ميسي، رونالدو وأعظم من سجلوا في موسم واحد

في أربعينات القرن الماضي، تحديدا في موسم 1940-1941، حقق مهاجم أتليتكو مدريد الأسطوري برودين ما لم يحققه أي مهاجم من قبله، بالوصول لـ30 هدفا من مشاركته في 22 مباراة، بنسبة 1.36 هدفا في المباراة، مسجلا اسمه في كتب التاريخ، كأول لاعب يسجل هذه النسبة من الأهداف في موسم واحد.

أيقونة برشلونة في حقبة الأربعينات، ماريانو مارتين، الذي سجل 141 هدفا في 181 مباراة بقميص البلو جرانا في الفترة بين عامي 1939 و1948، حطم رقم برودين بعد موسمين، وذلك بتسجيل 32 هدفا في 32 مباراة، بمعدل 1.39 هدفا في المباراة الواحدة.

صاحب الأرقام التي ظلت صامدة حتى عصر كريستيانو رونالدو، أسطورة بلباو في الأربعينات والخمسينات تيلمو زارا، حطم كل الأرقام القياسية في موسم 1950-1951 بتسجيل 38 هدفا في 30 مباراة، مسجلا رقما ظل صامدا سنوات طويلة.

بعد 40 عاما من موسم زارا الخيالي، نجح أسطورة الريال هوجو سانشيز في معادلة رقم أيقونة بلباو، بتسجيل نفس عدد الأهداف، لكنه احتاج 5 مباريات أكثر، وقبله بعام، أعاد المهاجم البرازيلي باتازارا إلى الأذهان زمن الهدافين العظماء، بتسجيل 35 هدفا مع أتليتكو مدريد في موسم 1988-1989، بعد عقود لم ينجح خلالها أي مهاجم في تخطي حاجز الـ30 هدفا.

في العصر الحديث، أو بالأحرى بداية من حقبة التسعينات، كان رونالدو البرازيلي أول لاعب مهاجم يتخطى حاجز الـ30 هدفا في الموسم الواحد الليجا، وفعلها في موسمه الوحيد مع برشلونة في منتصف التسعينات -1996-1997-، بتسجيل 34 هدفا في 37 مباراة.

مع ظهور الوجه الحقيقي المرعب لميسي موسم 2009-2010، تمكن من تسجيل 34 هدفا في 35 مباراة، منها سجل اسمه ضمن الأكثر تسجيلا في تاريخ الليجا، وأيضا حصد جائزتي البيتشيتشي والحذاء الذهبي، قبل أن يستحوذ على الجوائز الفردية العالمية المرموقة.

في الموسم التالي 2010-2011، بدأت معركة تحطيم الأرقام القياسية بين الاثنين الأفضل في التاريخ الحديث، وربما كل العصور، برد رونالدو على غريمه، بتسجيل رقم جديد وفريد من نوعه في تاريخ الليجا، بتسجيل 41 هدفا في 34 مباراة.

رد البرغوث لم يتأخر طويلا، على الفور رد على صاروخ ماديرا والعالم بأكمله، بالوصول لنسبة خارقة من الأهداف، مسجلا أعلى معدل ونسبة أهداف منذ تأسيس الليجا، 50 هدفا في 37 مباراة، في رقم لم يُحطم منذ عام 2012، وفي الغالب لن يُحطم في المستقبل القريب، إلا إذا أراد ميسي تكرار نفس السيناريو مرة أخرى.

بذل الدون كل جهده في موسم 2014-2015 لمعادلة رقم ميسي الخارق، لكنه توقف في النهاية عند 48 هدفا، كثاني أفضل هداف في تاريخ الليجا في موسم واحد، علما بأن ميسي نفسه، ثالث أكثر لاعب تسجيلا للأهداف في موسم واحد، بتسجيل 46 هدفا في موسم 2012-2013.

يبقى لويس سواريز هو الكائن البشري الوحيد بعيدا عن الثنائي الفضائي رونالدو وميسي، من سجل 40 هدفا في موسم واحد في الليجا، وفعلها في موسم 2015-2016، الذي ختمه بجائزة الحذاء الذهبي.