نظرة على "المشاغب" جورج جيسوس .. رحلة مدرب الهلال من "تقليل" الدوري السعودي إلى التشكيك في التحكيم

"لو استمر سامي الجابر وتركي آل الشيخ، لكنت سأستمر في الهلال"، هكذا لخص جورج جيسوس أزمة رحيله الأول عن النادي في يناير 2019، بعدما قررت إدارة النادي، برئاسة محمد بن فيصل، إقالته، حيث قال إنه كان على استعداد للبقاء مع الهلال، إذا استمر سامي الجابر في رئاسة النادي، وآل الشيخ على رأس الهيئة العامة للرياضة.

ونشر الهلال بيانًا رسميًا، عقب إقالة جيسوس، بأن إدارة النادي قررت إنهاء التعاقد معه بالتراضي، لعدم رغبته في الاستمرار بالموسم المقبل، رغم أنه خاض 21 مباراة مع الفريق خلال الفترة الأولى، لم ينل فيها سوى خسارة وحيدة، مقابل 16 فوزًا و4 تعادلات.

وفي هذا السياق، قال محمد بن فيصل، عبر برنامج "صدى الملاعب"، إن مسيرة جيسوس مع الهلال كانت مستحيلة، كونه مستمرًا على أسماء معينة دون غيرها، فضلًا عن تصريحه بعدم ثقته في اللاعب الاحتياطي، فضلًا عن أمور أخرى خارج الملعب، مثل تصرفاته أو مقولاته أو أشياء كانت يكتبها على الجدران.

ومن جانبه، تحدث جيسوس، عن عدم رضاه بشأن طريقة إقالته، قائلًا إنه كان على استعداد لإكمال عقده حتى نهايته، ثم التحدث عن التجديد، ولكن رئيس النادي لم يرغب باستمراره، فيما نفى المدرب البرتغالي، الأنباء المتواردة بشأن انقلاب اللاعبين عليه من أجل إقالته، بقوله "في آخر يوم تدريبي لي، لم أعلم (أنا أو غيري) من أفراد الفريق بخبر الإقالة، وعندما أبلغتني الإدارة، طلبت منهم عدم إخبار اللاعبين، واستمر التدريب، وبعد نهايته، أخبرت اللاعبين، فبكى أغلبهم وسألوني لماذا؟ ماذا حدث؟ لقد شعرت باحترام كبير وإعجاب بي من قِبل اللاعبين".

ووصف جيسوس بأن اسلوبه في معايشة المباريات، تختلف عن طريقة المدربين في السعودية، واللاعبون غير معتادين عليها، مستدلًا برد فعل المدرب سيميوني عندما فاز أتلتيكو مدريد بالمباراة، أو جوارديولا إذا قاد مانشستر سيتي عندما قذف زجاجة الماء، مضيفًا "أعلم أن اسلوبي لم يعجب البعض، ولكنه جزء من شخصيتي وحماسي كمدرب، وفي السعودية لم يعتادوا هذا الاسلوب".

ولم تخل فترة جيسوس الأولى من عدة تصريحات أثار فيها جدلًا واسعًا، ففي مباراة أمام التعاون، في ديسمبر 2018، انتهت بالتعادل (2-2)، قال البرتغالي إن بعض أندية الدوري السعودي، تتعمد إضاعة الوقت وتعطيل اللعب، وقال فيها "وجدت هنا في السعودية، أمورًا لا تواكب تطور كرة القدم، كما انتقد - حينها - استدعاء 9 من لاعبي الهلال، لتمثيل المنتخبات السعودية، ووصف الأمر بأنه يخالف قواعد المنافسة العادلة.

وعقب خسارة الهلال أمام الحزم (1-2) في نفس الشهر، خرج جيسوس بتصريح جدلي حمل طابع التقليل من قائمة بدلاء الزعيم، حيث قال "نفوز منذ بداية الموسم رغم أن دكة البدلاء لا تقارن بالقائمة الأساسية".

