نهاية إيدين هازارد .. أسطورة تشيلسي الذي أصبح أسوأ صفقات ريال مدريد!

على الرغم من كونه نجمهم لأكثر من نصف عقد، كان تشيلسي عاجزًا عن الحفاظ على هازارد عندما غادر إلى ريال مدريد في يونيو 2019، ولم يتبق سوى عام واحد على عقده.

وانتقل هازارد إلى ريال مدريد في صفقة ضخمة بقيمة 100 مليون يورو وراتب أسبوعي بقيمة 600 ألف يورو.

ترك البلجيكي انطباعًا جيدًا عن مسيرته في مدريد، ثم ظهر هازارد أثناء التدريب وهو يعاني من زيادة الوزن، واعترف لاحقًا أنه كان أثقل بخمسة كيلوجرامات مما كان ينبغي أن يكون، وكشف أنه يميل إلى زيادة الوزن وفقدانه بشكل متكرر، خاصة خلال فترة ما قبل الموسم.

قضى أداؤه الأولي على أرض الملعب على فكرة أن لياقته البدنية ستكون مشكلة فورية واحتاج هازارد إلى بضعة أسابيع فقط وبحلول شهر أكتوبر كان جاهزًا للمشاركة مع لوس بلانكوس.

ولعب هازارد، أدوارًا حاسمة في مواجهتين بالدوري الإسباني، حيث لعب دور البطولة ضد إيبار أولاً ثم ضد ريال سوسييداد وعلى الرغم من أنه لم يسجل أو يساعد في أي منهما، إلا أنه قدم مراوغات مذهلة وتمريرات حاسمة.

قام توماس مونييه، لاعب باريس سان جيرمان، وزميل هازارد في منتخب بلجيكا، بضرب ساقي نجم ريال مدريد أثناء مباراة الفريقين معًا بدوري الأبطال، ولم يتمكن هازارد من المشي أثناء اصطحابه خارج الملعب، وتسببت هذه الإصابة في غيابه فترة طويلة.

كان هازارد داخل وخارج التشكيلة خلال الفترة المتبقية من الموسم حيث عاد في الوقت المناسب للحصول على فرصة أخرى، لكن سرعان ما تفاقمت إصابة كاحله مرة أخرى، واحتاج إلى عملية جراحية لإصلاح الأمور في مارس.

ومع ظهور وباء فيروس كورونا وتوقف الدوريات لم يفوت هازارد الكثير من المباريات، لكنه بدا لاعبًا مختلفًا تمامًا عند عودته.

كان ينبغي أن يكون الموسم التالي أفضل لهازارد من الناحية النظرية فقد تعافى تمامًا من العملية التي خضع لها في مارس، وبدا أنه جاهز للتألق بقميص ريال مدريد.

لكن كابوسًا آخر من الإصابة حدث، عندما أصيب هازارد بمشكلة عضلية أبعدته عن الملاعب لمدة شهر، واستمرت في إزعاجه طوال موسم 2020-21.

وبعد العودة التي توقفت بسبب إصابته بفيروس كورونا، بدا هازارد مستعدًا لترك بصمته في مدريد مرة أخرى وكان الحدث الرئيسي هو مباراة نصف نهائي كأس السوبر الإسباني ضد نادي أتلتيك، وهي المباراة التي بدأها هازارد وبدلًا من تألقه عانى اللاعب وتم استبداله في الشوط الثاني بفينيسيوس، الذي قدم أداءً جيدًا.

وبعد شهر أصر هازارد، على أنه يعتزم اللعب "لمدة خمس أو ست سنوات أخرى على الأقل" وتعهد بالقتال من أجل مكانه في فريق مدريد لكن وضعه أصبح صعبًا بسبب الضغط على المدرب زين الدين زيدان، الذي بدا أنه سيغادر النادي في نهاية الموسم.

كان هازارد منزعجًا باستمرار من الألم في كاحله والإصابة التي لم تلتئم تمامًا بعد إدخال شريحة معدنية للبلجيكي في قدمه للمساعدة في شفاء الكسر، وبدأ الأمر يضايقه.

ونصح طبيب المنتخب البلجيكي هازارد بإجراء عملية جراحية أخرى، وهو ما أكده اللاعب نفسه أيضًا لكن ريال مدريد طلب منه اللعب بالشريحة، وفقًا لما ذكرته صحيفة ماركا.

اعترف هازارد، قبل مباراة ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مع تشيلسي أنه سيكون من الصعب اللعب ضد زملائه القدامى في الفريق حيث حقق هازارد نجاحًا هائلاً في ستامفورد بريدج وأغضب تصريحه هذا جمهور الفريق الملكي.

وتم تصويره وهو يضحك مع عدد قليل من لاعبي تشيلسي بعد المباراة، مما أثار غضب المشجعين ووسائل الإعلام و شن البرنامج الحواري الشهير "El Chiringuito" هجومًا على هازارد وأكدوا عدم احترام البلجيكي الواضح لناديه.

على الرغم من دوره البسيط مع ريال مدريد ولكن ظل هازارد لاعبًا أساسيًا مع منتخب بلاده وكان هناك شكوك حول لياقته حتى بداية بطولة أمم أوروبا 2020 لكنه انضم إلى تشكيلة روبرتو مارتينيز، وظهر جنبًا إلى جنب مع كيفين دي بروينه وكانت هذه هي الفرصة الأخيرة لـ "الجيل الذهبي" لبلجيكا لتحقيق المجد.

