تمريرة صحيحة من أصل 28، ولعب 15 تمريرة داخل منتصف ملعب الفريق الخصم، وسدد 5 كرات طوال مشاركته.

    نيمار لمس الكرة 49 مرة وهو ما يعكس تداخله في الأحداث رغم معاناته من إصابة، كما راوغ مرتين من أصل 4 محاولات وفقد الاستحواذ على الكرة في 14 مرة.

    لم يقطع الكرة ولم يستخلصها، وقام باسترجاعها مرتين من الخصم، وفاز بـ4 التحامات ارضية من 10 محاولات، في واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق في السنوات الأخيرة.

  • Santos v Mirassol - Brasileirao 2025Getty Images Sport

    هل هذا نيمار الذي نعرفه؟

    عندما وصل اللاعب إلى برشلونة في 2013 أظهر وقتها العديد من الصفات والقدرات التي غلب عليها الطابع الفني والمهاري، وقتها كان الساحر البرازيلي متمتعًا بحيوية وطاقة ونشاط وصفات غابت عنه على مدار السنوات الماضية، لتظهر الآن دون أي مقدمات عندما احتاجه سانتوس لإنقاذه من الهبوط.

    مسيرة نيمار تعرضت للعديد من التخبطات سواء مع برشلونة أو باريس أو الهلال، لأسباب خاضعة لإرادته وأشياء أخرى لم يستطع التحكم فيها، ولكن ما نراه الآن هو نموذجًا لما يحدث عندما قرر اللاعب امتلاك زمام الأمور وتحديد مصيره بنفسه.

    كل شيء كان على وشك الانهيار، اللاعب تعرض لهجوم عنيف من جماهير سانتوس بسبب مشاكله البدنية التي أثرت على مستواه، والنتائج السلبية للفريق وصراعه على الهبوط رغم امتلاكه أحد صفوة النجوم في العالم.

    البعض اعتقد أن وجود نيمار وحده سيكون كافيًا وهو أمر غير منطقي، قبل أن يقرر اللاعب نفسه إضفاء بعض المنطق على هذا الاعتقاد، بأنه فعلًا يستطيع أن يفعل كل شيء وحده لإنقاذ فريقه من الهبوط.

    تسجيل 5 أهداف في آخر 3 مباريات وأنت تعاني من إصابة ليست بسيطة أمرًا يستحق التأمل، بأن النجم المخضرم كان يُمكنه التمتع بمسيرة مختلفة تمامًا عن التي مر بها، لو كان حاول القتال بهذه الطريقة.

    هل كان يحتاج إلى كارثة وتهديد بنهاية مسيرته والغياب عن كأس العالم 2026 حتى يستفيق؟ الأمر يشبه الطالب الذي لا يفتح كتابه على مدار السنة الدراسية، ويقرر قراءة المنهج للمرة الأولى وهو في ليلة الامتحان.

    لو كان فعلها في آواخر العشرينات أو بعد ذلك بقليل لكان تواجد نيمار بمكان مختلف تمامًا، بدلًا من الكفاح مع سانتوس على الهروب من شبح الهبوط، ولكن على كل حل، أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي أبدًا!

  • فرصة أخيرة

    الأمور تسير على ما يُرام الآن بالنسبة لسانتوس بعد الهاتريك الأول لنيمار منذ عام 2022، الفريق يحتل المركز الرابع عشر بـ44 نقطة قبل الجولة الأخيرة من عمر الدوري البرازيلي، ولديه مباراة صعبة مع كروزيرو صاحب المركز الثالث.

    سانتوس يتنافس مع سيارا إس سي وفورتاليزا وفيتوريا وإنترناسيونال على البقاء، ويمكنه الهروب من الهبوط بغض النظر عن نتيجته مع كروزيرو، إلا إذا ظهر سحر نيمار من جديد لتتأكد النجاة دون الحاجة إلى سقوط المنافسين.

    وبعيدًا عن تلك المعركة، ماذا سيفعل نيمار بعد انتهاء عقده مع سانتوس هذا الشهر؟ هل يبقى؟ أم يذهب لخوض تجربة جديدة بعيدًا عن سانتوس لإثبات قدراته للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي للذهاب إلى مونديال 2026؟

    هل يعود إلى أوروبا؟ الفكرة مُغرية للغاية وستجبر أنشيلوتي على ضمه إلى قائمته لو تألق من جديد، ولكن التنافسية في القارة العجوز تهدد نيمار من الناحية البدنية، عكس ما يحدث في البرازيل وباقي دوريات أمريكا الجنوبية.

    ولكن لا مجال للهرب، على صاحب الـ33 سنة أن يتحدى نفسه، ويحول هذه المعركة المٌصغرة له مع سانتوس إلى ساحة أكبر من القتال، يستطيع فيها محو الصورة السيئة المتكاسلة التي صدرها عن نفسه طوال مسيرته الكروية.

    أوروبا هي الحل، والسوق الشتوي قادم، البقاء في سانتوس لن يفيد نيمار، حتى وإن أكد بعد المباراة أن النادي هو أولويته، لا مجال للبقاء في منطقة الراحة مع نادي الطفولة، الوقت لن يخدمه والفرصة الحالية ستكون حتمًا الأخيرة.