هذا الأمر علّق عليه الأمير محمد بن فيصل، رئيس الهلال الأسبق، بقوله إنه لا يثق في اللاعبين الاحتياطيين، ويحبط ثقتهم، رغم أنه مؤثرين في الفريق، مستدلًا بالقائد محمد الشلهوب، وأن الفريق كان يحتاج لقائد مثله، في ظل غياب سلمان الفرج - وقتها.

وبالعودة قليلًا إلى الوراء، وتحديدًا في شهر أكتوبر، خرج جيسوس بتصريح بعد الفوز على الشباب (1-0)، انتقد خلاله ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز، وذلك بعد إصابة اللاعب عموري في ركبته، كما انتقد استدعاء 12 لاعبًا للمنتخبات، بقوله إنه ينعكس على الانسجام بين اللاعبين بشكل سلبي.

تسبب جورج جيسوس، دون قصد، في توجيه الانتقادات إلى ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، بتفضيل نادي الهلال على منتخب السعودية.

وجاء ذلك، بعدما صرح جيسوس، لصحيفة "ريكورد" البرتغالية، بشأن عودته لقيادة الأزرق، بقوله "كل شيء تم مع الهلال خلال ساعتين، وكنت قد اتفقت مبدئيًا مع المنتخب السعودي، ولكن حين ظهرت فرضية الهلال، غيرت رأيي، لأن لدى مشروع لم ينته هناك، حظيت بتجربة سابقة وكانت ناجحة، فزت بالسوبر وكنت متصدرًا للدوري بفارق 6 نقاط".

وأضاف "رأيت أنني يجب أن أتم عملي الذي تركته ناقصًا في الهلال، لكني دومًا ما اعطي الحرية لأصحاب القرار، طلبت من رئيسي الهلال والاتحاد السعودي، التفاهم والوصول إلى حل مناسب، وقد منحني وزير الرياضة، الفرصة لأختار واخترت الهلال".

وكشف جيسوس عن اقترابه من تدريب المنتخب السعودي في يوليو 2023، بعد رحيل الفرنسي هيرفي رينارد بثلاثة أشهر، قبل تحويل وجهته إلى الهلال، بعقد لموسم واحد، وهو الأمر الذي نقل اتهامات إلى رئيس الاتحاد، قبل أن يتم التعاقد مع الإيطالي روبرتو مانشيني.

وبعد عودة جيسوس لقيادة الهلال، استهل مشواره مع الزعيم في بطولة كأس الملك سلمان للأندية العربية، قبل انطلاق موسم 2023-2024، حيث بلغ الأزرق المباراة النهائية، قبل خسارته أمام غريمه النصر بنتيجة (1-2)، في نهائي سعودي خالص.

وخرج جيسوس، عقب المباراة، ليضغط على إدارة الهلال، بشكل علني، مطالبًا الإدارة، بتدعيم الفريق بصفقات قوية في الفترة الصيفية، حينها، كما طالب بتوجيه الشكر إلى الظهير الأيسر ياسر الشهراني، لعدم اقتناع الإدارة بإمكانياته.

وقبل نهاية الموسم الماضي، قرر جيسوس الضغط على الإدارة أكثر من مرة، بالحديث عن عقده الذي ينتهي مع نهاية شهر مايو، وعدم معرفة موقفه بشأن تجديد عقده، في الوقت الذي كان الهلال يواصل المنافسة على جميع البطولات، كما ذكرت تقارير بأن خلافًا دار بين إدارة النادي، برئاسة فهد بن نافل، والمدرب جيسوس، بسبب مدة العقد الجديد، قبل أن تقرر الإدارة تجديد عقده لمدة موسم رياضي واحد، من أجل إعادة تقييم أدائه مع الفريق بعد كأس العالم للأندية 2025، في الصيف المُقبل.

وفي أكتوبر الماضي، بعد الفوز على الأهلي بنتيجة (2-1)، في الجولة السادسة من دوري روشن السعودي، قال جيسوس إنه يتمنى امتلاك ملعب مثل (الجوهرة المشعة)، والهلال يستحق ذلك، لما شاهده من أجواء رائعة حققها جمهور الأهلي، رغم امتلاك الهلال لملعب المملكة أرينا، الذي يشهد إمكانيات متطورة، واستضاف عدة أحداث عالمية، مثل موسم الرياض ونهائي السوبر الإفريقي.

