Nuno Espirito Santo Nottingham Forest 2023-24Getty Images

نونو سانتو .. رحل عن الاتحاد بسبب بنزيما ليُعيد أمجاد بريان كلوف في نوتنجهام فورست

من الطبيعي أن يتم ربط نجاح أي مدرب مع نوتنجهام فورست بأسطورة النادي الأعظم بريان كلوف، ولكن على مدار السنوات الماضية لم يقترب أحدهم أبدًا من ما فعله نونو سانتو.

المدرب البرتغالي اسمه ليس غريبًا على عشاق الدوري الإنجليزي، لأنه سبق أن أثبت نفسه مع وولفرهامبتون في الفترة من 2017 وحتى 2021، عندما صعد بالفريق إلى البريميرليج وجعله كابوسًا لكبار المسابقة.

بعدها لم يخض تجربة ناجحة مع توتنهام، ثم ذهب إلى دوري روشن السعودي من خلال الاتحاد، ولكنه عاد مرة أخرى لإنجلترا من بوابة مختلفة وهي نوتنجهام.

في فترة قصيرة وقياسية، تحول الفريق من أحد المنافسين على الهبوط، إلى طرف متواجد ضمن الأربعة الكبار ويحتل المركز الثالث بجدول الترتيب بـ37 نقطة بفارق 8 نقاط عن ليفربول المتصدر بعد 19 جولة.

البعض يقول إنها مجرد طفرة، هذا أمر وارد، ولكن البرتغالي الذي تتلمذ على يد جوزيه مورينيو خلال فترته كلاعب، يستحق الإشادة وإبراز ما يقدمه حاليًا في البريميرليج..

  • Nuno Espírito Santo - Karim BenzemaGOAL AR

    نهايته كادت أن تُكتب بعد الاتحاد

    ما فعله سانتو مع وولفرهامبتون كان كافيًا لجذب أنظار توتنهام، ولكن تجرباته في النادي اللندني كانت كارثية، حيث وصل في يوليو 2021 ورحل في نوفمبر من نفس العام بعد سلسلة من النتائج السيئة.

    العديد من المدربين تعاقبوا على الدوري الإنجليزي، وحققوا نتائج مميزة مع أحد الصغار أو فرق الوسط، وعندما فكروا في خطوة أعلى فشلوا واختفوا تمامًا من المشهد، والنماذج كثيرة، أبرزها جراهام بوتر وديفيد مويس وغيرهما.

    البرتغالي صاحب الـ50 سنة كاد أن يلاقي نفس المصير، لذلك قرر إنقاذ نفسه بتجربة خارج أوروبا تمامًا، عن طريق الانتقال إلى الاتحاد السعودي، ليوقع رسميًا مع العميد في يوليو 2022.

    التجربة في بدايتها كانت ناجحة للغاية، حيث تذوق سانتو طعم البطولات بالحصول على لقبين، الدوري السعودي وكأس السوبر المحلي، ولكنه دخل في صراعات محتدمة بعدها أدت إلى رحيله.

    البعض يقول إنه أخطأ بعدم عمل معسكر استعدادي مناسب لفريقه بعد هذه الثنائية، مما أدى إلى حدوث إصابات مؤثرة وعديدة داخل الاتحاد، وبالتبعية انهار الفريق وتدهورت النتائج في موسمه الثاني.

    والبعض الآخر يميل إلى أن خلافاته مع المهاجم الفرنسي كريم بنزيما لتفضيله المغربي عبد الرزاق حمد الله عليه كانت السبب الرئيسي في رحيله لأن إدارة النادي فضلت الاحتفاظ بالصفقة التاريخية القادمة من ريال مدريد على إبقاء مدربه.

    ومهما كانت الأسباب، النتيجة واحدة، مسيرة سانتو كانت على المحك، ليذهب إلى نوتنجهام فورست في 20 ديسمبر 2023، وهي الخطوة التي غيرت حياته تمامًا وأحيت مشواره التدريبي بصورة ربما لم يتوقعها بنفسه!

  • إعلان
  • Brian CloughHulton Archive

    بريان كلوف .. عاد إليكم من جديد!

    في سبتمبر الماضي، وتخليدًا لمرور 20 سنة على وفاة بريان كلوف المدرب الأسطوري لنوتنجهام، خرج نونو سانتو لوضع نفسه في مقارنة مباشرة مع الرجل الأعظم في تاريخ النادي.

    وقال سانتو في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل":"عندما تعمل مع فورست، يمكنك رؤية الفارق والعظمة التي صنعها بريان كلوف، ما قدمه من الصعب تكراره".

    وأضاف:"ما فعله كان بمثابة الحلم، ولكنه تحقق وأثبت أنه ممكن، لذلك عندما تنظر إلى هذه الإنجازات العظيمة، فمن الطبيعي أن تظهر بداخلك الرغبة في تكرارها".

    كلوف هو من قاد الفريق للحصول على أول بطولة دوري للدرجة الأولى "قبل حقبة البريميرليج" في تاريخه، كما حصل على لقبين لكأس أوروبا و4 بطولات كأس رابطة الدوري الإنجليزي في السبعينيات والثمانينيات.

