فولتمادي "حبيس" في نهائي أوروبا .. من أشبال إنجلترا إلى الأمير هاري كين "لا خوف على مكانك في البايرن"!

قبل كل شيء، لنلقي نظرة على ما قدمه فولتمادي هذا الموسم، الذي فتح أبواب المجد للمهاجم الشاب، منذ انتقاله إلى شتوتجارت، قادمًا من فيردر بريمن، حيث قاد فريقه لاقتناص كأس ألمانيا، لأول مرة منذ عام 1997، كما سجل في النهائي أمام أرمينيا بيليفيلد.

وسجل فولتمادي 17 هدفًا وصنع 3 تمريرات حاسمة في 33 مباراة مع شتوتجارت، خلال موسم "2024-2025"، كما واصل عروضه الرائعة مع المنتخب الألماني في بطولة أوروبا للشباب؛ حيث دك شباك سلوفينيا بـ"هاتريك"، ثم سجل هدفًا وصنع اثنتين أمام التشيك، وغاب عن لقاء إنجلترا في دور المجموعات، ثم عاد في ربع النهائي ليسجل ويصنع أمام إيطاليا، ثم نجح في هز شباك فرنسا من نصف النهائي.

وأمام الأرقام المذهلة التي قدمها نجم شتوتجارت هذا الموسم، فقد أقنع ناجلسمان بضمه لمنتخب ألمانيا الأول، في مباراتي البرتغال وفرنسا في دوري الأمم الأوروبية.

كل هذه الأرقام تجعلنا نقول إن فولتمادي يستحق بالطبع المبلغ الذي حدده شتوتجارت، ولكن ماذا حدث في المباراة؟

وكان فولتمادي في نهائي أوروبا، أشبه بـ"عصفور في قفص إنجليزي"؛ ففي الوقت الذي ظن فيه مشجعو المانشافت، أن يكون نيك هو نبض الهجوم الألماني، إلا أنه عانى للغاية أمام الرقابة اللصيقة من لاعبي إنجلترا.

وأمام اللعب بطريقة 4-4-2، والاعتماد على ثنائية فولتمادي ونيلسون فايبر، فإن المنتخب الألماني عانى بشكل عام، في الشوط الأول أمام دفاع إنجليزي محكم، ومرتدات خطيرة منحت هدفين لـ"الأشبال الثلاثة" في الدقيقتين 5 و24، بأقدام هارفي إليوت وهوتشينسون، إلا أن خبرة شباب المانشافت، أعطت كلمتها في العودة بهدفين عن طريق فايبر ونيبيل في الدقيقتين 45+1 و61.

ورغم تحركات نيك فولتمادي في الجبهتين اليسرى واليمنى، ومن العمق، إلا أنه تعليمات المدرب، جعلته محاصرًا بين 3-4 لاعبين في كل محاولة للانطلاق في منطقة إنجلترا.

وفي الشوط الثاني، تحسن المنتخب الألماني كثيرًا، وأصبح أكثر نشاطًا وخطورة على مرمى الحارس بيدل، كما بدا دفاع الألمان أقل ارتكابًا للأخطاء، ليلجأ المنتخبان إلى الشوطين الإضافين، إلا أن رأسية طائرة من جوناثان روي منحت الأفضلية للإنجليز في الدقيقة 92.

وأمام أنظار فولتمادي، كاد المنتخب الألماني أن يعود مرتين، سواءً بهدف قاتل قبل نهاية الوقت الأصلي، أو آخر قبل إطلاق صافرة نهاية الشوط الإضافي الثاني، إلا أن العارضة تصدت للكرتين، لتخدم كلمة القدر الذي منح الانتصار لرفاق هارفي إليوت.

وطبقًا لما ذكرته في الفقرة السابقة، فإن فولتمادي لم يسدد أي كرة، سواءً على المرمى أو خارجه، أو حتى محاولة مقطوعة من الدفاع، إلا أن مكمن خطورة نجم شتوتجارت تمثلت في بناء الهجمات وفتح المساحات لزملائه، وكسب الأخطاء لصالح المانشافت، فضلًا عن التراجع إلى منطقة الألمان لمواجهة المرتدات الإنجليزية.

العلامة الصفرية ليست في التسديدات فقط، بل في نسبة نجاح المراوغات أيضًا، وكذلك في الكرات العرضية، فيما امتاز فولتمادي على مستويات التمريرات القصيرة، التي بلغت نسبة دقتها 88%، بعدما أرسل 28 تمريرة صحيحة من أصل 32.

سؤال يلوح في الأفق، إذا انتقل فولتمادي إلى بايرن ميونخ، أين سيلعب؟ وهل سيشارك اللعب مع "الأمير" الإنجليزي هاري كين، أم سيكتفي بالبقاء بديلًا له؟

صحيح أن نجم شتوتجارت الحالي، يقدم أرقامًا مميزة من الناحية التهديفية، إلا أن الخبرة لا تزال عاملًا مؤثرًا على المهاجم المولود في 2002، والذي لم ينجح في التسجيل أمام الكبار، مثل بايرن ميونخ أو بوروسيا دورتموند، كما غاب عن التهديف في نهائي أوروبا، رغم تسجيله في جميع المباريات التي شارك فيها.

ولعل الوجهة المتوقعة لفولتمادي، في حالة انتقال إلى العملاق البافاري، ستكون اللعب خلف المهاجم هاري كين، مع اعتماد المدرب فنسنت كومباني على أوليسيه وجمال موسيالا في الأطراف.

أما في حالة بقاء فولتمادي على مقاعد البدلاء، فإنه قد تصير ضربة لمهاجم قد تعول عليه ألمانيا بنسبة كبيرة، حال المشاركة في نهائيات كأس العالم 2026، والتي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.