كشفت مصادر صحفية عن طلب جديد للمحكمة من نادي برشلونة بشأن قضية نيجريرا، مشيرة إلى أن ذلك يأتي ضمن زيادة التعمق في دراسة القضية والتحقيقات بشأنها. فما القصة؟
Getty/Sport.esقضية نيجريرا
قضية خوسيه ماريا إنريكيز نيجريرا تمثل واحدة من أبرز الفضائح المالية والإدارية في تاريخ نادي برشلونة الحديث، وقد بدأت عام 2023 ومازالت التحقيقات جارية حتى الآن.
نيجريرا، النائب السابق لرئيس لجنة الحكام الإسبانية، اتُهم بالحصول على مدفوعات مالية كبيرة من النادي الكتالوني مقابل استشارات تحكيمية على مدى عقدين وتحديدًا خلال الفترة بين عامي 2000-2018، دون وجود عقود رسمية أو تقارير مكتوبة تثبت تقديم هذه الخدمات، وتصل قيمة تلك المدفوعات إلى نحو 7.3 ملايين يورو.
القضية أثيرت في إطار تحقيقات أوسع حول التعاملات المالية غير الشفافة بين الأندية والحكام في إسبانيا، ما أثار جدلاً حول نزاهة المباريات وشفافية إدارة الأندية. التحقيقات تشمل استدعاء شخصيات بارزة مثل رؤساء برشلونة السابقين والحاليين، والمدربين، والحكام، للتأكد من ملابسات المدفوعات ودور نيجريرا في تقديم الاستشارات المزعومة.
النادي الكتالوني نفى كل تلك التهم جملة وتفصيلًا، ويُصر رئيسه جوان لابورتا على براءة النادي وعدم دفعه رشاوى لأي من الحكام أو المسؤولين.
طلب جديد من المحكمة
صحيفة "إل موندو" الإسبانية كشفت النقاب عن طلب جديد توجهت به المحكمة الابتدائية في برشلونة للنادي الإسباني العملاق.
المحكمة طلبت من برشلونة تقديم النسخ الأصلية من عقود نيجريرا، بالإضافة إلى أي مستندات قد تدعم فواتيره للنادي على مدى ما يقارب عقدين من الزمن.
حتى الآن، لم يظهر أي عقد مع نيجريرا، الذي فوَّتَر أكثر من ثمانية ملايين يورو، وبحسب الصحيفة، لا توجد أي سجلات في أرشيف النادي الكتالوني لتلك المدفوعات. كما لا يوجد تقرير يدعم الخدمات الاستشارية الشفوية التي يُزعم أنه قدمها.
شهود جدد
الصحيفة أشارت إلى أن القاضي استدعى ممثل برشلونة بصفته الكيان القانوني، واتفق أيضًا على استدعاء الرئيس السابق جوان جاسبارت في 6 فبراير القادم، وممثلة برشلونة إيلينا فورت في 27 يناير المقبل، إضافة إلى الحكم السابق ريكاردو سيجورا، الذي تعاقد معه برشلونة منذ نوفمبر 2021 لتقديم "استشارات تحكيمية".
ولا تزال أقوال المدربين السابقين لويس إنريكي وإرنستو فالفيردي، ورئيس النادي الحالي جوان لابورتا، معلقة حتى 25 نوفمبر القادم للشهادة كشهود.
القادم في قضية نيجريرا
قضية نيجريرا فُتحت قبل عامين ونصف إثر شكوى من النيابة العامة، تطالب بالتحقيق في مبالغ قدرها 7.3 مليون يورو دفعها برشلونة لنيجريرا. ومنذ ذلك الحين، قامت الحرس المدني بمراجعة الوثائق التي سلّمها النادي وتلك التي تمت مصادرتها خلال عمليات التفتيش، دون العثور على أدلة قاطعة توضّح الغرض من هذه المدفوعات.
ومن المقرر أن يشهد نوفمبر المقبل إدلاء شخصيات جديدة بشهاداتهم، من بينهم رئيس برشلونة الحالي جوان لابورتا، إضافة إلى مدربي الفريق الأول السابقين لويس إنريكي وإرنستو فالفيردي، وذلك كشهود.
وفيما يخص لابورتا، فقد استبعدت المحكمة توجيه اتهامات له لأن المدفوعات التي تمت خلال ولايته الأولى (2008-2010) سقطت بالتقادم.
موسم برشلونة
تعرض موسم برشلونة لضربة قوية على الصعيد المحلي بعد خسارته كلاسيكو الدوري الإسباني أمام ريال مدريد في الجولة العاشرة من البطولة بهدفين مقابل هدف واحد، ليتراجع بفارق خمس نقاط عن صدارة جدول الترتيب التي يحتلها الفريق العاصمي.
البارسا بدأ الموسم جيدًا محققًا سلسلة من الانتصارات المحلية والقارية، إذ نجح في الفوز بـ6 من أول 7 مباريات له في الليجا، وتعادل في السابعة مع رايو فاييكانو، وعاد بفوز ثمين من إنجلترا على نيوكاسل في افتتاح مبارياته في مرحلة الدوري ضمن دوري أبطال أوروبا.
ذلك النجاح لم يتواصل، إذ تعرض الفريق لخسارته الأولى وكانت أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، وبعدها مباشرة سقط أمام إشبيلية بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد في الدوري الإسباني، ورغم مداواة الجروح بالانتصار على جيرونا محليًا وأولمبياكوس أوروبيًا، إلا أن الخسارة أمام ريال مدريد في الكلاسيكو أعادت الأمور إلى وضع القلق.
البارسا يمتلك حاليًا 22 نقطة في وصافة جدول ترتيب الليجا خلف المتصدر ريال مدريد صاحب الـ27 نقطة.
ما القادم لبرشلونة؟
برشلونة سيخوض مباراتين في الدوري الإسباني حتى موعد التوقف الدولي في نوفمبر القادم، الأولى أمام إلتشي الأحد القادم والثانية ضد سلتا فيجو خارج ملعبه في العاشر من الشهر المقبل، وبينهما سيلعب أمام كلوب بروج في الجولة الرابعة من مرحلة الدوري لدوري أبطال أوروبا.
الفريق يُعاني من غياب عديد نجومه للإصابة، وأبرزهم داني أولمو وجافي وربورت ليفاندوفسكي ورافينيا وقد ترك غيابهم أثره على الأداء أمام ريال مدريد، والذي لم يصل لمستوى الطموحات والآمال وهو ما عرض الفريق للخسارة الأولى أمام خصمه بعد 4 انتصارات متتالية.