    حصول فورست على أول لقب دوري له في 1978 تسبب في دهشة هائلة لدى الجميع، حيث تفوق وقتها على ليفربول صاحب المركز الثاني، قبل أن تتبدل المراكز بعدها بعام واحد.

    المفاجأة الأكبر كانت بحصول الفريق على لقب كأس أوروبا عام 1979 قبل أن يكرر هذا الإنجاز في النسخة التالية، وسط استمرار لحالة الدهشة الممزوجة بالإعجاب تجاه تأثير كلوف والطفرة التي جلبها للنادي الذي لم يكن من المنافسين وقتها.

    فورست لم يشارك في دوري الأبطال منذ موسم 1980/1981، وسانتو الآن في أفضل وضع ممكن ليجعلنا نسمع نشيد المسابقة في سيتي جراوند معقل الفريق الموسم القادم لو استمر على نفس المنوال.

  • Nottingham Forest FC v Aston Villa FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    فعل ما لم يحلم به عشاق نوتنجهام

    بعد سلسلة من التخبطات، قرر إيفانجيلوس ماريناكيس مالك نوتنجهام الاستعانة بسانتو حتى ينقذ فريقه من الهبوط، وسط غضب لدى الجماهير بعد قيام الاتحاد الإنجليزي بخصم نقاط من الفريق بسبب اللعب المالي النظيف.

    سانتو جاء في وضع أقل ما يٌقال عنه "كارثي"، أموال ضخمة مهدرة في صفقات غير ناجحة وفوضى على مستوى النتائج مع المدرب السابق ستيف كوبر، لينقذه من الهبوط بمعجزة، بعدما أنهى الموسم الماضي بـ32 نقطة في المركز السابع عشر.

    أكثر المتفائلين في نوتنجهام كان يتوقع أن يكون الموسم الثاني لسانتو أكثر استقرارًا، بمكان هادىء في منتصف الجدول بعيدًا عن شبح الهبوط، ولكنه فاجأ الجميع بدون مقدمات ليصبح منافسًا على البريميرليج حتى وإن كان الأمر نظريًا، باعتبار آرسنال وليفربول هما الأقرب لحصد اللقب خاصة الريدز الذين يعيشون انطلاقة خيالية تحت قيادة مدربهم الجديد آرني سلوت.

    المدرب البرتغالي أنفق 109 مليون يورو على صفقات صيفية، وهو رقم عادي في الدوري الإنجليزي، وجلب عدة صفقات كان أبرزها إيليوت أندرسون ونيكولا ميلينكوفيتش ورامون سوسا وقلب الدفاع موراتو.

    كل ذلك كان كافيًا لاحتلال الفريق المركز الثالث في البريميرليج، بفارق نقطتين عن آرسنال الذي يبني فريقه مع ميكيل أرتيتا منذ خمس سنوات، متفوقًا على مانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر يونايتد وغيرهم ممن سبقوه في البناء.

    الفريق فاز في 11 مباراة وتعادل 4 مرات وخسر في مثلهم، وهي أرقام لم يحلم بها مشجعي نوتنجهام، ويكفينا قولًا أن الخسارة الوحيدة لليفربول هذا الموسم في الدوري كانت على يد سانتو ورجاله!

  • Everton FC v Nottingham Forest FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    مجرد طفرة ولن تستمر؟

    من الطبيعي التشكيك في ما يقدمه نوتنجهام فورست، لأنه ليس من العادي أن يتحول أحد الفرق المصارعة على الهبوط إلى مزاحمة الكبار بين يوم وليلة، لذلك دعونا لا نذهب لنقول إن سانتو سيكرر ما فعله كلوف بالضبط.

    ولكن يمكننا بكل أريحية توقع حصول الفريق على أحد المقاعد الأوروبية خلال هذا الموسم، سواء دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي، أو حتى المؤتمر، وهو إنجاز بكل المقاييس بالنظر إلى الحالة التي كان عليها الفريق.

    الأموال التي أنفقها مالك النادي لم تعد مهدرة، وسانتو أخرج أفضل ما عند نجوم الفريق، بل حول كريس وود من أحد أسوأ المهاجمين في البريميرليج إلى لاعب هداف يسجل بشكل شبه أسبوعي، برصيد 11 هدفًا في 19 مباراة.

    نوتنجهام يمتلك بعض الأدوات الأخرى التي تمنحه الاستمرارية، فبخلاف وود الذي منحته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لقب "كريستيان فييري الجديد"، هناك ميلينكوفيتش الذي ساهم في تحسين الأداء الدفاعي للفريق، بالإضافة للحارس ماتس سيلس، ونجم الوسط مورجان جيبس وايت وغيرهم من العناصر.

    وبجانب هذه الأسلحة، هناك أيضًا الحالة السيئة لكبار المسابقة، مثل مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتشيلسي وأستون فيلا ونيوكاسل وحتى آرسنال، كلها أسباب تضع نوتنجهام في موقف قوي لسماع نشيد الأبطال في ملعبه الموسم القادم.

    وحتى إن لم يتحقق هذا الحلم، فيجب أن نمنح سانتو الإشادة التي يستحقها، لأنه لم يدع تجربتي توتنهام والاتحاد يتسببان في تدميره، بل أنعش مسيرته وجعل جماهير صغار البريميرليج تحلم من جديد!