خرج منتخب بليجكا أمام إيطاليا في الدور ربع النهائي من بطولة أمم أوروبا 2020 وتعرض هازارد، لإصابة جديدة خلال البطولة.

وفي تلك المرحلة لم يكن قد لعب بشكل منتظم لمدة 18 شهرًا ومع ذلك كان منتخب بلجيكا يعول عليه كثيرًا في تلك البطولة.

وفقًا للتقارير الصحفية كان ريال مدريد على استعداد لبيع هازارد في عام 2021، على أمل إفساح المجال وجمع الأموال لضم كيليان مبابي، نجم باريس سان جيرمان.

وكان من المفترض أن تشيلسي مهتم بعودته ولكن لم تتحقق أي خطوة.

رحل زيدان عن تدريب مدريد قبل موسم 2021-22، وتولى كارلو أنشيلوتي، محله وفي أيامه الأولى، قرر المدرب الإيطالي الأسطوري منح هازارد فرصة وكانت النتائج إيجابية، حيث شارك هازارد أساسيًا وأعاد فينيسيوس لمقاعد البدلاء في الأسابيع القليلة الأولى من الموسم ولكن بمجرد تراجع مستواه، لعب فينيسيوس وتمسك بمكانه حتى الآن.

وضح سريعًا أن هازارد مستهلكًا وشكل كريم بنزيما وفينيسيوس شراكة هائلة في خط الهجوم لمدريد، وكان الفريق الملكي يكتسح المنافسين المحليين والقاريين بسهولة.

ولم يشارك هازارد الباهظ الثمن، في نجاحات الفريق وبناءً على ذلك، أخبره أنشيلوتي، بضرورة انتقاله إلى نادٍ آخر.

لم يكن هازارد، لائقًا بما يكفي للظهور مع ريال مدريد أو تشجيع أي فريق آخر على ضمه.

وتعقد الأمر أكثر بعدما أجرى هازارد، العملية الجراحية التي كان يأجلها منذ مارس 2021 وتمت إزالة الشريحة من كاحل البلجيكي، وهي عملية جراحية أنهت فعليًا فرصه في اللعب في الدوري الإسباني لبقية الموسم.

ربما كان النجاح الأخير الذي حققه هازارد بقميص مدريد هو في مباراة لم يشارك فيها، حيث جلس البلجيكي على مقاعد البدلاء في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022، وحصل على ميدالية الفائز.

بعد أن أمضى ثلاث سنوات في إنكار شائعات رحيله عن ريال مدريد، اعترف هازارد أخيرًا أن الوقت قد حان لمغادرة النادي ولم يقدم سوى القليل من المعلومات حول المكان الذي يمكن أن يذهب إليه، ومع اهتمام الدوري الأمريكي به بدا أن الرحيل سيكون قريبًا.

لم يرحل هازارد عن ريال مدريد في فترة الانتقالات الشتوية بيناير، على الرغم من الاقتراحات المتكررة بأنه سيغادر وسيعود إلى الدوري الإنجليزي.

وبدأت شائعات جديدة بأن هازارد جاهز للعب مرة أخرى وقد أثبت ذلك، حيث شارك كبديل وصنع تمريرة حاسمة في فوز ريال مدريد على بلد الوليد في أوائل أبريل.

استغرق الأمر من هازارد شهرًا لاقتحام التشكيلة الأساسية وتمكن من ذلك، وتم اختياره ضمن تشكيل مدريد ضد خيتافي حيث قرر أنشيلوتي إراحة عدد من اللاعبين الكبار قبل مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي.

وقدم هازارد أداءً متوسطًا، في فوز ريال مدريد بنتيجة 1-0.

لن تكون هناك بداية أخرى، كانت مباراة خيتافي آخر ظهور كامل في مسيرة البلجيكي مع ريال مدريد، وفي أوائل يونيو، أعلن هازارد أنه سيرحل عن الفريق هذا الصيف، ووافق على إنهاء العقد بالتراضي.

وخسر هازارد جزءًا كبيرًا من راتبه، منهيًا إقامة بائسة لمدة أربع سنوات في البرنابيو.

في الأسابيع التي تلت مغادرة هازارد لمدريد، كانت هناك تكهنات بأن البلجيكي قد يسعى للانتقال إلى مكان آخر ووفقًا للتقارير الصحفية كان هناك اهتمام كبير من الدوري الأمريكي والسعودي وجميع أنحاء العالم بضم هازارد.

لكن صباح اليوم 10 أكتوبر، أكد هازارد بأنه سيعتزل اللعب قبل ثلاثة أشهر من عيد ميلاده الـ33، قائلًا: "يجب أن تستمع إلى نفسك وتقول توقف في الوقت المناسب".

ونظرًا لعمره، لم يكن من المفترض أن يكون هذا هو الوقت المناسب لاعتزال هازارد، لكن جسده كان لديه رأي آخر، مما يعني وصولنا إلى النهاية المبكرة لمسيرة لاعب أسطوري محتملة.