GOAL

لا ينكر أي هلالي، الدور الذي قدمه سلمان الفرج في 21 عامًا مع الفريق الأول، حيث قاد الهلال للتتويج بـ23 بطولة محلية وآسيوية، ولكن مع جورج جيسوس كان الأمر مختلفًا، والسبب "الهلال أكبر من القائد".

وفي ديسمبر 2023، خرج جيسوس عن صمته، ورد على اعتراضات الجماهير الهلالية، على طريقة معاملته لسلمان الفرج، عقب استبعاده من قائمة الفريق في مباراة الوحدة، بالجولة 17 من دوري روشن، والتي شهدت فوز الأزرق بنتيجة (2-0)، حيث قال البرتغالي إنه وقع عقوبة انضباطية على الفرج، لقيامه بتصرف لم يعجبه.

وكشفت تقارير إعلامية عن السر وراء العقوبة الانضباطية، بأن سلمان الفرج كان يرفض المشاركة في الدقائق الأخيرة من المباريات، بدءًا من ديربي النصر، حيث قرر المدرب الدفع باللاعب في الدقيقة الثامنة بدل الضائع، ليطالبه الفرج عقب اللقاء بعدم تكرار الأمر، وشارك سلمان أساسيًا بالفعل في المباراتين التاليين، واحدة في دوري أبطال آسيا، والثانية أمام الطائي في الدوري، قبل أن يعود لدكة البدلاء في مباراة التعاون بكأس خادم الحرمين الشريفين، حيث طالبه جيسوس بالمشاركة في آخر دقائق، إلا أن سلمان رفض التغيير، وكذلك عبد الإله المالكي.

وظل أزمة عدم مشاركة سلمان الفرج بصفة أساسية مع جورج جيسوس، بصورة مستمرة، حتى رحل القائد عن الهلال في فترة الميركاتو الصيفي، لينتقل إلى نادي نيوم، في دوري يلو للدرجة الأولى.

ولم يخل النصر من بعض التصرفات "الاستفزازية" من قِبل جورج جيسوس، حيث صرًح المدرب البرتغالي، عقب فوز الهلال على غريمه التاريخي بنتيجة (3-0)، في قمة الجولة 15 من دوري روشن، بأن الهلال فرط في فوز كبير، وكان يفترض أن يسجل 5 أهداف في شباك النصر، ولكنه أهدر العديد من الفرص.

وفي أغسطس 2024، بعد فوز الهلال بلقب كأس الدرعية للسوبر السعودي، بعد اكتساح النصر بنتيجة (4-1)، تداول نشطاء صورًا لجيسوس وهو ينظر إلى عدسات المصورين، ويشير إلى الرقم 4، في إشارة إلى نتيجة المباراة، والتي استغلها النشطاء للسخرية من الهزيمة الثقيلة للنصر.

وأثار جيسوس جدلًا كبيرًا عقب مباراة الاتفاق، في 8 أكتوبر الجاري، التي انتهت بفوز الهلال (3-1)، حيث شن هجومًا على طاقم التحكيم في المباراة، حيث قال في المؤتمر الصحفي إن هناك بعض المخالفات التي تحتسب بسهولة للمنافسين، ولكن لا يتم النظر إليها عندما تتعلق بالهلال، وكان فريقه يستحق الحصول على ركلة جزاء، فضلًا عن طرد لاعب الاتفاق (مشعل الصبياني) لتدخله العنيف على سالم الدوسري.

ودفع هذا التصريح عددًا من النقاد، للمطالبة بمعاقبة جيسوس بقرار من لجنة الانضباط والأخلاق، بداعي الهجوم ضد التحكيم، على غرار خالد العيسى، رئيس مؤسسة الأهلي غير الربحية، والتي عوقب بغرامة مالية قدرها 20 ألف ريال، بداعي الإساءة تجاه مسؤولي مباراة الأهلي والهلال.